أنها فلسطين ومنها أشرقت شمس بطولتها الدولية الأولى لكرة القدم للأندية تحت عنوان (من النكبة إلى الدولة) وحظيت بحضور قادة كرة القدم العالمية في مقدمتهم سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا ورئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم إلى جانب السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الذي أشار أنه منذ اللحظة سفيرا للرياضة وكرة القدم الفلسطينية إلى العالم. نعم .. كسب الشعب الفلسطيني الرهان، وكسبت الرياضة وكرة القدم الفلسطينية التحدي بإقامة بطولة دولية للأندية وصل صداها إلى الأردن وسوريا ومورتانيا وجنوب إفريقيا والسنغال والتشيلي وهنغاريا .. وهذا نجاح بحد ذاته بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة، إضافة لحسن التنظيم والحفاوة الكبيرة التي لمسها جميع الضيوف منذ لحظة الوصول وحتى موعد المغادرة.. والنجاح بالتأكيد لم يقتصر على ذلك بل تجسد في دعم صمود ومقاومة الفلسطينيين للإحتلال والوقوف إلى جانبهم ومد يد العون لهم من خلال كرة القدم في حدث كهذا. ما لمسناه على أرض الواقع أن كرة القدم الفلسطينية التي تعاني أكثر من غيرها في سائر البلدان العربية .. أكدت بما لايدع مجالاً للشك أنها تسير في الاتجاه الصحيح وأنها قطعت خطوات شاسعة إلى الأمام وأنها قادرة على المنافسة في الاستحقاقات القادمة ومن حقها أن تلعب على أرضها (وهذا ليس تطبيعاً) من خلال استضافة منتخب البحرين الأولمبي لحساب الدور الثاني من تصفيات اولمبياد لندن (2012)، ومنتخب أفغانستان لحساب الدور التمهيدي من تصفيات كأس العالم (2014). نجاح الكرة الفلسطينية وتقدم رياضتها له عدة أسباب وعوامل أهما هو الروح القتالية التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني و إصراره على الوصول إلى أهدافه المنشودة، بدعم كبير من اللواء جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة. على بعد كيلو مترات قليلة من المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة كنا نقيم في رام الله، دعوت ربي أن يكتب لي زيارة المسجد الأقصى وهذا ما تحقق بحمد الله ، بعد فشل الدخول في المرة الأولى نجحنا في المرة الثانية لأجد نفسي محظوظا جداً ، عندما سمعت أن هناك من يعيش في الضفة الغربية ولم يستطيع زيارة الأقصى منذ أكثر من عشر سنوات ، أمضينا وقت طويلاً في المسجد الأقصى المبارك وساحاته الواسعه والقينا عليه نظرة من جبل الزيتون لا يمكن أن يتخيل روعتا احد، قبل أن نمر بجولة سريعة على يافا ، عدنا بعدها إلى رام الله. زيارة مدينة الخليل كان لها طابع خاص لوفد الإعلاميين الرياضيين العرب، فصلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي تحتاج لكثير من المعاناة، المرور إجباريا من أمام الحواجز الأمنية ونقاط تفتيش الجيش الإسرائيلي (3) مرات لم تثني عزيمتنا في الوصول وأداء صلاة الجمعة، شعرنا قليلا بالمعاناة والمضايقات الجبانه التي تفرض على المصلين أمام الحرم الإبراهيمي وبيت الله، حفاوة أهل الخليل ليس لها مثيل، المنسف الأردني كان حاضراً على مائدة الغداء وجولة منظمة لملعب الشريف حسين بن علي وللصالة الرياضية ( الفخمة والضخمة) التي تستقطب نشاط ملحوظ من رياضيي المحافظة. في طريق العودة من الخليل إلى رام الله يجب المرور من أمام حاجز قلنديا واجهتنا أزمة خانقة، لنشاهد عشرات الفتيه من أبطال فلسطين يقذفون الحجارة على جنود الاحتلال الذين ردوا بالغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي ، استنشقنا قليلا من الغاز السام وكدنا أن نصاب بالغثيان لكنا صمدنا ونحن ننظر بفخر لسواعد هؤلاء الأبطال في الدفاع عن وطنهم ومقدساتهم..توجهنا بعد ذلك على عجل للقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان عفويا فهو يتمتع بروح رياضية لأبعد حدود .. استقبلنا بحفاوة ورحب بالجميع قبل التقاط الصور التذكارية. بطولة فلسطين الدولية فرضت نفسها بقوة على الساحة الدولية .. وأمانينا أن تقام في العام القادم احتفالا بعودة الأرض لأصحابها واحتفالا بتحرير فلسطين من الاحتلال الغاشم وزواله إلى الأبد وفي دولتها المستقلة وعاصمتها القدس.. لن نقول وداعا ً بل إلى اللقاء.