نعم الاتحاد قوة، وهو شعارنا منذ أن قامت دولتنا، بسواعد الرجال المخلصين، الذين أوصلوها لتكون دولة حضارية متقدمة، نتباهى بها أمام كل دول العالم، واليوم ترفع بعض الهيئات الرياضية شعار الاتحاد والدمج في مسيرة القطاع الشبابي والرياضي، كأحد ابرز المحاور التي يجب أن نركز عليها مستقبلاً، إذا كنا نريد توحيد الجهود والإمكانيات، طالما نحن دولة واحدة، لأن الدمج وفكرة الاتحاد قديمة منذ عشرات السنين، . عرفنا الرياضة وتحديداً كرة القدم، كأول لعبة مارسها أبناؤنا، حيث بدأت الفرق في "الفرجان والحواري و السكيك"، قبل أن يوحدنا (الاتحاد) ويجمعنا ويلم شملنا، بدلاً من الشتات والفرقة، . واليوم بدأت ظاهرة الدمج تعود من جديد، وفقاً لمعطيات هذه المرحلة، والتي تتطلب المزيد من الإمكانيات المادية والبشرية، وفق آليات التعامل مع المنظمات القارية والدولية. وأتوقف اليوم، عند مذكرة التفاهم بين مجلسي دبي والشارقة، والتي تأتي انطلاقاً من الأهداف الإستراتيجية للمجلسين الحكوميين، وسعيهما لتعزيز آليات التواصل والتعاون، . والتأكيد على نهج وطني، يهدف لتطوير الرياضة بالبلاد، من منطلق الاستفادة المتبادلة، من أهداف وأفكار وإمكانيات في الجهتين، فقد وقع المجلسان مذكرة تفاهم، نأمل أن تكون بداية خير لشبابنا الرياضي، فقد جاء تأسيس هذه المجالس، كدعامة قوية وأساسية، تخدم الرياضة الإماراتية، تحت مظلة الجهة الرسمية الأم "الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة"، فالعمل المؤسسي ضرورة هامة لتفعيل أدوارنا وتحويل كل خطواتنا لتكون جماعية، يستفيد منها الوطن والمواطن، فالمذكرة في تقديري من أبرز الأحداث على الساحة، ولو نتعمق فيها قليلاً، سنجد مدى الفائدة الكبرى، التي ستعود بالنفع العام للقطاعين الشبابي والرياضي/ وما ندعو إليه هو ضرورة تنفيذ ذلك على الواقع، . و لا نكتفي بالترويج الإعلامي فقط، فما (ذبحنا) في الفترة السابقة هو أننا ركزنا على المظهر، دون أن نفكر في الجوهر، وتلك هي المصيبة والكارثة التي تمر بها بعض رياضتنا، فقد حان الوقت لكي نستعيد أنفسنا ونتخلص من النرجسية والأنانية، فكلنا أبناء وطن واحد والتوجهات واضحة . وهي ضرورة الاتفاق، والاتحاد ودمج هي أفكار لخدمة الجميع، وليس ضرورياً ان تأتي الأفكار من جهة ترفضها الجهة الأخرى، وعلينا أن نتعلم من التجارب لترسيخ العلاقة بين المجلسين، والتأكيد على أن المجالس الرياضية، تسعى إلى الارتقاء بمستوى الرياضة ككل، على مستوى الدولة، . وأن تشهد نقلة نوعية من خلال بناء شراكة إستراتيجية بين المجلسين، تساهم في تعزيز التعاون والعمل المشترك، لاستضافة البطولات المحلية والدولية والقارية،. وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجال المحاضرين والمنظمين وتبادل المعلومات، من أجل وضع التصورات والبرامج في مجال الرياضة والنشاط البدني، وغيرها من الأمور، فما كان يحدث سابقاً هو أن مجموعة تأتي بعد المجموعة السابقة،. وتقوم بهدم وبناء جديد، فيضيع علينا الوقت ونهدر الأموال بطريقة غير حضارية، واليوم الرياضة عملية تكاملية لا تعتمد على الأفراد وإنما على الفكر الجماعي المشترك الذي يخدم الكل وليس الجزء .. والله من وراء القصد.