ظلت الصحافة دائما تحافظ على رونقها ومهنيتها في السنوات الماضية.. عندما تقوم بدورها الحقيقي في تقييم الأحداث والإنجازات والإخفاقات على حد سواء دون.. ورفض الإعلام الحر والنزيه طوال القرون الماضية من العمل المهني بأن يملئ عليه مايكتب إلا فيما ندر من شواذ هم دخلاء على المهنة.. أو من النفر الذين يحاولون أن يقفزون فوق أكتاف الأخرين وأكتاف الزمن ليكون لهم موطئ قدم لن يطول بهم الحال.. لأنهم سرعان ماينكشفون.. وتتساقط أقنعتهم المزيفة.. وتبت يدهم مما يكتبون.. وتبت يدهم مما يأكلون ليكتبون..!! وقضية الدخلاء في مهنة الإعلام ليست قضية محلية فحسب فهي على المستوى الخليجي والعربي.. فيعتبرها البعض أسهل طرق الوصول.. وكذلك هي مهنة لمن لا مهنة له.. فيدخلونها لإشباع رغباتهم..لذلك يتحولون أداءة في يد الأخرين.. ويكون سعرهم بخس.. لأنهم يبيعون أقلامهم في أحيان كثيرة..وللاسف يتحول هؤلاء بعد فترة الى مرض في جسد الصحافة الرياضية..! فقد شاهدت مؤخرا حراك نحو الإنتخابات الكروية.. ورغم إنه حراك سري غير معلن رسميا.. حتى الآن على أقل تقدير.. إلا إنه من يتابع ويقترب كثيرا سيعرف بأن هناك حراكا حقيقيا وفعليا يسبق مرحلة الإنتخابات التي من المفترض أن تقام في نهاية أغسطس من العام الجاري..هذا إذا أقيمت.. وعلى مايبدوا بأن هناك بعض الشخصيات الرياضية لديها التوجه لدخول دائرة المنافسة على منصب الرئيس وعلى منصبي نواب الرئيس في إتحاد كرة القدم.. وأرى من وجهة نظري بأن هذا حق مشروع لمن لديه المقدرة على العمل والتطوير.. فلا أدري لماذا يرى البعض سلبية في ذلك.. فكلما زاد عدد المنافسين كلما كانت النتائج أكثر إيجابية للمصلحة العامة.. فلا أدري لماذا يرتاب البعض من هذا الحراك إذا كانوا يملكون الأفضلية.. وترتاب معهم بعض الأقلام المأجورة..!! فعلى سبيل المثال وجدت إنتخابات الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إنتقادات لاذعة رغم فوز بلاتر بالتزكية.. وسيناريو إنسحاب بن همام الذي حكم على تاريخه بنهاية لا تليق بالعمل والجهد الذي قام به هذا الرجل.. ونعود الى الإنتقادات التي تلقتها أكبر منظمة كروية في العالم بسبب عدم وجود منافسين لبلاتر.. وإبعاد من حاول المنافسة بطرق ملتوية.. ولذلك إعتبرت بعض الشخصيات الرياضية الدولية بأن إعادة إنتخاب بلاتر الى لولاية جديدة للفيفا أمر مخزي لعالم كرة القدم.. وفعلا ألا توجد شخصيات غير بلاتر لهذا المنصب..؟ وهذا يقودنا الى المشهد الإنتخابي المحلي في السلطنة الذي بدأ تتضح ملامحه من الداخل.. ويعطي مؤشرات بأن هناك منافسة ستكون كبيرة هذه المرة خاصة على منصب الرئيس الذي يشغله حاليا السيد خالد بن حمد البوسعيدي الذي كان من الشخصيات التي عملت خلال الفترة الماضية في العديد من الإتجاهات الكروية ووجدت هذه الشخصية كغيرها من رؤساء الإتحادات السابقين موجة إنتقادات وأخرى تأيدات.. وهذا أمر طبيعي في الحراك الإعلامي النزيه والحر.. وليس الإعلام المأجور والدخيل الذي يكتب مايملى عليهم.. أو يكتبون لمصالح سرعان ماتنكشف تفاصيلها..! كما إن المنافسة لن تكون أقل شراسة على منصبي نائبي الرئيس الذي تشير الأرقام الى إرتفاع عدد المتوجهين والراغبين في دخول معركة الإنتخابات على هاذين المنصبين والتي تزيد عن (10 أسماء) وهو معدل يفوق بكثير المعدل عن الإنتخابات الماضية.. وهذا أمر صحي إذا كانت الأسماء المتقدمة تمتلك المقدرة على شغل مثل هذاين المنصبين.. اللذين يحتاجا الى شخصيات ذات قدرة عالية في تفعيل دور الرئيس. فالإنتخابات الكروية العمانية التي شهدت الكثير من التراجيديا في تجربتها الأولى.. لن تخلوا من المشاهد والمواقف في دورتها الثانية.. ولكن على مايبدوا ستكون أكثر نضجا هذه المرة.. إذا لم تتدخل أيادي خفية في إفسادها..وسلملي على إبن همام..!!