اليوم نبدأ بكلام فى الرياضة، ولاداعى للقلق، فسوف نترك مساحة للضرب والبلطجة والسفسطة فى النهاية.. اليوم حديث عن بطولة ويمبلدون للتنس، التى يبلغ عمرها 125 عاما، وهى تعد بالنسبة للعبة البيضاء مثل كأس العالم فى كرة القدم. إنها أشهر وأعرق وأقوى بطولات التنس.. ومازلت أذكر نهائيا من أجمل النهائيات وكان عام 1981 ، وهزم فيه الأمريكى جون ماكنرو منافسه السويدى بيورن بورج 4/6، 7/6، 7/6، 6/4 فى مباراة حافلة بالراليات.. وفى تلك الأيام ثار جدل حول النطق الصحيح لاسم اللاعب السويدى، وهل هو بيورن بورى كما ينطقه أهل السويد؟ أم بيورن بورج كما ينطقه الإنجليز؟.. وهى مشكلة قديمة بشأن الأسماء الأجنبية، وقابلناها كثيرا فى أسماء لاعبى البرازيل، ولعل هناك جيلا يتذكر فالكاو الذى قيل إنه فالساو أيام مونديال 1982 فى إسبانيا.. أو روبينيو الذى يكتب وينطق أحيانا روبينهو.. ● تغيرت خريطة التنس، وتوارى رجال المدرسة الأمريكية، ماكنرو وكونورز وسامبراس وأجاسى، وظهر أبناء المدرسة السويسرية والإسبانية، والصربية، وآخرهم ديكوفيتش.. والأمر نفسه فى السيدات، فى بطولات السيدات، فهناك الفرنسيات والألمانيات والروسيات, إلا فى ويمبلدون، فمازالت السيطرة لكل من الأمريكيتين فينوس وسيرينا وليامس منذ عام 2000 تقريبا.. وتغيرت أيضا طبيعة اللعبة التى باتت نقاطها سريعة وقصيرة بسبب سرعة ضربات الإرسال وسرعة الكرات على الرغم من محاولات إبطاء الضربة والكرة.. ● يربح نادى عموم إنجلترا للتنس والكروكيه من تنظيمه للويمبلدون، وحقق فى العام الماضى إيرادا قدره (31 مليون جنيه إسترلينى).. و50% من هذا الإيراد مصدره حقوق النقل التليفزيونى إلى 185 دولة، كما جاء فى تقرير ل «البى. بى. سى».. وهم يتوقعون ارتفاع نسبة المشاهدة فى الصين بعد فوز اللاعبة « لى.نا « ببطولة رولان جاروس. وهذا الأمر تكرر أيام بوريس بيكر وشتيفى جراف، فكانت المحطات الألمانية من أهم مصادر الدخل.. ● يبقى أن الفائز بلقب الفردى للرجال والسيدات يحصل على 850 ألف جنيه إسترلينى ( نحو 8 ملايين ونصف المليون جنيه مصرى ).. بذلك يتوقف الحديث عن الرياضة، حبة العرق، والنضال الشريف بين المتنافسين، واحترام الآخر، وموهبته، وقيمته، ومشاهد وصور الجمال فى الملاعب وخارجها.. ● نكتفى بهذا القدر ونتحول إلى ملاعبنا، فقد استمر مسلسل « المشاغبون» فى كرة القدم المصرية، وتعرض حكم مباراة فى دورى الدرجة الثالثة للاعتداء فى مباراة بين فريقى سمالوط والأسيوطى سبورت، وألغيت المباراة، وهى الثالثة التى تلغى فى تلك المسابقة وحدها.. ويفسر البعض حالات الشغب والعنف بأن الشعب أو بعضه يرغب فى الفوز بحقوقه بيده أو بقدمه، بعد سنوات طويلة من مصادرة حقوقه.. وهو تفسير أخرق، يقدمه أستاذ فى الحماقة.. لكننا فى جميع الأحوال اشتقنا لهذا الهتاف القديم، أو الذى يبدو الآن من زمن سحيق : « دى مش كوره.. دى مزيكا » حين كان أى فريق يلعب كرة قدم لمدة 30 ثانية.. ● الآن «كله ضرب، كله ضرب، مافيش كوره»..!