تقرير كامل وشامل عن شهر رمضان المبارك معنى وأصل كلمة رمضان كــلمة رمضان من خمسة أحرف وهي : الراء .. رضوان الله للمـقـربـيـن والميم .. مغـفـرة الله للعاصـيـن والضاء .. ضمان الله للطائعـين والألف .. ألفة الله للمتوكـلين والنون .. نوال الله للصادقين وُسمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها مأخوذ من الرمضاء وهي شدة الحر اصل كلمةرمضان هو ((الرمضاء)) وهى من اصل عربى وتعنى الحرارة المحرقه او شدة الجفاف وقد يبدو غريبا فى بادئ الامر ارتباط اسم رمضان بالحرارة ولكن لهذا الارتباط دلالة معينه فهو يعكس شعور الانسان بالجفاف فى حلقه والحرقه فى معدته من جراء شدة العطش أثناء الصيام ومثلما تقوم الحرارة بتشكيل المعادن يقوم شهر رمضان بتطهير النفوس واعادة تهذيبها { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (185) سورة البقرة فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعلة أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فية تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فية ليلة هى خير من ألف شهر , و فيه قال صلى الله عليه وسلم :(( الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ::: رواه البخاري ومسلم :::, و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة )) ::: متفق عليه ::: ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان )) فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات و الخيرات و يأمر الناس بصله الارحام فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب منها زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل و الشعور بعزة العبادة و لذتها , كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأخير من رمضان و قال الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) ::: أخرجه البخاري ::: . فما اعظم هذا الشهر و ما اعظم العبادة فيه , و عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال لما حضر رمضان (( قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامة تفتح فية ابوب الجنة و تُغلق فية أبواب الجحيم و تُغل فية الشياطين , فية ليلة خير من ألف شهر , من حُرم خيرها فقد حُرم )) ::: رواة أحمد و النسائى و البيهقى ::: , و عن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) ::: رواة مسلم ::: , و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صام رمضان و عرف حدودة و تحفظ مما كان ينبغى ان يتحفظ منة , كفر ما قبلة )) ::: رواة أحمد ::: و عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صام رمضان إيماناً و إحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة )) ::: رواة أحمد و أصحاب السنن :::. مقترحات رمضانية للشهرالكريم هذه الجملة من المقترحات المختصرة والتي تساعد على تهيئة النفس والبيت والمسجد في استقبال شهر رمضان المبارك والذي نسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إنه على كل شيء قدير:- أولاَ / النفس :- 1- إخلاص العمل لله عز وجل . 2- استشعار نعمة الله علينا بهذه المواسم . 3- العلم بأنه ميدان منافسة على العتق من النار . 4- تهيئة المصحف والانقطاع عن الشواغل . 5- اختيار كتاب من كتب التفسير ككتاب السعدي رحمه الله للرجوع إليه عند الحاجة . 6- أن يخصص الإنسان لنفسه تلاوتين الأولى / تلاوة تدبر بقراءة جزء واحد في كل يوم بتدبره ويقف عند عجائبه وآياته . الثانية / تلاوة أجر وهي التي يكثر فيها الختمات ابتغاء الأجر . 7- إعداد جدول للقراءة يوفق فيه الإنسان بين قدراته وأعماله . 8- تعويد النفس على الدعاء ورفع اليدين . 9- تعويد النفس على الجلوس في المسجد أدبار الصلوات وخاصة صلاتي الفجر والعصر . 10- تعويد النفس على الصدقة والبذل والعطاء. 11- الحرص على تحفيز النفس ومضاعفة دورها في العمل الصالح مثل قراءة حياة السلف وحالهم في رمضان 12- الاستماع إلى الأشرطة وقراءة المطويات الخاصة بذلك . 13- تعويد النفس على القيام وذلك بالزيادة في الوتر والتهجد . ثانياَ / البيت :- 1- شراء مصاحف وحاملات مصاحف لجميع أعضاء الأسرة . 2- تخصيص مصلى في المنزل . 3- شراء الأشرطة و المطويات وعمل مسابقات عائلية خاصة برمضان . 4- عقد جلسة مع أفراد الأسرة والتحدث عن رمضان وفضله وأحكامه . 5- تجهيز المنزل بما يتطلبه من مأكولات مشروبات بشرط عدم الإسراف . 6- اتخاذ قرار مجمع عليه تجاه وسائل الإعلام وما تبثه في رمضان . 7- تنسيق وتوزيع الأدوار بين أهل البيت في الخدمة حتى تجد المرأة حظها في برامج العبادة . 8- تنسيق برامج الزيارات والاستضافات الرمضانية مع الأهل والجيران والأصدقاء . 9- إعداد برنامج للعمرة والاعتكاف لجميع أعضاء الأسرة . 10- المشاركة في إعداد الطبق اليومي ولو كان شيئاً يسيراً يهدى لوجبة تفطير الصائمين في المسجد. 11- مسابقة في حفظ أحاديث كتاب الصيام مثل كتاب بلوغ المرام أو رياض الصالحين . ج / المسجد :- 1- أن يتهيأ الإمام في المواظبة بالقيام بجميع الفروض في مسجده طيلة أيام الشهر . 2- إعداد إنارة المسجد وتنظيم أثاثه ، والعناية بالإذاعة والصوتيات . 3- الاهتمام بدورات المياة والقيام على تجهيزها وتنظيفها . 4- العمل على حث جماعة المسجد في جمع تبرعات للمسجد وما يحتاجه من الماء والمناديل الورقية والطيب . 5- استضافة بعض العلماء وطلبة العلم في المسجد لإلقاء الكلمات والمواعظ قبل رمضان وأثناءه . 6- اختيار الإمام للكتاب المناسب وقراءته على جماعة المسجد بعد إحدى الصلوات . 7- إعداد المسابقات اليومية والأسبوعية لجماعة المسجد . 8- تخصيص لجنة تقوم بإعداد وجبة إفطار الصائم والإشراف عليها . 9- توزيع الأشرطة على أهل الحي . 10- إعداد برامج للجاليات من مطويات وأشرطة . 11- تخصيص ليلتين أو ثلاث من الشهر يجتمع فيها جماعة المسجد لإفطار جماعي يأتي كل واحد منهم باليسير من زاده ويجتمعون عليه في المسجد تحت إشراف الإمام وتنسيقه . 12- إعداد برنامج ترفيهي لشباب الحي . 13- الحرص على أن يختم الإمام ولو ختمة واحدة في صلاة التراويح . 14- إقامة دورية للحي . 15- الحرص على أن تقدم برامج تكون بدائل ومزاحمات إعلامية . 16- إعداد برنامج لجمع الزكاة وتوزيعها على فقراء الحي . 17- إعداد برنامج لعيد رمضان مثل اجتماع الجيران بعد صلاة العيد في المسجد . - فضل صيام رمضان : شهر رمضان شهر كريم وموسم عظيم للطاعات ؛ يعظم الله فيه الأجر , ويجزل العطايا , ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب , شهر الخيرات والبركات , شهر المنح والهبات , شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان , شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار , اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت فيه الآثار : 1- ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين " . وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر ؛ لكثرة الأعمال الصالحة , وترغيبا للعاملين . وتغلق أبواب النار ؛ لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، وتصفد الشياطين فتغل فلا يخلصون إلي ما يخلصون إليه غيره . 2- وروي الإمام أحمد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها .... " : أ ـ " ... خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك 000 " : لأنها ناشئة عن عبادة الله . وكل ما نشأ عن عبادته وطاعته ، فهو محبوب عنده سبحانه , يعوض عنه صاحبه ما هو خير منه وأفضل وأطيب 0 ب - " ... وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا 000 " : ج - "... ويزين الله كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك 000" : يعني مؤونة الدنيا وتعبها وأذاها ويشمروا إلي الأعمال الصالحة التي فيها سعادتهم في الدنيا والآخرة 0 د - " ... وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلي ما كانوا يخلصون إليه في غيره 000 " : فلا يصلون إلي ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإبعاد عن الحق والتثبيط عن الخير وهذا من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم ، ولذا نجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره 0 هـ - " ... ويغفر لهم في آخر ليلة , قيل : يا رسول الله : أهي ليلة القدر ؟ قال : لا . ولكن العامل يوفي أجره إذا قضي عمله ... " : فإن الله يغفر لهذه الأمة إذا قامت بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا منه سبحانه وتعالى بتوفية أجورهم عند انتهاء أعمالهم ، فإن العامل يوفي أجره عند انتهاء عمله 0 ونجد أن الله تفضل علينا بالأجر في هذا الشهر من ثلاثة وجوه : 1- أنه شرع لنا من الأعمال الصالحة ما يكون سببًا لتكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا 0 2- أنه وفقنا إلي العمل الصالح . ولولا معونة الله وتوفيقه ما قمنا بهذا العمل 0 3- أنه تفضل علينا بالأجر الكثير0 إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة ، لذا يجب علينا أن نقوم بحقه بالرجوع إلي الله من معصيته إلي طاعته ومن الغفلة عنه إلي ذكره ، ومن البعد عنه إلي الإنابة إليه 0 يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصي ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح وقــرآن ومن الأحاديث في فضل رمضان أيضا : 3ـ يقول - صلي الله عليه وسلم - في رمضان : " تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين . قال : وينادي فيه ملك : يا باغي الخير أقبل ويا وباغي الشر أقصر , حتى ينقضي رمضان "0 رواه أحمد والنسائي 4ـ عن أبي سعيد الخدري أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " من صام رمضان وعرف حدوده , وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه ؛ كفر ما قبله "0 رواه أحمد والبيهقى بإسناد جيد 5ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "0 رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني يعني : إيمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه , واحتسابا لثوابه وأجره , ولم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه وأجره , فإن الله يغفر ما تقدم من ذنبه 0 6- وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضا أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " الصلوات الخمس , والجمعة إلي الجمعة , ورمضان إلي رمضان ؛ مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "0 7- ومن فضائل الصوم أن الصائم يعطي أجره بغير حساب لا يتقيد بعدد معين : ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قال الله تعالي : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , والصيام جنه . فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم , والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك , للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره , وإذا لقي ربه فرح بصومه " . 8 - ومن فضائل الصوم : أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة . فعن عبد الله ابن عمر – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة . يقول الصيام : أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان " . رواه أحمد 9- عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا " . رواه الجماعة إلا أبي داود 10- عن سهل ابن سعد أن النبي – صلي الله عليه وسلم - قال : " إن للجنة بابا يقال له الريان , يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخلوا أغلق ذلك الباب " 0 رواه البخاري ومسلم إن فضائل الصوم لا تدرك حتى يقوم الصائم بآدابه . فلنجتهد في إتقان صيامه وحفظ حدوده والتوبة إلى الله من التقصير في ذلك 0 قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ . فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " . وكأنَّ " رَجبًا " و" رمضان " مِن الشُّهور التي يُعظِّمها المؤمنون ، ثم يَغْفُلون عن " شعبان " . وهذه هي الحال التي نحن فيها ! كيف نستقبل شهر رمضان ؟ فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم , كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام , كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان , وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام . فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم , وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات. ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات , وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وصدق الله العظيم إذ يقول { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } أي حتى تموت وقوله تعالى { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله , يجب علينا الإخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه , والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتب عليها قال - صلى الله عليه وسلم - من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه . وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر - وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملائكة والروح فيها , وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين , وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة , وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من قرب النساء. وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده رواه مسلم. وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له" , حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه. وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [سورة غافر :آية 60] . وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة , والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم. وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها. تنظيم الوقت ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر الكريم , ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه. ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس , ويلاحظ أن المسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة , والذي ليس عنده عمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة. وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر. والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله تعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك , ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عز وجل لقوله تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا. الحكمة من صيام رمضان : إن من أسماء الله تعالي ( الحكيم ) . والحكيم : من اتصف بالحكمة . والحكمة : إتقان الأمور ووضعها في موضعها . ومقتضى هذا الاسم من أسمائه تعالي : أن كل ما خلقه الله تعالي أو شرعه ؛ فهو لحكمة بالغة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها . فإن الله سبحانه وتعالي لم يفرض علينا الصيام ويمنعنا عن الطعام والشراب التي أحلهما لنا ليعذبنا أو يعنتنا ، فحاشى لله ذلك . ولكن : للصيام الذي شرعه الله وفرضه علي عباده حكم عظيمة وفوائد جمة . من هذه الحكم : 1- أنه عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه بترك محبوباته المجبول علي محبتها من الطعام وشراب ونكاح ، لينال بذلك رضي ربه والفوز بدار كرامته , فيتبين بذلك إيثاره لمحبوبات ربه علي محبوبات نفسه وللدار الآخرة علي الدار الدنيا . 2- أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه ، قال تعالي : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون } . وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم ( إنها التقوى ) ، فالصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وهي امتثال أمره واجتناب نهيه ، وهذا هو المقصود الأعظم بالصيام . وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الأكل والشرب والنكاح . فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدى هذه الفريضة طاعة لله , وإيثارا لرضاه . والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه . فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم , وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها . وقول النبي – صلي الله عليه وسلم - : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " . رواة البخاري - والزور : هو كل قول محرم من الكذب والغيبة والشتم . - والعمل بالزور: هو العمل بكل فعل محرم من العدوان علي الناس بخيانة أو غش أو ضرب . ويدخل فيه سماع الأغاني المحرمة والمعازف ومشاهدة المحرمات . - الجهل : هو السفه وهو مجانبة الرشد في القول والعمل . 3- إذا تمشي الصائم بمقتضى الآية السابقة والحديث ؛ كان الصيام تربية لنفسه وتهذيبا لأخلاقه واستقامة لسلوكه ، ولم يخرج من شهر رمضان إلا وقد تأثر تأثرا بالغا يظهر في نفسه وأخلاقه وسلوكه 0 4- أن الصوم هو مجال تقرير الإرادة الجازمة ، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد , كما أنه استعلاء علي ضروريات الجسد كلها ، واحتمال ضغطها وثقلها وهذه كلها عناصر لازمة في إعداد النفوس واحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر علي جوانبه الرغبات والشهوات . فالصوم أعظم طريق لإذلال النفس والسيطرة عليها والتمرن علي ضبطها وقيادتها ، والدليل علي ذلك : حديث الباءة . فالشاب الذي لا يملك الباءة علي الزواج عليه بالصوم ، فإنه أكبح لشهوات النفس . كذلك ما يروي عن السلف أن أحدهم إذا أراد أن يعاقب نفسه علي ذنب فعله فكان يعاقبها بالصيام ولفترات طويلة من السنة . لذا فالصوم يمكن الإنسان من قيادة نفسه لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة , ويبتعد عن أن يكون عبدا بهيميا لا يتمكن من منع نفسه عن لذاتها وشهواتها لما فيه مصلحتها 0 5 - ومنها : أن الغنى يعرف قدر نعمة الله عليه بما يسر له الحصول علي ما يشتهى من طعام وشراب ونكاح ؛ فيشكر ربه علي هذه النعمة ، ويتذكر الفقير الذي لا يتيسر له الحصول علي ذلك ؛ فيجود عليه بالصدقة والإحسان 0 6 - ومنها : أن نستشعر حال أخواننا المستضعفين في كل مكان ، الذين يهجرون من ديارهم فيخرجون إلى العراء جوعى هلكى لا يجدون ما يسترهم ولا ما يسد رمقهم . 7- ومنها : ما يحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام وإراحة الجهاز الهضمي لفترة معينة ، وكذلك ليتخلص الجسم من الفضلات الضارة المترسبة في الجسم ... وغير ذلك برنامج مقترح لاستغلال رمضان للشيخ محمد حسين يعقوب (1) التبكير إلى صلاة الفجر في المسجد فتخرج من بيتك قبلها بربع ساعه وصلاة المرأه في بيتها أفضل (2) صلاة ركعتين تحية المسجد ولزوم الاستغفار حتى يؤذن للصلاه ثم صلاة ركعتي سنه (3) تلاوة جزء من القرآن الكريم ما بين الأذان والإقامه ان استطعت وإلا فهو عليك بعد الفجر (4) المكوث في المسجد بعد الصلاه وقراءة أذكار الصباح وجزء من القرآن آخر حتى طلوع الشمس (لمن قرأ قبل الفجر وإلا فهو جزءين) مع مراعاة عدم التحدث مع الآخرين أو الانشغال بأحد (5) صلاة ركعتي الضحى ثم الخروج من المسجد (6) الذهاب إلى العمل أو المدارس أو الكليات أو العوده إلى البيت إن كان هناك وقت والنوم لمدة ساغتين (7) إذا كنت ستذهب إلى العمل فعليك بالذكر طوال الوقت ولا تتحدث إلا فيما يرضي الله عزوجل وأتقن عملك ولا تفسد صيامك وأحسن خلقك وإياك واللغو والرفث والغيبه والنميمه والكذب والفحش فكلها تنقض الصيام واقرأ جزء من القرآن قبل صلاة الظهر وبعدها وكذلك في صلاة العصر (8) إذا كنت ستعود إلى المنزل أو المرأه التي صلت في بيتها فستنام لمدة ساعتين وتستيقظ تقرأ القرآن وتذكر الله إن لم تكن في عمل (9) عند العوده من عملك أو انتهاء المرأه من اعداد الطعام وأعمال المنزل عليك بجمع اسرتك وتتابعهم وتسألهم ماذا أنجزوا من عبادتهم (10) يمكنك عمل حلقة قرآن في البيت مع زوجتك وأولادك تقرءون القرآن حتى قرب المغرب ثم عليك بالدعاء فإنه لا يرد (11) الإفطار على ثلاث تمرات وشربة ماء وصلاة السنه القبليه ثم الخروج لصلاة المغرب في المسجد (12) عليك بأخذ بعض التمر معك أو العجوه أو العصير لإفطار الصائمين الذين لم يعودوا إلى منازلهم (13) صلاة ركعتين تحية المسجد (ان أمكن) ثم الصلاة المغرب ثم العوده إلى إلى بيتك للافطار مع أهلك ويكون النساء قد صلين المغرب مع الأولاد الصغار (14) لا تنس إفطار الفقراء والمساكين واشكر نعمة الله (15) التبكير إلى صلاة العشاء لكي تقف خلف الامام ويمكنك أخذ زوجاتك وأولادك معك وصل مع الامام حتى ينتهي (16) عد إلى البيت واقرأ جزئين من القرآن (17) نم حتى الساعه الثالثه صباحا (18) الاستيقاظ وصلاة ركعتي تهجد وراع فيهما طول القنوت "الوقوف" (19) السحور قبل الفجر بنصف ساعه (20) الاستغفار ثم الذهاب للمسجد لصلاة الفجر نسألكم الدعاء