معنى الورع والزهد والفرق بينهما: الورع: أصله الكف عن المحارم، والتحرج منه، ثم استعير عن المباح والحلال. قال الكتاني: الورع هو ملازمة الأدب وصيانة النفس، وملازمة الأعمال الحميدة، بموافقة الشرع والعرف والمروءة. وكذا اجتناب الشبهات خوفاً من الوقوع في المحرمات وقيل هو ملازمة الأعمال الجميلة، وقيل: كف الأذى وكف اللسان قال القرافي في معنى الورع وحكمه: الورع هو ترك ما لا بأس به حذراً مما به البأس وأصله قوله ( الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مشتبهات لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ من الناس فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ ) وهو مندوب إليه ومنه الخروج عن خلاف العلماء بحسب الإمكان فإن اختلف العلماء في فعل هو مباح أم حرام فالورع الترك أو اختلفوا فيه هل هو مباح أو واجب فالورع الفعل مع اعتقاد الوجوب. أقوال في الورع: عن عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم رأس التقوى الصبر وحقيقته العمل وتكملته الورع أن عائشة رضي الله عنها قالت إن الناس ضيعوا أفضل دينهم الورع. وعن الحسن قال: أفضل العلم الورع والتفكر. عن الضحاك قال لقد رأيتنا وما يتعلم بعضنا من بعض إلا الورع. الورع من الزهد بمنزلة القناعة من الرضا. الزهد: هو قطع الآمال وإعطاء المجهود وخلع الراحة، و ترك طاعة الهوى وبيع النفس بنهيها عنه من المولى. والنظر إلى الدنيا بعين الزوال، لتصغر في عين المسلم فيسهل عليك الإعراض عنها . قال عبد الله بن المبارك: الزهد : هو الثقة بالله تعالى مع حب الفقر. الزهد في الدنيا هو ألا يقيم الرجل على راحة تستريح إليها نفسه. « الورع يبلغ بالعبد إلى الزهد في الدنيا، والزهد يبلغ به حب الله تعالى » وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يكون معه ألف دينار هل يكون زاهداً فقال: نعم على شريطة أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت وقال رجل ليحيى بن معاذ: متى أدخل حانوت التوكل وألبس رداء الزاهدين وأقعد معهم فقال: إذا صرت من رياضتك لنفسك إلى حد لو قطع الله الرزق عنك ثلاثة أيام لم تضعف نفسك فأما ما لم تبلغ إلى هذه الدرجة فجلوسك على بساط الزاهدين جهل ثم لا آمن عليك أن تفتضح. الفرق بين الزهد والورع: قال الشيخ بن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين: أن الزهد أعلى من الورع، فالورعترك ما يضر، والزهد ترك ما لا ينفع، فالأشياء ثلاثة أقسام: منها مايضر في الآخرة، ومنها ما ينفع، ومنها ما لا يضر ولا ينفع . فالورع: أن يدع الإنسان ما يضره في الآخرة، يعنيأن يترك الحرام. والزهد: أن يدعما لا ينفعه في الآخرة ، فالذي لا ينفعه لا يأخذ به، والذي ينفعه يأخذ به، والذي يضره لا يأخذ به من باب أولى، فكان الزهد أعلى حالاً من الورع ، فكل زاهد ورع ،وليس كل ورع زاهداً."