الممثلون والمثقفون في سوريا: قوائم للشرف وأخرى للعار
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
سي ان ان العربية
| المصدر :
arabic.cnn.com
عباس النوري وجيانا عيد خلال اللقاء التشاوري الذي عقد في العاصمة السورية دمشق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفرج النظام السوري السبت عن مجموعة من المثقفين والممثلين الذين شاركوا في "مظاهرة الميدان" الأربعاء الماضي، غير أن الإفراج عنهم تبعه ملاحقة من قبل "شبيحة النظام"، لكن الممثلين والمثقفين تمكنوا من النجاة منهم بعد أن نجح المواطنون بتهريبهم من منطقة تواجدهم بالقرب من القصر العدلي.
السلطات السورية كانت قد اعتقلت نحو 40 مثقفاً وفناناً في تلك التظاهرة، شباب من بينهم الممثلة مي سكاف، والصحفي إياد شربجي، والممثلان التوأمان محمد وأحمد ملص والكاتبتان ريما فليحان ويم مشهدي والمخرج نضال حسن، وغيرهم.
بعد الإفراج عنها، قالت مي سكاف، في تصريحات إعلامية إنها تتواجد بمنزل أحد المواطنين بعد هربها من "شبيحة النظام"، وعبرت عن ألمها لتصرفات بعض أولئك الذين لا يقبلون الرأي الآخر، وقالت إنها "مواطنة سورية معارضة."
التظاهرة والاعتقال ومن ثم الإفراج عن هؤلاء المثقفين والممثلين زاد من حالة الفرز في هذا القطاع داخل سوريا، كما زاد من الشرخ، خصوصاً وأن العديد من الممثلين والفنانين انبروا للدفاع عن النظام في بداية "الثورة الشعبية السورية"، بل وتحدثوا عن مؤامرة وتخريب جماعات مسلحة وغيرها، وذلك على قناة "دنيا" والقناة السورية.
في البداية كان "بيان الحليب" والذي وقع عليه عدد من الممثلين لتوفير الدعم لمدينة درعا في بدايات حصارها، وهو بيان أثار استنكار البعض من الوسط الفني والثقافي والاتهامات بالعمالة والخيانة، وكان من بين الموقعين عليه، بحسب الأنباء، الممثلة منى واصف، والتي ظهرت دعوات لاحقاً لسحب وسام الدولة الذي كانت قد حصلت عليه سابقاً.
في إحدى الحلقات التلفزيونية، قال الممثل دريد لحام إن "مهمة الجيش هي حفظ الأمن"، وشارك لاحقاً في حوار السلطة التشاوري، إلى جانب العديد من الممثلين ومن بينهم عباس النوري وبسام كوسا وغيرهم.
اللقاء التشاوري، انتقدته المعارضة ورفضت المشاركة فيه، معتبرة أنه حوار السلطة مع نفسها.
مظاهرة المثقفين والفنانين في الميدان بوسط دمشق، ومن ثم اعتقالهم، أثارت جدلاً واسعاً في سوريا وفي وسائل الإعلام العربية، فهي كانت مظاهرة سلمية بامتياز، كما أنها ضمت طبقة مثقفة وليس أبناء طبقة مسحوقة أو فقيرة أو غير واعية.
كما أنه لا يمكن وصفهم بأنهم عملاء أو مندسين أو جماعات مسلحة، لذلك فإنها "عرّت النظام" أمام المجتمع السوري والعربي والدولي، بنفي تلك الصفات عن المتظاهرين في سوريا.
السوريون المعارضون، ومنذ بدايات الثورة الشعبية، خصصوا صفحات أطلقوا عليها اسم "قوائم العار" وأخرى "قوائم الشرف"، وعملت على إدراج المثقفين والفنانين وغيرهم في تلك القوائم، كل حسب موقفه من الثورة.
الأمر الآخر في تلك الصفحات، هو ظهور دعوات لمقاطعة المسلسلات التي يشارك فيها "ممثلو السلطة" بينما ظهرت الصفحات الأخرى التي تطالب بالحرية للمعتقلين من الممثلين والمثقفين، بالإضافة إلى صفحات ولقطات فيديو للمثل فارس الحلو، وكان آخرها فيديو يبين الحلو وهو يعزي بقتلى حي القابون بدمشق.