روبرت فيسك: السوريون أكثر تحمسا لتعلم أصول الثورة من أشقائهم في مصر

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : أ ش أ | المصدر : gate.ahram.org.eg


ذكر الصحفي الشهير بصحيفة الإندبندنت البريطانية روبرت فيسك، أن تحمس الثوار في سوريا لتعلم أصول الثورة من أشقائهم المصريين فاق سعادتهم بزيارة السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد لمدينة حماة التي انطلقت منها احتجاجات واسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
قال فيسك في مقال نشرته الصحيفة البريطانية اليوم أن المتظاهرين السوريين يتلقون العديد من النصائح فيما يخص ثورتهم ضد النظام البعثي من المصريين الذين أطاحوا بنظام الرئيس السابق حسني مبارك ، وضرب مثلا في هذا الصدد بقيام مواطن مصري قال أنه "يعشق سوريا" بالكتابة على موقع الشبكة الإخبارية السورية ناصحا المتظاهرين السوريين بأن "مظاهراتهم يجب أن تشمل كافة المدن السورية حتى وإن كانت أعداد المشاركين قليلة في بعض المدن".
وأوضح المواطن المصري - وفقا لفيسك - لأشقائه في سوريا "إن المظاهرات الأوسع على النطاق الجغرافي يكون من الصعب سيطرة النظام عليها أو قمعها على عكس ما جرى في البحرين التي اقتصرت مظاهراتها على ميدان اللؤلؤة في المنامة" ، كما حثهم على التظاهر بشكل مستمر وأن تتواصل احتجاجاتهم ليل نهار، وأن يجتمعوا بأعداد كبيرة في شوارع ضيقة لإرباك قوات الأمن.
ونصح الثائر المصري الثوار السوريين بالعمل على كسب المزيد من المتعاطفين مع قضيتهم، وأن يكونوا على درجة من الشجاعة التي تمكنهم من الانتصار في الحرب النفسية بين الثورة والنظام السوري.
أشار فيسك إلى أنه كان من السهل على المواطن المصري أن يطالب الثوار السوريين بعدم مهاجمة قوات الأمن، ففي مصر عمل الجيش المصري على حماية الشعب، لكن الوضع مختلف في سوريا التي يحمي فيها الجيش النظام البعثي ويستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
وواصل فيسك المقارنة بين موقف الجيشين المصري والسوري من الثورة في البلدين بالقول "أن أعداد القتلى في سوريا تقدر حتى الآن بنحو 1400 قتيل، وهو الرقم الذي يفوق عدد (الشهداء) المصريين والبالغ عددهم نحو الـ900 إلى حد بعيد".
وتطرق فيسك في مقاله إلى مقارنة تاريخية بين زيارة السفير الأمريكي لمدينة حماة السورية أثناء نضال السوريين ضد النظام البعثي في 2011 وموقف الدبلوماسي البريطاني تيرينس شون من نضال أجداد الثوار السوريين الحاليين ضد الإستعمار الفرنسي عام 1945.
وقال أنه في الوقت الذي اضطر فيه الفرنسيون للحديث عن "الحوار من أجل الديموقراطية" وفتح صفحة جديدة من التاريخ السوري في ظل نضال شعبها آنذاك.. فإن حديث النظام السوري الحالي يسير على نفس النهج في ظل النضال الشعبي ضده ، وكما حصد السوريون ثمار نضالهم في منتصف القرن الماضي بتحرر البلاد من الحكم الفرنسي فإن التاريخ قادر على أن يعيد نفسه في 2011.
واختتم فيسك مقاله بالقول إن الربيع العربي تحول الآن لصيف عربي ساخن، وأنه مع مرور الأيام سيتحول إلى شتاء عربي قارص، موضحًا أن التاريخ يشير إلى أن الصحوة العربية قد بدأت لتوها وأنها في طريقها للاستمرار.