يوميات زوج سعيد جدا (15)

الناقل : loaa | الكاتب الأصلى : loaa | المصدر : www.q-ar.net

 

يوميات زوج سعيد جداً
الجـزء الخامس عشـر

 

 

 

 

ما شاء الله
ما أروع هذا النشاط الذى يدب فى أوصالي، كيف أرى كل شئ حولي جميلاً زاهياً ملوناً رغم أنني كنت لا أطيقه قبل دقائق
فهذه زوجتي تزعق بشدة سائلة: مين اللى إتنيّل دلق عصير برتقان فى الثلاجة، إنتم حتموتونييييييي
ما أروع هذا العزف الملائكي، أكاد أحلّق قرب النجفة حتى أصل إليها واتناول يدها لأطبع عليها قبلة ورائحة الرنجة الملتصقة بها تنعش صدري
لأقول: الله الله قوليها تاني حتموتونييييييي ياسلام ما أجمل اللحن و أروع الصوت
إبني الصغير يجذب شعر أخته بشده فتصفعه بينما يركلها فى بطنها ويبكيان بحرقة.. فابتسم وأقول لنفسي: ياسلام فعلا أحباب الله
طلبت مني زوجتي أن أحضر خبزا لأنها نسيت أن تطلبه مني عندما كنت اشتري لها ربع الجبن الابيض منذ  نصف ساعة فقط
تقبلت الأمر والابتسامة تغمر وجهي وقلت: من عنيا ياحبيبتي مش عايزة أي حاجة تاني ياعمري؟
هبطت السلم مسرعاً وخرجت من باب العمارة كانت الأمطار قد توقفت للتو والشارع ملئ بالمياه أمام العمارة
مرت سيارة مسرعة فغمرت المياة المتطايرة جسدي و أخرج شاب راسه من السيارة الهاربة وزعق: ما تحاسب يا إبن الـ
تابعت السيارة بعيون حالمه يتقاطر من رموشها الماء و أنا اقول: معلش ما أخذتش بالي ربنا يستر طريقكم يا اولاد
كل شئ رائع..
كل شئ جميل..
كل شئ يبعث في داخلي السعادة بكل معانيها

 

*******
في اليوم التالي كان عليّ أن أستعد للقاء الغد مع خال شهرزاد فى بيتهم، استاذنت من العمل ومررت بالمحل الذى اشتريت منه الملابس

 

التي كلفتني نصف راتبي وابتعت بدلة وقميصا وربطة عنق
لا يمكن أن تراني شهرزاد بنفس الملابس ولا يمكن أن ارتدي بدلة قديمة
يانهار إسود -
كانت تلك الكلمة الطيبة المرحبة هي ما استقبلتني به زوجتي عندما وقعت عينيها على الشنطة الخاصة بالبدلة
وأكملت: إنت جبت بدلة تانية!!؟؟
كنت قد أعددت عدتي للموضوع بكذبة تخدم جميع الأغراض فقلت: تعالي ياحبيبتي أنا عندى ليكي خبر جميل
خبر إيه؟ -
قلت: اصل الراجل بتاع أمريكي حيشغلني معاه يومين في الأسبوع
هنيّالك يا شهر مرتين فى الاسبوع
قالت: طيب وشغلك
قلت: لا دي فترة مسائية من 8 الى 12
قالت: نعم!! 12؟.. في حد بيشتغل الساعه 12
قلت: أيوه اصل الشغل اصلا في أمريكا وانتي عارفه فرق التوقيت أنا حدخل بالكمبيوتر على النظام هناك فى شركته علشان أعمل له الشغل اللي هوا عايزه، وربنا يوفقني وأبسط النظام
نعم!! يعني إيه تبسط النظام؟ -
استدركت: آآ.. إحم.. قصدي أظبط النظام وأروقه يعني
وده حيكون أنهي ايام؟ -
قلت: الخميس اساسي ويوم تاني حسب مزاجه
طيب وحيديك كام؟ -
اسقط فى يدى فلم أحسب حساب هذه النقطة ولكن لا مجال للتراجع الآن.. وقلت: لسه ما اتفقناش بس انا أوريله الشغل وهو لما ينبسط مش حيتأخر
قالت: والله كويس.. بس إنت كده حتتعب أوي
معلش أهو كله علشانكم -
إقتربت مني وطبعت قبلة مفاجئة على خدي وهي تقول بصوت حنون نسيته منذ زمن: ربنا يخليك لينا ويقويك إنت طول عمرك بتتعب علشان الأولاد
*******
ماهذا؟
ماهذه اللحظة؟
وماهذا الشعور الآن؟
لماذا أحس نقطة حزن شفيف تنبعث داخلي؟
لماذا كانت عبارتها الأخيرة اشبه بوخزة

 

وخزة مؤلمة توشك أن توقظني من أروع الأحلام؟
تركتها ودخلت إلى غرفة النوم و أنا أحس غصة غريبة
جلست قليلا على السرير ورفعت رأسي لأرى صورة زفافنا
الصورة معلقة منذ زواجنا لكنني لم أرها ولم أتوقف عندها منذ سنوات
مالها تجذب ناظرى اليوم؟
مالها تثير بداخلي شعورا عجيبا لا استطيع أن افهمه
ولكن لا.. لن أدع نفسي للتردد، لأدفع هذه المشاعر المتخاذلة ولأتذكر ما تفعله بى دوما
أخذت استدعي من الذاكرة اشد خلافاتنا وأسوأ تصرفاتها لأقتل هذا الشعور العجيب الذى يتغلغل داخلي والذي يكاد يكون شعورا بالذنب
تجاهها
استدعيت موقفاً تلو موقف
لا فائدة..
المواقف تبدو لي الآن.. وياللعجب.. مواقف عادية ومن الممكن التجاوز عنها
بل و الأدهى أنني اخذت أقارن بين مواقفها وبين ما اسمعه من مواقف أخرى من المحيطين بي فاجد ما تفعله هينا وليس كما كنت أراه من
قبل
آآآآآآآآآه.. ماذا أفعل الآن لا بد أن أبحث فى الذاكرة عن مواقف أشد إيلاماً حتى أقتل هذا الإحساس
لابد.. لابد

*******