معجزة الاهرامات إن أول زيارة لك لأهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع تجعلك تقف مبهوراً أمام عظمة عقل الإنسان الذي خطط لبناء هذا الصرح الفريد الشاخص بجبروته أمام عوادي الزمن.. هل سألت نفسك يوما لماذا ؟؟؟ يعتقد الكثير من الناس إن عظمة الهرم تكمن في طريقة بناءه ... لقد اختلفت الروايات في تفسير كيفية بناءه.... فقد ذكر الكاتب أنيس منصور بكتابه إن قوى خارجية خارقة تسبق البشرية بحضارتها ملايين السنين هبطت من السماء وشيدت الأهرامات في مصر والم**يك قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام في الوقت الذي يسود فيه الاعتقاد الشائع إن مئات الألوف من الناس قاموا بسحب كتل الحجارة على زلاجات خاصة من جذوع الأشجار ولكن لا دليل يدعم هذا الاعتقاد. يقال إن هناك مخطوطة عجيبة تتحدث عن بناء الأهرامات باستعمال الطائرات الورقية، للوهلة الأولى يعد أمرا لا يصدقه العقل ولكن " مورين كليمونز" المستشارة في شركة للبرامج الحاسوبية في كاليفورنيا أول من أشارت إلى ذلك بينما كانت تطالع كتابا عن الآثار المصرية ولاحظت كتابات هيروغليفية تظهر صفا من الرجال يقفون في وضعية غريبة ويمسكون بحبال تقود بواسطة نوع معين من النظام الميكا***ي إلى طائر عملاق في السماء.. واتضح أنها طائرة ورقية عملاقة تستعمل لرفع الكتل الثقيلة.. فانطلقت في تجربة بعد أن استثير فضولها للبحث في مدى واقعية هذه الإمكانية فحاولت مع بعض الأصدقاء أن ترفع قطعة خشب طولها 25متراً وكتلة أسمنتية تزن 150 كغم بواسطة طائرة ورقية عادية اشترتها من احد المتاجر وقد نجحت في ذلك . ومن هنا بدأت" كليمونز" اتصالاتها بأقسام علم الطيران بالجامعات للحصول على المساعدات التي تمكنها من التعمق في الدراسة المتعلقة بهذه الفرضية وبعد محاولات وجدت ضالتها في "مرتضى غريب" وهو إيراني من المهتمين بالعلوم الشرق أوسطية الذي انبهر بالفكر وبدأ في البحث في احتمال استعمال الطائرات الورقية كرافعات للأثقال.. ومفتاح نجاحها يكمن في نظام البكرات الذي من شأنه أن يضخم القوة المبذولة ولهذا قاموا بنصب سقالة أشبه بالخيمة فوق رأس مسلة منبطحة على الأرض وزنها 35 طنا مع بكرات معلقة من قمة السقالة، وتتلخص الفكرة في أنها حالما يبدأ رأس المسلة بالارتفاع فأن القاعدة ستدحرج على الأرض على متن عربة بعجلات.. وبالفعل اخضعوا هذه النظرية للاختبار باستعمال شراع مثلث الشكل من النايلون مساحته 40 مترا مربعا ونجحت الطائرة الورقية في رفع المسلة عن الأرض. قد أدرك" غريب" إن هذه التجربة تعني أن الطائرات الورقية يمكنها أن ترفع أوزانا كبيرة.. وقال إن مسلة بوزن 300طنا يمكن رفعها إلى الوضع العمودي باستخدام 40 رجلا وخمسة أشرعة.. إذن كانت كليمونز على حق فبناة الأهرام كان بمقدورهم استعمال الطائرات الورقية لرفع أحجار ثقيلة إلى مكانها المطلوب.. ولكن هل يعني هذا أن الفراعنة تمكنوا من ذلك فهي مسألة أخرى لا يمكن البت فيها.. وربما تكون سراً من الأسرار جعلت الكهنة يحافظون عليها.. فجميع المواد المستعملة لاستغلال طاقة الرياح مثل الحبال والأشرعة والبكرات لابد وان تم إتلافها لكي يتمكن الكهنة المسئولون عن بناء الأهرام من الاحتفاظ بأسرار الطائرات الورقية لا نفسهم فالقدرة على تطويع العناصر الطبيعية كانت امتيازا مقدساً ... كما أن الخشب إذا ما تم قطعه بطول الاتجاه الصحيح للألياف يمكن أن يكون أقوى من المعادن في استعمال البكرات. لكن الدكتور أسامة السعداوي العالم المصري يؤكد في احدث بحث له إلغاء كل النظريات الخاصة ببناء الأهرام وتفنيده لها حيث يقول إن السر الحقيقي الذي اكتشفه بعد بحوث طويلة هو أن (الملك خوفو) استخدم قوة مياه الفيضان المندفعة من بئر صاعد إلى حوض وخزان مائي ضخم محفور في القاعدة الصخرية للهرم لرفع الأحجار العملاقة التي يزيد وزن الواحدة منها أحيانا عن 55 طنا(كالتي استخدمت في بناء غرفة الدفن الملكية) إلى ارتفاعات شاهقة تقرب من 100 متراً من سطح الأرض، أي انه استخدم الروافع الهيدروليكية ونظريات الطفو ونظم( الاهوسة) حجز الماء في أماكن ضيقة" وقوة اندفاع الماء في الآبار الصاعدة في بناء الهرم الأكبر ورفع أحجاره البالغة الثقل.. تماماً مثلما نقوم الآن برفع المياه إلى الخزانات في العمارات الشاهقة في القاهرة باستخدام اندفاع الماء بدون أي مضخات وفق القانون الهيدروليكي المعروف: ( قوة دفع الماء = وزن الماء / مساحة مقطع البئر الصاعد) وقد استخدم المراكب والطوافات والعائمات الخشبية والقنوات والمواسير الحجرية خصيصا لذلك مستغلا الطبيعة الجغرافية لهضبة الأهرام. وباستخدام القانون المعروف: " الشغل المبذول =الكتلة ×الارتفاع× الجاذبية" نجد إن القدرة اللازمة لرفع كتلة حجرية واحدة وزنها 55 طنا إلى ارتفاع 100 متر هي: (55000×10×100/75= ما قيمته 733 ألف حصان). أي إننا نحتاج إلى ما يزيد كثيرا عن مليون رجل لرفع كتلة حجر واحدة إلى غرفة الملك.. وقد علق احد العلماء البارزين بسخرية شديدة على ذلك كيف تمكن مليون رجل من الوصول للكتلة الحجرية الواحدة. وهكذا نرى انه من وجود الآبار الصاعدة والأحواض المحفورة في قواعد الأهرام الصخرية وآبار تخزين المياه وتصريفها والسفن الكثيرة بجوار الأهرامات والطرق الصاعدة التي كانت تستخدم **دود لحجز وتخزين مياه الفيضان ووجود بقايا الأسوار التي كانت تحيط بكل هرم وبالهضبة نفسها..وان بناء الهرم لم يكن يستكمل إلا في زمن الفيضان ولذلك يكون الاستنتاج من كل ذلك إن رفع الحجارة العملاقة كان يتم بنظرية الطفو والنظريات الهيدروليكية وقوة اندفاع الماء. الواقع إن في حديثهم هذا جانبا من الصحة ... فالهرم الأكبر على سبيل المثال عبارة عن جبل صناعي يزن ستة ملايين وخمسمائة ألف طن ، ومكون من أحجار تزن كل منها اثنا عشر طن تقريبا ... وهذه الأحجار محكمة الرصف والضبط إلى حد نصف المليمتر ... وهذا بالفعل يستحق كل الإعجاب بالحضارة المصرية القديمة ... ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير ... فالهرم هو احد أكبر الألغاز التي واجهت البشرية منذ مطلع الحضارة ... لقد ادعى الكثير من الناس انه مجرد مقبرة فاخرة للملك ( خوفو) ولكن علماء العصر الحالي يعتقدون أن هذا يعد مثارا للسخرية ... فقد تم بناء الهرم الأكبر لغرض اسمي وأعظم من ذلك بكثير ... والدليل على ذلك هو تلك الحقائق المدهشة التي يتمتع بها هذا الصرح العظيم والتي جمعها ( تشارلز سميث ) في الكتاب الشهير ( ميراثنا عند الهرم الأكبر ) في عام 1864م .. فهل تعلم إن ارتفاع الهرم مضروبا بمليار يساوي14967000كم ... هي المسافة بين الأرض والشمس ... والمدار الذي يمر من مركز الهرم يقسم قارات العالم إلى نصفين متساويين تماما .. وان أساس الهرم مقسوما على ضعف ارتفاعه يعطينا عدد ( لودولف) الشهير (3.14) والموجود في الآلات الحاسبة ... وان أركان الهرم الأربعة تتجه إلى الاتجاهات الأصلية الأربعة في دقة مذهلة حتى إن بعض العلماء اعترضوا يوما بحجة وجود زاوية انحراف ضئيلة عن الجهات الأصلية ... ولكن بعد اكتشاف الأجهزة الالكترونية الحديثة للقياس ثبت أن زوايا الهرم هي الأصح والأدق ... ولا يقتصر الأمر على هذا فنحن نطلق اسم (خوفو) على الهرم الأكبر .. على الرغم من انه ليس صاحب الهرم الأكبر واعلم إن هذا قد يقلب جميع المفاهيم فالمخطوطات الأثرية البالغة القدم والموجودة في مكتبة أ**فورد البريطانية تؤكد أن الهرم الأكبر قد تم تشييده في عصر الملك المصري ( سوريد ) أي قبل طوفان سيدنا نوح عليه السلام وقبل أن يولد خوفو بل وقبل نشأة الحضارة المصرية القديمة بأكملها ... ويجد معظم العلماء ميلا كبيرا لتصديق تلك المخطوطة وحجتهم في ذلك منطقية للغاية ... فليس من المعقول أن مليونين وستمائة ألف كتلة صخرية قد تم قطعها من المحاجر ونحتها ونقلها إلى مكان البناء في عصر رجل واحد .... فلو أن بناة الهرم الأكبر قد استخدموا أعظم تقنية موجودة في عصرهم وأنشط عمل يتصوره العقل ... لانتهوا من بناء هذا الصرح الضخم في ستمائة وأربعين عام ـ كما قدر الخبراء ـ فهل من المعقول أن خوفو قد عاش كل هذا الأعوام ؟؟؟ أما بالنسبة لهرم الفرعون ( من كاورع) ـ الشهير بمنقرع ـ فقد لاحظ العلماء انه يحوي فجوة دائرية صغيرة لا يتجاوز قطرها 20سم ... وتمكن علماء الآثار من معرفة سر وجود تلك الفجوة بعد ملاحظة دقيقة للغاية .... إذ تبين أن أشعة الشمس تدخل من خلال تلك الفجوة يوما واحد فقط في السنة ... وعلى قبر الفرعون من كاورع تماما والأعجب إن هذا اليوم يصادف عيد ميلاد الفرعون !!! ولا يزال العلماء يجهلون أيضا كيف كان المصريين القدماء يستضيئون داخل الأهرامات .... فحتى القرن التاسع عشر لم تعرف البشرية وسيلة إنارة سوى القناديل التي يشرأب لهبها ويوشح السقوف بالسواد .. بينما لا يظهر أي اثر للدخان على سقف الهرم ... وهناك أمر آخر ... فقد اكتشف العلماء منذ فترة إن الهرم ـ أي هرم ـ يعتبر مكانا مناسبا للحفاظ على البيض وعلى الصفار أيضا .. فللهرم خاصية مميزة تضفي شيئا من القوة على كل ما يتواجد في مركزه نظرا لقدرة الشكل الهرمي على تجميع الأشعة الكونية . .