كيف تبحث عن نصفك الحلو

الناقل : romeo2433 | الكاتب الأصلى : وحده وخلاص | المصدر : majdah.maktoob.com




مواصفات الشريك الكامل , تعالوا نبحث عن إكسير السعادة الزوجية:
* هل هناك وصفة ثابتة للسعادة الزوجية؟
* هل لإكسير السعادة الزوجية من وجود؟
* هل لشريك الحياة كامل الأوصاف من وجود؟
* هل لنصفنا الآخر الكامل الصفات من وجود؟
* حتى نكون عمليين أكثر, وواقعيين أكثر, ونقترب من السعادة الزوجية أكثر.
* فليكن الجواب بـلا:
حتى نرسم خريطة البحث عن صفات شريك وشريكة الحياة, لابد أن نعرف كيف نرسم ونقرأ خريطة الإنسان السوي , الإنسان التقريبي, وليس الإنسان الكامل، ولذلك سنعرف أن الإنسان ليس سلعة يمكن وضع (كاتلوج) أو مواصفات لها، وبالتالي نطابق المعايير في البحث عن نصفنا الثاني. نصفنا الحلو يمكن صناعته بعد الزواج بالحب, هناك في مصنع الحب يمكن أن نؤسس ونقنن صفات نصفنا الآخر, سنصنع المعايير التي تناسب واقعنا، وليست القوالب المسبقة الصنع التي قننها غيرنا, رسمها شاعر حالم، أو حكيم مخلص، أو خبير مجرب, لكنهم ببساطة لا يعيشون حياتنا, ولم يدخلوا معنا كشركاء في توصيف السعادة المناسبة لنا, فلكل إنسان طريقته ومقاييسه الخاصة في السعادة.
إن ألف باء السعادة الزوجية يجب أن يكتبها الشريكان في غمار الحياة الزوجية, فليس هناك وصفات سحرية للسعادة الزوجية, في عش الزوجية يمكن تشكيل أبجديات السعادة التي نحلم بها.
للبحث عن نصفك الحلو, عليك أن تتعلم كيف تكون حلواً, كن جميلاً ترَ الوجود جميلا, كن جميلاً في المظهر والمخبر، لكي تعرف صفات ومواصفات ومعايير جمال الخَلق والخُلق, لكي نعرف مقاييس جمال الأخلاق لابد أن نتحلى بالأخلاق الجميلة. هناك شروط عامة كحد أدنى يجب توافرها في شريك حياتنا, وهذه الشروط تنطبق وتتوفر في كل مجتمع هي:
- التدين العام.
- الصحة العامة.
- التعقل العام.
- الوسامة والجمال العام.
أما تفاصيل هذه الشروط, ووضع قائمة لأدق هذه التفاصيل وأخصها, فهذا ما يمكن صناعته وتأسيسه في غمار الحياة الزوجية, حتى لا يستورد الزوجان خصوصية حياتهما من قوالب مسبقة التأسيس, لطريقة اختيار الشريك وفن السعادة الزوجية, ربما وصفت لزمان ومكان وظروف وأناس لا يماثلونهم في نفس الظروف والزمان والمكان, يمكن الاسترشاد والاستئناس بالخطوط العريضة أو الأدلة الكشفية والبحثية العامة في معرفة مقاييس فن الاختيار وليس الاختيار نفسه .
التطبع بالأخلاق والآداب الحميدة, حسن العشرة, فن الانسجام, النضارة والتأنق في المظهر وفن التجمل, أسلوب التعامل, تناسب الاهتمامات, مزاج الألوان ونكهة التذوق, الذوق الخاص في المسكن والملبس والأثاث والغذاء و الروائح العطرية, الارتقاء بالعواطف ودفق المشاعر.. وغيرها من الصفات والمواصفات في أعلى مستوياتها ودرجاتها و التي نتمنى توافرها في نصفنا الثاني, كلها يمكن تأسيسها وتشكيلها وصناعتها وتقنينها في خضم الحياة الزوجية.
« كل امرأة كاملة الجمال» قاعدة غير متفق عليها, لكن «كل امرأة فيها لمسة جمال, ويمكن استكمال الجمال» قاعدة متفق عليها, كذلك «كل رجل كامل الرجولة» قاعدة غير متفق عليها، لكن يمكن «استكمال الرجولة « قاعدة متفق عليها.
إن الشباب والفتيات لا يتخرجون من بيوت ذويهم، ومن أحضان أمهاتهم ورعاية آبائهم جاهزين ومكتملين لشروط ومواصفات الحب بعد الزواج, فكما أن الحب يصنع المعجزات كذلك الود والرحمة في مؤسسة الزواج تصنع وتستكمل صفات الشريك الثاني, علينا أن نتعلم كيف نستكمل, كيف نبدع, كيف نصنع من نصفنا الثاني الصفات والمواصفات التي تتناسب مع حياتنا وظروفنا وهيئتنا الاجتماعية الجديدة بعد الزواج، ونستطيع أن نحقق الصفات التي نحلم بها في شريك حياتنا.
من السهل جداً وضع قوائم طويلة ومصنفة ومرتبة لكل الشروط والصفات والمواصفات وتناسب كل الأذواق للشريك المثالي الذي نبحث عنه, لكن ذلك سيجعلنا نقف محبطين، ويخيب رجاؤنا عند العتبة الأولى في سلم بيت الزوجية، إذ سنكتشف أن شريكنا (الذي دققنا وتشددنا في صفاته) إنسان مثلنا في طبيعته وفطرته , له نقائصه وعيوبه، ورغب في الزواج لكي يستكمل مسيرة الحياة مع شريك يسد النقص ويداري العيب, وسنكتشف أن شريكنا إنسان مثلنا له أحلامه ومشاعره وعواطفه التي حملها معه إلى عش الزواج، لا لكي يخفيها ويداريها أو يحبسها
ويكتمها, بل يريد أن يطلق لها العنان, ويجسد كوامن الرغبة في تأسيس الحب والود واستمطار سحائب الحب والود في الجو الأسري العائلي.. وتلك آية من آيات الله «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». فالمودة والرحمة والحب والانسجام أمور لا تأتي جاهزة مع أثاث البيت، أو بمجرد (القبول والإيجاب) في عقد الزواج, إنها برنامج عمل يومي لكل من الزوج والزوجة, بناء كبير وجميل يشتركان في وضع أساساته ولبناته كل يوم ومع كل موقف, خطوة بخطوة، ويدًا بيد، وقلبًا بقلب. إن الطرف الآخر المثالي الذي نبحث عنه كشريك حياة واقعية, وليست حياة حالمة هو الآخر يبحث فينا عن صفات الكمال فهل نحن كذلك؟ هل نحن إلا بشر يعترينا الخلل ونحتاج لخليل يواري سوءاتنا ونقائصنا, فهل نعترف بعدم الكمال فينا ونطلبه من غيرنا؟! ذلك إذن حكم جائر وكيل بمكيالين.
إن شريك العمر الذي نتوخى أدق التفاصيل في صفاته وهيئته الاجتماعية، ورتبته العلمية، وتموضعه المالي، ورهافة حسه وصدق مشاعره وغير ذلك, كل ذلك تختصره كلمة واحدة هي (التقوى)، فعلينا البحث عن صفات المتقين من الرجال والنساء, ونبحث عن إمكانية أن تكون مؤسسة الزواج حافزاً ودافعاً لمزيد من التقوى في حياة الزوجين الشابين .