وسئل سلمه الله: هل تجوز المداراة في أمور المعتقد بقصد جمع كلمة المسلمين مع اختلاف عقائدهم ؟ فأجاب: المداراة معناها التساهل والقرب من العصاة وأهل البدع ومخالطتهم، ولين الكلام معهم. فإن كان قصد الفاعل تقريبهم إلى التوبة والتمسك بالسنة، والبعد عن المعاصي، بما يفعله ذلك الناصح من حسن الخلق، وإظهار محاسن الإسلام، حتى ينبسط ذلك المدعو ويصيخ ويستمع إلى النصيحة، فتصل إلى قلبه، ويتصور صحة ما يدعوه إليه ذلك الناصح، وبطلان ما هو عليه من البدع والمخالفات، فتحصل التوبة والرجوع إلى الحق، فهذه المداراة فيها خير ومنفعة. فأما إذا عرف أن هذا المبتدع لا يرعوي، ولا يقبل النصيحة، وأنه مقتنع بعقيدته، لا يريد بها بديلا، فلا تجوز مداراته، ولا القرب منه، فضلا عن إكرامه واحترامه، ورفع مقامه، مما هو تشجيع له على بدعته أو كفره. فأغلب الرافضة، والكثير من النصارى متمسكون بدينهم ومعتقدهم، لا يتحولون عنه إلا أن يشاء الله -تعالى- رغم قراءتهم القرآن وكتب السنة، وقيام الحجة عليهم، فلا فائدة في دعوتهم؟ بل هم يصدون عن الحق ويأبون سماعه، ويحذرون عوامهم من الانصياع إلى أهل السنة أو سماع الدعوة إلى العقيدة، فلا فائدة في جمعهم مع المسلمين، وهم يكفرون أهل السنة، ويحاولون تحويلهم عن العقيدة الصحيحة، أو القضاء على كل من خالفهم، ففي اجتماعهم مع أهل السنة ضرر كبير على الحق وأهله، والله المستعان.