أكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور يحيى الجمل أن ثورة 25 يناير، جاءت نتيجة تراكمات طويلة بعد أن يئس الشعب المصرى من نظامه، فثورات التغيير في الوطن العربي كمصر أو تونس أو أماكن أخرى كثيرة ليست عملا شيطانيًا، مشيرا إلى أن الأوضاع في مصر شهدت خلال العشر سنوات الأخيرة على الأقل تزايد الاعتصامات والإضرابات..كما شهدت حالات تذمر كثيرة وكتابات ومقالات عديدة تعكس الأوضاع السيئة التى وصلت إليها الأوضاع فى البلاد. وقال الدكتور الجمل، فى حوار مع صحيفة الوطن الكويتية: إن انفجار 25 يناير جاء نتيجة كفاح طويل ومطالبات بالتغيير، وكان هذا الانفجار حتميا وضروريا لأن النظام السابق بدأ بالانكسار وتعدى على الناس من خلال انتخابات مجلس الشعب في 2010، حيث جاء تزويرها بشكل يفوق الوصف . وشدد على أن انتخابات مجلس الشعب 2010 كانت القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأن الناس شعرت بإهانتها، وأصبح هناك يأس كبير ومطلق من أن يصلح النظام نفسه بنفسه، لذلك قامت الثورة واستطاع الشعب أن يهدم نظاما طاغيا وباغيا. وأوضح الجمل أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الشعب المصرى حاليا هو كيفية بناء نظام جديد، وهذا يتطلب أن تعاون جميعا من أجل مصلحة مصر وتحقيق طموحات شعب يأس من نظام استوطنه طيلة السنين الماضية. وأشار إلى أنه جرت بعد الثورة محاولات لخطفها.. بدأت بتحركات مجموعة من البلطجية حتى لا يتمكن الثوار من بناء النظام الجديد الذي من أجله انطلقت الثورة، إلا أن الشعب المصري الواعى استطاع أن يسير بالثورة لتحقيق طموحاته . وأكد الدكتور يحيى الجمل أن ثورة 25 يناير هى ثورة حقيقية من قبل شعب أرهقه النظام السابق الذي كان من المفترض أن يحسن أداءه من أجل مصلحة بلده وليس أن يعمل لصالح أجندته بعيدا عن مستقبل شعب. وأشار إلى بعض العناصر المتعاطفة مع نظام الرئيس السابق حسني مبارك.. وقال إن هؤلاء أصحاب مصلحة لا تهمهم مصلحة البلاد ومصلحة الشعب، مؤكدا أن الرئيس السابق مبارك لم يبق حبيبا للنظام، وإنما خلق مجموعة من المنتفعين وأصحاب المصالح الذين ينتفع من خلالهم وهذا جاء على حساب الشعب المصري، فمن ضربت مصالحه بعد رحيل الرئيس السابق هو من يتألم الآن لأجله، ولكن لا تهمه إلا مصلحته الشخصية.