تجري ترتيبات مصرية عراقية لقيام رئيس الوزراء المصري د.عصام شرف بزيارة إلى بغداد من المنتظر إتمامها منتصف الشهر الجاري، يرافقه وفد وزاري رفيع المستوى. ومن المقرر أن تعقد اللجنة المصرية العراقية المشتركة اجتماع دورتها الثانية برئاسة وزيري خارجية البلدين على هامش الزيارة، فيما كانت هذه اللجنة قد عقدت دورتها الأولي بالقاهرة خلال شهر نوفمبر 2009 عقب تأسيسها ببضع أشهر قليلة. وسيجري شرف مباحثات مع كل من رئيس الوزراء نوري المالكي، والرئيس جلال طالباني، ويجري سلسلة لقاءات مكثفة تشمل رئيس المجلس الوطني ونواب الرئيس ورئيس الوزراء، كما يلقي كلمة بالبرلمان العراقي، إلى جانب عقد لقاءات مع رجال الأعمال والغرف التجارية. وتهدف مصر والعراق التدشين لتعاون ضخم بمختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة، وزيادة حجم الاستثمارات المصرية بالنظر إلى ما تتمتع به من خبرات كبيرة، خاصة في مجال البنية التحتية والمرافق وإعادة التأهيل والتدريب للكوادر العراقية. وكانت زيارة رئيس الوزراء المصري قد تعثر إتمامها على مدى الشهرين الماضيين، بعد تلقيه دعوة بهذا الصدد من نظيره نوري المالكي أوائل الربيع الماضي خلال زيارة مبعوث خاص هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي للقاهرة، بسبب عدم حسم مستحقات المصريين "الأفراد والشركات" من جراء غزو الكويت عام 1990 من أصحاب الحوالات الصفراء لدي العراق. وقدرت مصر هذه المستحقات بنحو 1.7 مليار دولار تشمل أصول الدين والفوائد عليه لفترة العشرين عاما الماضية، غير أن العراق قرر، وفقا لما صدر عن حكومته، دفع أصول مستحقات الأفراد بصورة فورية والتي تقدر بنحو 407 ملايين دولار دون أي إشارة إلى مستحقات الشركات أو فوائد الدين للجانبين "الأفراد والشركات". وعلمت "بوابة الأهرام" من مصادر دبلوماسية أن القاهرة طلبت من الحكومة العراقية إرسال وفد من وزارتي الخارجية والمالية بجانب البنك المركزي لغرض حسم هذه القضية والاتفاق عليها بصورة نهائية قبل زيارة شرف، حتي يتسنى الإعلان عن تفاصيل هذا الاتفاق خلال الزيارة. وتأمل الحكومة المصرية البدء في صرف هذه الحوالات قبيل حلول شهر رمضان المبارك، خاصة بعد أن قامت بحصر أصحاب هذه الحوالات من الباقين على قيد الحياة أو ورثتهم علما بأنها تقدر بأكثر من 1200 حوالة.