الضوء السائل

الناقل : elmasry | المصدر : www.farfesh.com

الضوء السائل
 

كل يوم يقدم لنا العلم شيئا جديدا، شيئا مبتكرا، والعلماء يقولون أن العلم لن يتوقف عند حد، ويأتي لنا العلم والتجارب الحديثة بفكرة جديدة وأبتكار جديد سيكون ممن شأنه أن يغير وجه العالم ليذكر التاريخ أن الأرض لم تصل الى هذا المستوى من التقدم العلمي والتكنولوجي من قبل طوال تاريخها الطويل.

 
 


وأحدث ما يقدمه العلم، يمثل آخر صرعة تكنولوجية في مجال الهندسة الإليكترونيه في تحويل الضوء إلى سائل متوهج يمكن رشه وتنقيطه على السطوح كالماء تماما. وقال أصحاب هذا الإبتكار إن هذا "الضوء السائل" سيكون مثاليا للحاسبات البصرية، حيث ترسل الرقاقات فيها الضوء حول الدارات البصرية لمعالجة المعلومات والبيانات موضحين أن النبضات الضوئية المركزة تندفع على السطوح مثل قطرات السائل العادي.

ويبدو أن فكرة الضوء السائل غريبة ومتناقضة لأن مراحل المادة الثلاثة الغازية والسائلة والصلبة تنطبق فقط على المادة الذرية على الرغم من أن بعض الباحثين يتعاملون مع الحزمة الضوئية على أنها غاز لأن الفوتونات تتحرك بصورة عشوائية داخلها وتضع ضغطا معينا بسبب كميتها، ولكنهم لا يقصدون ذلك بمعناه الحرفي حتى هذه اللحظة, حيث حاول العلماء في جامعة فيجو بأورينس تكثيفها وتحويلها إلى سائل مثل أي مادة غازية عادية.

وقد استعان الباحثون بمواد خاصة وهي التي تبطئ سرعة الضوء بكميات معينة اعتمادا على شدته بدلا من كمية ثابتة كما هو الحال في الماء أو الزجاج, معتمدين على مبدأ أنه كلما كان الضوء أشد، كان من الممكن إبطاؤه أكثر في معظم هذه المواد مما يعني أن البطء في داخل الحزمة الضوئية يكون أكبر من خارجها، كما لو أنها تمر من خلال عدسة محدبة وتكون الحزمة مسلطة على نقطة معينة بدلا من نقلها كما يحدث في الحاسب البصري.

وقال الخبراء إن هذا الأمر قد لا يحدث بالضرورة، إذ أن بالإمكان تركيز حزمة ليزر عالية الطاقة على شكل عمود متماسك يسلك سلوك السائل باستخدام المادة التي يبطئ فيها الضوء بمعدل أقل كلما كانت شدته أعلى.

 
 

وتبين للعلماء بعد صناعة عدد من النماذج بإستخدام أجهزة الكومبيوتر للكشف عما سيحدث للنبضات الضوئية المركزة بهذه الطريقة، أن هذه النبضات تملك نوعا من التوتر السطحي يجعلها مشدودة من الخارج، وتتشتت إلى قطرات صغيرة عند اندفاعها على السطح مثل أي مادة سائلة.

والا ان هناك مشكلة واحدة تواجه العلماء وهي نوعية المادة المستخدمة لإنتاج الضوء السائل، فالبعض استخدم مادة "شالكوجينايد" الزجاجية التي صنعها العلماء في جامعة رينيه الفرنسية، بينما يرى علماء آخرون أن الأفضلية لأي مادة تتفاعل بقوة مع الضوء بحيث تمتص قطراته قبل أن تنتشر في المكان.

وأشار الخبراء إلى أنه إذا تم إنتاج الضوء السائل فسيصبح بالإمكان تطوير قلب صناعي من الحاسب البصري، بحيث تكون سرعة المعالِجات السيليكونية فيه محدودة بمعدل حركة الإلكترونات حول الدارات، وسيكون الحاسب الضوئي الذي يعتمد على الفوتونات أسرع بكثير، إلا أنه من الصعب دفع الضوء حوله دون انتشار الحزمة إلى الخارج واختفاء المعلومات حيث تعتبر القطرات السائلة طريقة مثالية لإنتاج المعلومات.

ويرى الباحثون أن ضبط تصميمات الطرق البصرية لتستخدم الضوء العادي هو أفضل لأن النبضات الضوئية منفصلة, لذلك يمكن القيام بالعمليات الحسابية من خلالها.