س1: سئل -وفقه الله- بعض الموجهين يستعمل أسلوبًا عنيفًا لاذعًا وحِدّةً مع المدرس، فيبدأ معه بذكر مثالبه ويجرحه ويسيء الكلام معه، ويتقصى كل سلبياته، وأحيانًا يبالغ في ذلك، ثم يذكر إيجابياته ومحاسنه، فهل هذا هو الأسلوب التربوي المفيد، أم على العكس من ذلك؟ نرجو الإفاضة في الإجابة على هذا السؤال لأهميته. فأجاب: الموجه هو الذي يتفقد أحوال المدرسين ويتابعهم في دروسهم ويأخذ فكرة عن كل واحد في الغالب، ولا بد أن يكون عنده تعليمات من قبل الوزارة والرئاسة التي بعث من قِبَلِها. ثم إن الموجه أحيانًا يتمسك بطريقة واحدة، ويرى أن على كل مدرس الالتزام بها والتقيد بما جاء في تلك التعليمات، فتراه يلاحظ على أكثر المدرسين الذين يخالفون ما رسمه في ذاكرته، وأرى أن هذا غير سديد؛ وذلك أن المدرس قد تدرب على العمل، وفكر في طرق التعليم، وباشر إلقاء الدروس مدة طويلة أو قصيرة، وعرف الأساليب المفيدة والوسائل التي توصل تلك المعلومات إلى أذهان الطلاب، وعرف كيف يجتذب أفهامهم، وكيف يلفت انتباههم، فالموجه عليه أن يشجعه على ما يستعمله من أسباب التفهيم، وأن يأخذ هذه الأفكار من المدرس ويرشد إليها الآخرين، وأن يبين له الملاحظات ويسأله عن عذره فيها، ويقبل اعتذاره إذا أخلّ بشيء من التعليمات العامة لسبب أو لمناسبة، وتكون تلك الملاحظات سرًّا بينه وبين المدرس. لكن إذا لاحظ أن من المدرسين من يتساهل كثيرًا، ولا يهتم بهذه الأمانة، ولا يعمل بالتعليمات، ويصر ويستمر على هذا الإهمال؛ فإن على الموجه أن يشدد في الإنكار عليه، ويبين له الأخطاء التي ارتكبها، وما أخلّ به من الواجبات، فمتى لم يتقبل فعلى الموجه أن يرشد مدير المدرسة إلى نصحه وتوجيهه أو السعي في نقله من هذا العمل إلى غيره، حتى تحصل الفائدة المطلوبة، والله أعلم.