قول الأصوليين: "منشأ الخلاف في هبة ثواب الأعمال" قول الله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى حيث ظهر لبعض الناس أن إهداء الأعمال للأحياء أو الأموات لا ينفعهم، والظاهر من الآية أن المُراد كون الإنسان لا يملك إلا ثواب أعماله، فإذا تبرع أحد أقاربه أو أصحابه فحج عنه أو صام عنه أو تصدق عنه فإن ذلك ينفعه، فهو من سعيه، وقولهم: "التكليف جار على حدّ أوسط" هو معنى ما رُوي عن بعض السلف أن دين الله وسط بين الإفراط والتفريط، فمن فرَّط وأخلَّ بالواجبات ونقص من العبادات فهو ضالٌ وخاطئٌ، ومن غلا وتجاوز الحد فهو مُفْرِطٌ من أهل الغُلو، مثال ذلك: من توضأ وخفف الوضوء بحيث قد يبقى في جسده أو في أعضائه ما لم يُصبه الماء؛ فهذا تفريط، ومن أسرف وأكثر صب الماء وبالغ في الدلك واستغرق ماءً كثيرًا فهذا إفراط، كذلك في الصلاة من خففها ونقرها لم يتم ركوعها ولا سجودها فهذا تفريط، ومن أطالها وزاد في أركانها وفي قراءتها بحيث تثقل على غيره إذا كان إمامًا فهذا إفراط، كذلك في القرآن، من أسرع في قراءته بهذرمة وسُرعة شديدة تختل معها مخارج الحروف فهذا يُعتبر تفريطًا، ومن بالغ في مخارج الحروف وتَقَعَّر فيها وتشدد في كل حرف بحيث تستغرق قراءته زمنًا طويلا فهذا من الإفراط، وخير الأمور أوسطها.