مداراة الداعية في الدار التي يغلب عليها الطاغوت

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (10491)
موضوع الفتوى مداراة الداعية في الدار التي يغلب عليها الطاغوت
السؤال س: إذا دار غلب عليها الكفر والشرك وعبد الطاغوت والمساجد قد استحوز عليها الطاغوت حتى أن الإمام وخطيب المسجد لا يستطيع أحدهم أن يتكلم بالتوحيد بصورة مفصلة، وخاصة فيما يتعلق بالكفر بالطاغوت مثل الكفر بالأحزاب البعثية والعلمانية، وهو يتكلم بالتوحيد بصورة مجملة، أما تبيان أن البعثية كفر، وأن من انتمى إليها أصبح كافرًا، وإن كان يُقيم الصلاة، فهذا لا يستطيع الخطيب أن يتكلم به خوفًا من الطاغوت، وهو يسكت عن أمور مهمة ينبغي على كل مسلم عامي أن يعرفها، لأن الكفر بالطاغوت مقدم على الإيمان ولا يصح الإيمان إلا بالكفر بالطاغوت، فهل يا سماحة الشيخ تصح صلاة الجمعة، وصلاة الجماعة خلف الخطيب أو الإمام إذا وافق الطاغوت في الظاهر مع المخالفة للباطن، ويسكت عن الحق؟ وهل شرط أن يتكلم الخطيب بصورة مفصلة في التوحيد مثل ذلك أم لا ؟
الاجابـــة

ننصح المسلم الموحد أن يبتعد عن هذه الديار التي غلب عليها الكفر والشرك وعبادة الطواغيت، وإذا لم يستطع فعليه أن يُطهر عقيدته، ويُصلح حاله ونفسه، ويحرص على إظهار الدين والتوحيد وعبادة الله وحده، وأما الأئمة والخطباء، فالواجب عليهم أن يُقرروا توحيد الله وإخلاص العبادة له في مساجدهم، وعلى منابرهم، وأن يصرحوا بما هو كُفر وشركٌ ويحذروا عنه بصورة مفصلة، وإذا لم يستطيعوا أو خافوا إبعادهم وفصلهم وتعذيبهم وعلموا أنهم إذا عُزلوا تعين مكانهم من يُفسد في الأرض، ويُقرر الفساد، ويسعى في تقرير الشرك، والكفر، والبدع، وإقرار البعثية، والعلمانية، فله أن يبقى في وظيفته ليُخفف من الشر وليُظهر الخير بقدر ما يستطيع، وليُقرر التوحيد ولو بصورة مُجملة يستشهد عليها بالآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة التي لا يستطيع أحد ردها، ومثل هذا تصح صلاة الجمعة وصلاة الجماعة خلفه، ولو وافق الطواغيت في الظاهر لدرء شرهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا لنبُش في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم ومتى كان فيه مجتمع خاص قرر بينهم العقيدة السليمة، والتوحيد الخالص، وبين لهم ما ينافي ذلك من الشرك، والكفر، والبدع، والمعاصي، ولعله بذلك يؤدي بعض ما عليه. والله أعلم.