ننصح المسلم الموحد أن يبتعد عن هذه الديار التي غلب عليها الكفر والشرك وعبادة الطواغيت، وإذا لم يستطع فعليه أن يُطهر عقيدته، ويُصلح حاله ونفسه، ويحرص على إظهار الدين والتوحيد وعبادة الله وحده، وأما الأئمة والخطباء، فالواجب عليهم أن يُقرروا توحيد الله وإخلاص العبادة له في مساجدهم، وعلى منابرهم، وأن يصرحوا بما هو كُفر وشركٌ ويحذروا عنه بصورة مفصلة، وإذا لم يستطيعوا أو خافوا إبعادهم وفصلهم وتعذيبهم وعلموا أنهم إذا عُزلوا تعين مكانهم من يُفسد في الأرض، ويُقرر الفساد، ويسعى في تقرير الشرك، والكفر، والبدع، وإقرار البعثية، والعلمانية، فله أن يبقى في وظيفته ليُخفف من الشر وليُظهر الخير بقدر ما يستطيع، وليُقرر التوحيد ولو بصورة مُجملة يستشهد عليها بالآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة التي لا يستطيع أحد ردها، ومثل هذا تصح صلاة الجمعة وصلاة الجماعة خلفه، ولو وافق الطواغيت في الظاهر لدرء شرهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا لنبُش في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم ومتى كان فيه مجتمع خاص قرر بينهم العقيدة السليمة، والتوحيد الخالص، وبين لهم ما ينافي ذلك من الشرك، والكفر، والبدع، والمعاصي، ولعله بذلك يؤدي بعض ما عليه. والله أعلم.