غلو الشيعة وكفرهم

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (7854)
موضوع الفتوى غلو الشيعة وكفرهم
السؤال س: نحن مجموعة زملاء، وكثيرًا ما يحصل مجادلات في سلوكية الشيعة الدينية ويجلب بعض الأخوة كتب متنوعة تحذر جماعة السنة عدوانية هؤلاء، وأن بيننا وبينهم اختلاف كبير في العقيدة، وأن القرآن الذي عند أهل السنة يختلف عن القرآن الذي عند كافة الشيعة ويقولون: إن الرسالة لم تكن لمحمد وأنها لعلي وهل يجوز محاربتهم والحذر منهم وهل خطرهم يفوق خطر أهل المُعتقدات الأخرى، نرجو من سماحتكم الإجابة على ما ورد في هذه الرسالة، وعلى ضوء إجابتكم تضعون حدًا لما يحصل بيننا من مناقشات حادة وغير مجدية ؟
الاجابـــة

اعلم أن هذه الفرقة من أكفر الناس وأفسقهم وكان أول حدوثهم زمن علي رضي الله عنه حيث سجدوا له وقالوا أنت إلهنا فخد لهم أخاديد وأحرقهم ونفى رئيسهم ابن سبأ ولكن لم يزالوا يزدادون حتى الآن؛ وذلك بسبب أن بعض السلاطين انتحلوا مذهبهم ودعوا إليه كبني بويه الذين تولوا السلطنة في العراق في القرن الرابع وما بعده وبني عبيد القداح الذين ملكوا مصر والمغرب ونحوهم، وأصل معتقدهم الغلو في علي رضي الله عنه ثم تعدوا منه إلى فاطمة ثم إلى الحسن والحسين ثم إلى ذريتهما، ولما كان مذهبهم مبنيًا على محبة علي وذريته تعلقوا بخرافات وأكاذيب وترهات اختلقها دعاة الضلال الذين يريدون إفساد عقائد المسلمين.

وقد انخدع جماهير وأمم كثيرة بما يروجه هؤلاء الدعاة من تلك الأكاذيب التي أذاعوها في فضل علي وذريته وأنه يملك الدنيا ويتصرف في الكون كله ويعطي ويمنع ويصل ويقطع ولأجله خلقت الدنيا وهو الذي يهب الذكور والإناث ويثيب ويعاقب ونحو ذلك كما تشهد به كتبهم المطبوعة وأشرطتهم المشهورة، ولما بالغوا في ذكر فضائل علي بتلك الأكاذيب وعرفوا أن الخلفاء الثلاثة تمت لهم الخلافة لم يكن بد من الجواب عن تقديمهم ردًا لاعتراض سفهائهم فوضعوا أكاذيب في شتم الخلفاء الثلاثة وذمهم وثلبهم وبيان أنهم كفار مرتدون مُغتصبون للخلافة ظالمون لعلي وأهله فامتلأت كتبهم بلعن الخلفاء وأكابر الصحابة والحط عليهم ونطقت ألسنتهم بالسب والعيب وألصقوا بهم من التهم والتنقص ما يستحي من ذكره العاقل وأعرضوا عن فضائلهم وسوابقهم وما حصل لهم من المدح والثناء مُدَّعين أنه بطل بردتهم.

ولما لم يجدوا في القرآن ما يؤيد مذهبهم اتهموا الصحابة بالخيانة فيه وأنهم حذفوا منه أكثر من الموجود مما يتعلق بفضل علي وذريته، وصنفوا الكتب في تحريف القرآن والحذف منه وردوا الأحاديث التي في الصحيحين والتي تنص على فضل الصحابة وأتباعهم مُدَّعين أنها كذب وزور، ولا تقبل منهم لأنهم مرتدون عن الإسلام بظلمهم لعلي وأهله وادعوا أنهم يُوالون أهل البيت وخصوا بذلك عليًا وزوجته وابنيه فقط وأخرجوا أمهات المؤمنين عن كونهن من أهل البيت كما أخرجوا عم النبي صلى الله عليه وسلم وذريته بني العباس وكذا آل جعفر ونحوهم مع أنهم مثل علي أو أقرب منه في النسب ولما اعتقدوا هذا الاعتقاد في علي وذريته حملهم ذلك على عبادته من دون الله تعالى، وجهروا بدعائه والرغبة إليه ورجائه وسؤاله الحاجات وتفريج الكربات؛ حتى في حال اشتداد الكروب وضيق الأحوال إنما يهرعون إلى دعائه لما اعتقدوا فيه من أنه يملك الضر والنفع وهكذا ما أشبه هذا من عقائد التي تنص عليها كتبهم المطبوعة والردود عليهم موجودة كما في منهاج السنة النبوية لابن تيمية والمنتقى منه وكتب السلف كخلق أفعال العباد للبخاري والإبانة الصغرى لابن بطة والسنة للخلال ونحوها ولا يغتر بما يظهرونه من الولاء والصدق في العمل فإن من عقيدتهم النفاق، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.