المبتدع هو الذي انتحل بدعة مُكفرة أو مُفسقة كالقبوري والرافضي وغُلاة الصوفية وغُلاة المُعطلة، وكذا من يعملون البدع المُحدثة في الدين كإحياء الموالد وصلاة الرغائب، وهكذا أيضًا المُتظاهرون بالمعاصي والمُخالفات؛ كترك الصلاة وشُرب المُسكرات وتعاطي المُخدرات والتدخين والإسبال وحلق اللحى وتبرج النساء وتشبههن بالرجال، فمثل هؤلاء يجب هجرهم في ذات الله تعالى، فلا يُجالسون ولا يُآكلون ولا يُشاربون، ولا يُتعامل معهم كالتعامل مع المُسلمين، ولا يُقبلون في شهادة أو في إمامة أو في وظيفة دينية ونحو ذلك، وهذا إذا كان ذلك الهجر يُؤثر فيهم؛ حيث تصغر نفوسهم وتضعف معنوياتهم ويشعرون بالهوان والصغار مما يحملهم على التوبة والإقلاع عن هذه المُخالفات.
لكن إذا رؤي أن هذا الهجر يحملهم على التمادي ويزيدهم عتوًا ونفورًا، فنرى أنه لا بأس بمُجالستهم مع التزام نصيحتهم وتكرار التوبيخ والعذل لهم، وأما الكُفَّار فيُعاملون بالشدة والقسوة عليهم، ويحرص المؤمن على التحفظ عن مُعاملتهم بما ينفعهم أو يزيد في نموهم واقتصادهم حتى لا تقوى شوكتهم مما يكون سببًا في تسلطهم على المسلمين.