لما جمع عمر رضي الله عنه ـ الصحابة في رمضان على إمام واحد يُصلي بهم في أول الليل ثلاثًا وعشرين ركعة، يشغلون بها نصف الليل، أو ثلثه، سماها بدعة، بمعنى: أنها بدعة لغوية، وليست شرعية، فإن لها أصلا في الشرع؛ حيث قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة كثير في ثلاث ليالٍ من رمضان، كأن عمر يقول: إنها تُسمى بدعة لغةً، مع أن لها أصلا. فنعمت البدعة هذه، ثم أخبر بأن التي ينامون عنها -وهي صلاة آخر الليل- أفضل من هذه التي يُصلونها في أول الليل، وذلك لأن آخر الليل وقت النزول الإلهي، فيكون قيامه أفضل، ولكن قد يكون فيه مشقة على كثير من الناس، فيستسهلون قيام أول الليل.