ورد في الأثر (إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير) وهو دليل على أن المعلمين من ذكور وإناث لهم مكانة في النفوس، مما يسبب لهم الاحترام والتوقير، وإذا كان كذلك فإن التلاميذ ذكورًا وإناثًا عليهم أن يحترموا من يعلمهم وأن يعترفوا بحقهم وبفضلهم ويكون هذا الاحترام دائمًا مستمرا طوال أيام العام، فكلما لقي معلمه ابتدأه بالسلام والمصافحة أو المعانقة وأظهر له الفرح والسرور والاعتراف بفضله، وأبدى شكره له وحمد مسعاه وما بذله من الجهد في النصح والتوجيه، مع أنه دائمًا يذكر كل من درسه وعلمه ويثني عليهم ويشكرهم ويزودهم بالدعاء لهم وجزيل الثواب على ما بذلوه من التعليم والتفهيم، فمن علمني حرفًا كنت له عبدًا أي: معترفًا بفضله وجهده.
فأما تخصيص يوم أو يومين في السنة يحتفل فيها باحترام المعلم أو المعلمة ويلقى فيها الكلمات والنصائح وتقدم فيها الهدايا والتحف، فأرى أن هذا إنكار لمعروف المعلم حيث لا يذكر ولا ينشر له خبر في السنة إلا في هذا اليوم أو هذه الأيام، وقد يلحق هذا بالبدع وهي اتخاذ أيام معينة في السنة كأعياد، وذلك ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.