كيف يرى المسلم الدنيا على حقيقتها حتى لا يقع في أخطاء كثيرة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (5864)
موضوع الفتوى كيف يرى المسلم الدنيا على حقيقتها حتى لا يقع في أخطاء كثيرة
السؤال س: كيف يرى المسلم الدنيا على حقيقتها حتى لا يقع في أخطاء كثيرة؟
الاجابـــة نعرف أن ما ورد في ذم الدنيا لا يقع على الأزمنة، كالسنين والأشهر والأسابيع والأيام، ولكنه يقع على أفعال العباد من الانهماك في الملذات والانشغال بجمع الحطام والإقبال على الشهوات، وترك المنافسة في الخيرات، ونسيان الموت وما بعده، وترك العمل للآخرة، فلأجل ذلك ذم الله تعالى الأفعال والأقوال التي ينشغل بها أكثر العباد، كقوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وضرب لهذا المتاع مثلا بقوله تعالى: وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا فمن عمر أوقاته بطاعة الله تعالى وعبادته وأكثر من الأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله وأخذ من الدنيا ما يتمتع به ولم ينخدع بزخرفها وزينتها، ولم يغفل عن الموت وما بعده فهذا من أهل السعادة، وأما من أكب على الدنيا وأكثر من جمع الحطام من حلال وحرام، وانشغل بما تلذ به نفسه، وتوسع في التمتع بالملذات والشهوات ولو كانت محرمة، ونسى القبر وما بعده، فهذا من الخاسرين ولو حصلت له جميع مطالب نفسه ولو كثر ماله وجمعه، فإنه والحال هذه قد خسر حياته وضاعت عليه أوقاته، وذلك هو الخسران المبين.




عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين