جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المُجاهرون ومعنى ذلك أن الذي يفعل المعصية ويُعلنها يتهاون برؤية الله تعالى له ويدعو إلى المعصية بفعله ولا يهمه رؤية من يراه من الأُمة وهو مُتلبس بهذه المعصية، وذلك كحلق اللحى وإسبال الثياب وسماع الأغاني وترك الصلاة أو التخلف عن الجماعة وشُرب الدخان وتعاطي المُسكرات أو المُخدرات وهتك أعراض الناس والسُخرية بالصالحين ونهب الأموال وأخذ الرُشا والغش في المُعاملات، فمن جاهر بمثل هذه المعاصي سقطت هيبته وجاز التشهير به ورفع أمره إلى الولاة، وجاز ذكره بفعله في المجالس والمحافل ولم يكن لعرضه حُرمة، وذلك لأنه هتك ستر نفسه، وأما إذا كان يتستر بالمعاصي فإننا نُعامله بما يظهر منه وليس لنا البحث والتنقيب عن أسراره، وإذا سأله أحدٌ عن فعل معصية فعليه أن يعترف بفعلها ويطلب من ربه التوبة ويطلب من أخيه الدعاء له والاستغفار لعله أن يتوب، ولا يجوز له أن يكذب ويُخفي ما يقوله أو يفعله فلعل من اعترف بذنبه وطلب المغفرة أن يغفر الله له.