لا شك أن عقوبة الذنب تكون عاجلة في البدن أو في المال أو في الأهل أو في المجتمع وتكون في الآخرة وقد ذكر ابن القيم في الجواب الكافي أمثلة كثيرة لعقوبات الذنوب والمعاصي في الدين لكن بعد التوبة النصوح يرفع الله العقوبة عن العاصي ويوفقه للعمل الصالح، فأما عقوبة الأولاد فقد ينالهم شؤم العاصي القريب كأبيهم وأخيهم وتعمهم العقوبة إذا أقروا العاصي ولم يغيروا عليه، فأما إذا صلحوا في أنفسهم وأصلحوا أعمالهم وكرهوا العصاة وهجروهم ولو كانوا أقارب فإن الله لا يعذبهم بذنب أقاربهم كما قال تعالى وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى بل لكل عمله وله ما اكتسب وعليه إثم ما ارتكب ولأولاده أعمالهم صالحة أو فاسدة، فأما الأعمال الصالحة فقد يصل أجرها إلى الأبناء والأحفاد لقوله تعالى: أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ أي في الأجر ولو كانوا دونهم في العمل وقوله تعالى: وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا أي حفظهما الله تعالى لصلاحه.