حقيقة الزهد هو التقليل من متاع الدنيا الذي يشغل عن الآخرة، فأما إذا اشتغل بالكسب الحلال وأدى حقوق المال وأنفق في وجوه الخير ولم يشغله ماله عن عبادة ربه ولا عن الجهاد في سبيله ولا عن ذكره ودعائه وتدبر كتابه وأنفق في وجوه الخير ووصل الرحم وجهَّز الغُزاة وساهم في المشاريع الخيرية فإنه لا يضره هذا المال وهو مع ذلك من الزاهدين الذين لم تشغلهم دُنياهم عن العمل للآخرة، ولا بأس بالدعاء المذكور، وقد ثبت الاستعاذة من الفقر لأنه يُسبب انشغال القلب وتحمل الديون وتراكم أسباب الهم والغم، وبذلك تضيق بالفقير حياته ويضعف صبره.