تل أبيب: فلول الوطنى قضية حساسة ومهمة ويمكن أن تغير الموازين السياسية

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : معتز أحمد | المصدر : gate.ahram.org.eg


لم تعد قضية "فلول الحزب الوطنى" قضية محلية، بل خرجت من هذا النطاق إلى دائرة أوسع، حيث بدأت تلتفت إليها بعض الجهات الخارجية وتهتم بتحليلها بصورة سياسية، فقد ألقى التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له الضوء على هذه الظاهرة ووصفها بـ "الحساسة والمهمة" في هذا الوقت بالتحديد، خاصة أن قوة الفلول السياسية أو الشعبية ليست بالهينة، على الرغم من تكاتف الكثير من المصريين من أجل نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير.
الأهم، كما يقول التليفزيون الإسرائيلى، من هذا تغير المهشد السياسي المصري بالكامل سواء عن طريق اعتقال رموز الحزب الوطني من جهة أو تحديد إقامة الرئيس السابق وحبس نجليه وعدد من الساسة المقربين إليه.
أشار التقرير إلى أن قوة الفلول السياسية ظهرت يوم الجمعة الماضية عندما اشتبك العديد من مؤيدي الحزب الوطني مع العشرات من الثوار. الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد كبير من الثوار ومؤيدي مبارك، فضلا عن تعطل حركة المرور في القاهرة. وهو ما سبب حالة من الضجر بين المصريين دفعتهم إلى تذكر أيام الاستقرار النسبي أيام الرئيس مبارك. وهي الأيام التي بات الكثير من المصريين ممن يتعرضون للأزمات الأمنية أو الاقتصادية أو حتى السياسية الآن يتذكرونها ويتحدثون عنها.
اللافت للانتباه أن التقرير نوه إلى قوة فلول الحزب الوطني السياسية. وهي القوة التي باتت واضحة منذ فترة في الكثير من المناطق والمحافظات المصرية، خاصة أنهم يستعدون للعودة إلى الساحة السياسية، والأهم من كل هذا أنهم يرغبون أيضا في الفوز بنسبة المقاعد نفسها التي كانوا يفوزون بها في الدورات الانتخابية الماضية، سواء في مجلس الشعب أو المجالس المحلية أو غيرها من المناطق الأخرى.
أضاف التقرير أن عددًا كبيرًا من أعضاء الحزب الوطني هم من أبناء العائلات المصرية الكبرى وبمناطق الصعيد أو المناطق البدوية. وبالتالي يرتكز الحديث على قوى كبرى في الشارع لا يمكن وبأي حال من الأحوال الاستهانة بها رغم التغيرات الاستراتيجية أو السياسية التي تعصف الآن بالشارع السياسي المصري وتفرض عليه الكثير من التغيرات الاستراتيجية، إلا أن العصبيات العائلية أو القبلية ستظل مسيطرة على المشهد السياسي العام في مصر، بالاضافة إلى كل هذا فإن لفلول الوطني قوة مادية كبيرة. وهي القوة التي تبرز الان في الشارع المصري خاصة مع تقديم بعض من فلول الوطني الكثير من الخدمات المادية للمواطنين، مثل رحلات الحج أو العمرة أو مساعدة الفقراء وعلاجهم. الأمر الذى لا يقدر عليه شباب الثورة، وسيجعل الغلبة في الكثير من المرات لما يسمى بالفلول.
انتهى التقرير بالتأكيد على أن الساحة السياسية المصرية الآن ومهما شهدت من جدال، فإنها لن تستطيع التخلص كلية من فلول الوطني ورموز عهد الرئيس مبارك. وهو ما سيزيد من سخونة التحركات السياسية.