وصية جامعة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (11446)
موضوع الفتوى وصية جامعة
السؤال س: ثم يسر أخاكم أن يجرد قلمه من غمده، ليخط لكم هذه الكلمات ملتمسًا منكم تزويده بوصية جامعة تكون ذخرًا له في مسيرته العلمية والدعوية.
الاجابـــة

نوصيكم بتقوى الله تعالى فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وقد فسرت التقوى بأن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله وفي ذلك قال الشاعر :

خـل الذنـوب صغيرهـا

 


وكبيرهـا ذاك التقـى

لا تحـــقرن صغــيرة

 


إن الجبـال من الحصى

وكــن كمـاش فـوق أر

 


ض الشوك يحذر ما يرى

وفسر ابن مسعود - رضي الله عنه- قول الله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ بأن يُطاع فلا يُعصى وأن يُذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر، وروي عن علي -رضي الله عنه - أنه فسر التقوى بقوله: الخوف من الجليل والاستعداد للرحيل والقناعة بالقليل والعمل بالتنزيل. وقد وصى النبي - صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته الصحابة بقوله: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وكذلك قال لمعاذ - رضي الله عنه-: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وقد ذكر الله فائدة التقوى بقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ .

ثم إن من آثار التقوى الأعمال الصالحة ومن أهمها: تعلم العلم النافع والذي هو ميراث الأنبياء وخاتمهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- وقد تلقاه عنه صحابته - رضي الله عنهم- ثم تلاميذهم من بعدهم حتى دونه علماء السنة كالبخاري و مسلم والإمام أحمد وأهل السنة النبوية وما خدمها به علماء السلف الصالح وصدر هذه الأمة، فنوصيك بالرجوع إلى مؤلفاتهم فيما يتعلق بالعقيدة والأعمال وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله شعرًا :

ونوصيك بنشر العلم الصحيح وإظهار السنة ومحاربة البدع والله يتولى الصالحين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.




عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين