شروط التوبة ثلاثة: الأول الإقلاع عن الذنب، والثاني الندم على ما فات، والثالث العزم على ألا تعود. فلا تقبل التوبة من عبد مستمر على فعل الذنوب منهمك فيها، فإن هذه توبة الكذابين، فالتوبة من ترك الصلوات المواظبة عليها والمحافظة على شروطها وأركانها وجماعتها، والتوبة من الزنا، أو الخمر والدخان، أو سماع الغناء ونحوها ترك ذلك والبُعد عنه كله وهجر مُجالسة أهله وعدم الفعل له، فلا تصح التوبة مع فعلها والتهاون بها، ولا بد أيضًا من الندم والأسف على ما مضى وإظهار الخوف والحزن على فعل الذنوب السابقة فلا تُقبل توبة من يتمدح بجرائمه فيقول أنا الذي قتلت فلانًا وضربت فلانًا، وأنا الذي فعلت بفلانة وسمعت صوت المُغني فلان، وهكذا لا تصح توبة من يتمنى الوقوع في الذنب إذا قدر عليه ويُحدث بذلك نفسه، ويكون من نيته أن لو تمكن من الزنا لفعله، وأن لو تيسرت له الخمر لشربها، فإن هذا دليل حبه للمعاصي فتكون توبة مردودة، وهناك شرط رابع، وهو إذا كانت المعصية فيها حق آدمي كسرقة وسلب ونهب وقتل وجرح فلا بد من رد الحق إلى أهله واستباحتهم. والله أعلم.