حكم من استهزأ بالدين وسخر من سنة إمام المرسلين

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (11790)
موضوع الفتوى حكم من استهزأ بالدين وسخر من سنة إمام المرسلين
السؤال س: ما حكم قول بعضهم (لحيته مثل ذنب التيس) (أو لحيته كالمكنسة) وبعضهم يقول لمن يتسوك: (مطوع يدخن مسواك)؟
الاجابـــة

لا شك أن اللحية زينة الرجال وشرف لهم وميزة للرجل عن المرأة ومن خصائص المسلمين غالبًا وإنما ينتفها أو يحلقها من يتشبه بالنساء أو بالكفار ويخيل إليه أن التشبه بهم تقدم ورقى وأن لزوم شعائر المسلمين تخلف وتأخر ورجعية وجمود كما يعبرون فلذلك حلقوا اللحى وأزالوا أثرها وتشبهوا بالنساء وبالمجوس وأتباعهم ولم يقتصروا على فعل أنفسهم بل زادوا على ذلك بالسخرية والاستهزاء بمن يربي لحيته فصار من كلماتهم قولهم كأنها ذنب التيس أو لحيته كالمكنسة ونحو ذلك مما فيه عيب للسنة وأهلها ولا يخفى عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى وفي رواية : خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب متفق عليه عن ابن عمر وقوله صلى الله عليه وسلم : جزوا الشوارب وأوفوا اللحى خالفوا المجوس رواه مسلم عن أبي هريرة ونحوها من الأحاديث التي تنص على توفير اللحية وإرخائها وإكرامها فإذا جزوا لحاهم ثم سخروا من أهل اللحى المتبعين للسنة فقد جمعوا بين الذنب وعيب من تركه وقد علم أن السخرية بالسنة استهزاء بمن جاء بها وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن عيب السنة والطعن فيها جهل وضلال وهكذا يقال لمن سخر بالسواك وأهله فإن كلمة المطوع يطلقونها على كل ملتزم متمسك بالسنة وهي في عرفهم لفظة تنقص وعيب وكذا تشبيههم السواك بالسيجارة التي يستعملها من يشرب الدخان فهو ذنب كبير حيث إن السواك من سنن المرسلين وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب وقد أثبت الطب الحديث والبحث الجديد ما فيه من الفوائد والآثار الطبية فمن سخر به واستهزأ بأهله فقد عاب السنة وصاحبها مع أن أولئك الساخرين يتمدحون بإشعال السجائر ويرون شربها شرفًا ورفعة وبئس ما صنعوا فلقد انعكست فطرهم وخيل لهم الحسن قبيحًا والقبيح حسنًا. والله المستعان.




عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين