يستطيع محرك البحث الشهير غوغل أن يعثر على أي شيء تقريباً على شبكة الإنترنت في غضون ثوان معدودة، غير أن العثور على مهندسي برامج أذكياء وموهوبين للعمل في الشركة المنتجة يبدو أنه يستغرق وقتاً أطول.
بسبب تطور أعمالها السريع، تزداد حاجة شركة غوغل إلى وظائف جديدة، ولذلك فإنها تحاول استقطاب مهندسي الكمبيوتر الأذكياء والموهوبين من خلال اختبارات ذكاء يمتزج فيها المرح وخفة الظل مع المسائل الحسابية المعقدة، إلى جانب مسابقات تعتمد على شفرة الكمبيوتر.
ويبدو أن هناك الكثير من الأفراد يرغبون في العمل بشركة غوغل، التي تفتخر بترويجها لثقافة العمل لديها، القائمة على توفير أجواء الصداقة مع موظفيها، بالإضافة إلى الوجبات المجانية والمساعدات السخية بتمليك الأسهم الممتازة.
وأن غوغل تظل انتقائية في عملية التوظيف، حتى مع تزايد أعداد العاملين فيها، إذ ارتفع العدد من 700 موظف إلى 2700 موظف في غضون أقل من عامين. ولانتقاء الموظفين، اعتادت الشركة على طرح اختبارات ذكاء غير عادية في مجالات ودوريات متخصصة ومحكمة مثل مجلة جامعة ماساشوستس للتكنولوجيا ومجلة لينوكس وغيرهما.
ويتألف الاختبار الأخير من 21 سؤالاً، منها مثلاً "بكم طريقة مختلفة يمكنك تلوين مجسماً بعشرين وجهاً، على أن يكون لكل وجه لون واحد، وباستخدام ثلاثة ألوان فقط؟" و"ما هي أجمل معادلة رياضية تم اشتقاقها؟"
ويقول ألين يوستاس، نائب الرئيس لشؤون الأنظمة والأبحاث الهندسية، إن عدداً كبيراً من الناس يشاركون في هذه الاختبارات، ومن بينهم اقتصاديون وأساتذة جامعات ومثقفون يبدون اهتماماً بالتحديات الذهنية والعقلية أكثر من اهتمامهم بالوظائف المطروحة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها غوغل إلى الاختبارات لغايات التوظيف أو لغايات أخرى، فقد نشرت اختبارات سابقاً وحصل الفائزون فيها على جوائز مالية.
ويبدو أن شعبية "معركة البرمجة" آخذة في الازدياد في أوساط شركات الكمبيوتر والتكنولوجيا، بهدف استقطاب المهارات والمواهب، ومن هذه الشركات، "ياهو" و"مايكروسوفت".
وكان آخر اختبار لشركة غوغل قد شارك فيه 7500 متقدم، وصل إلى النهائيات منهم 50 شخصاً فقط، وذلك عبر عدة جولات من الاختبارات. ومنحت الشركة كل شخص ممن بلغوا النهائيات ما مجموعه 50 ألف دولار، إضافة إلى تحمل الشركة كافة نفقات النقل والإقامة للمتقدمين لهذه الاختبارات. وقال يوستاس إن الشركة سوف تستقطب عدداً من هؤلاء الأذكياء والموهبين.