ننصحك بالإقلاع عن هذا العمل، والامتناع عنه، فإن ما قرأته في النشرة صحيح، فالغناء حرام، والكسب الذي يبذل لأجله حرام، وقد صرح العلماء بأن الرجل إذا كان له أمة مملوكة وهي تحسن الغناء، وتعرف ضرب آلات الطرب، فإذا أراد بيعها فليبيعها على أنها ساذجة - أي جاهلة - بهذا الفن، فالزيادة التي في مقابل معرفتها بالأغاني محرمة، حيث كانوا يزيدون في ثمن المغنية أضعاف ثمنها، وذلك أن الغناء هو مزمار الشيطان كما سماه أبو بكر وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، والمزمار : هو آله يظهر لها صوت إذا نفخ فيها يطرب له من سمعه، ومن حضره، وقد قال تعالى مخاطبًا لإبليس: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وأكثر المفسرين أن صوت إبليس: هو الغناء والطرب، ولا شك أن كل ما كان للشيطان فيه نصيب فإنه ضار بصاحبه في الدين والدنيا،
وقد استدل على تحريمه بقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قال ابن مسعود لهو الحديث : هو الغناء، وذلك لأنه يشغل عن الذكر، والقراءة، والتعليم، ويدعو إلى اقتراف الفواحش والمنكرات، وارتكاب الزنا ومقدماته، ولهذا قال بعد ذلك وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فمن اشتغل بسماع الغناء والطرب، نفر من الذكر والقراءة، وطلب العلم النافع، والعمل الصالح، وبعد ذلك يكره الدين، ويميل إلى الكفر، ويخفي حالته، وهو وصف المنافق، ولهذا ورد في الحديث: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء الزرع والأحاديث في ذلك كثيرة، ونصوص العلماء في التحذير من الأغاني كثيرة في كتب العلم والدين، فعليك بالتوبة النصوح، والإقلاع عن مثل هذا العمل، والاكتساب من الحلال، ولو كان قليلًا، ففي الحلال غنية عن الحرام. والله أعلم.