وإننا يا فضيلة الشيخ كلما ناصحنا أحدًا في ذلك قال لنا الدف في الزواج حلال مع أن الحال كما ذكرنا آنفًا، ويقولون: إننا في زواج ولسنا في عزاء !!!
فما حكم الشرع في ذلك؟
وما حكم حضور هذه الحفلات؟ وما هي نصيحتكم للأخيار ممن يذهبون برعاياهم من النساء والأطفال لمثل هذه الحفلات؟ حيث إن الأمر قد التبس على الكثيرين وظنوه من إعلان النكاح المباح، أفتونا مأجورين وفقكم الله تعالى لرضاه ونفع بكم وبعلمكم.
نقول جزاك الله خيرًا على نصحك واهتمامك بأمر المسلمين وغيرتك على المحارم وقد أوضحت في هذا السؤال ما يشتمل عليه من المحرمات والمكروهات وبذلك نقول: إن هذه الأفعال بمجموعها محرمة لما ذكرتم من النتائج السيئة، فقد ورد من الأدلة ما يفيد تحريم الأغاني وآلات اللهو كالمعازف والطبول ومثلها الضرب بكل ما له صوت رفيع كالتنكة والصنوج وصفاح النحاس التي تصوت عند ضربها ويقصد التلذذ بصوتها وهكذا استعمال الأغاني الملحنة والتي تشتمل على ترنم وتمايل ولهو ولعب ووصف للخدود والقدود ونحو ذلك مما يثير الشهوات ويدفع إلى ارتكاب الفواحش وهكذا ما يترتب على ذلك من دفع الأموال الطائلة لهؤلاء المغنيات والمطبلات، وكذلك ما ذكرتم من استعمال الكوافيرات وما يسمى بالمكياج لأنه تغيير لخلق الله وارتكاب لما ورد النهي عنه، وهكذا ما ذكرتم من الشرعة والزفة واللباس الضيق ونحو ذلك مما هو تقليد للكفار أو للعصاة ومخالفة للتعاليم الإسلامية وبذل للأموال الطائلة في غير فائدة، فعليكم الإنكار لذلك بقدر ما تستطيعون ونصح المسلم الغيور عن إرسال محارمه إلى تلك الحفلات المحتوية على تلك المنكرات حتى لا يألفوا هذه المحرمات أو يكون من المقرين لهذه المنكرات فإن السنة وردت بإعلان النكاح والضرب عليه بالدف للنساء وإظهار شيء من الفرح وشيء من الصوت المباح دون مبالغة وإضاعة أوقات مما يؤدي إلى إضاعة الصلاة واتباع الشهوات. والله أعلم.