أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في استتاب الأمن والقضاء على المنكرات وحاجة الأسواق والمجمعات التجارية إلى المحتسبين

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (6071)
موضوع الفتوى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في استتاب الأمن والقضاء على المنكرات وحاجة الأسواق والمجمعات التجارية إلى المحتسبين
السؤال س: لا يخفى على فضيلتكم أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياة الناس ونحن ننعم والحمد لله بوجود هذا الأمر في بلادنا المباركة، رأينا في مجلتكم (مجلة الدعوة) مناقشة قضية ذات أهمية في واقعنا اليوم، وخصوصًا في الأسواق والمجمعات التجارية، حيث لفت نظري وجود رجال أمن تابعين للسوق... والسؤال: لماذا لا يجوز رجال حسبة خاصين بالمجمعات التجارية يقوم أرباب هذه الأسواق وملاكها بتعيين محتسبين، وذلك للقيام بهذه الشعيرة والتخفيف على رجال الحسبة الرسميين؟

وسنتناول الموضوع من خلال المحاور التالية:

1- أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في استتاب الأمن والقضاء على المنكرات.

2- حاجة الأسواق والمجمعات التجارية إلى المحتسبين.

3- ضرورة إيجاد محتسبين داخل المجمعات التجارية على غرار ما هو موجود من رجال أمن لحماية المجمعات التجارية.

4- وجود مثل هذه الوظائف يساعد في توظيف الشباب الحاصلين على شهادات شرعية.

5- للضيف الكريم طرح ما يراه مناسبًا من محاور لإثراء الموضوع.

الاجابـــة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية على الأمة الإسلامية، لقول الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ والأمة الجماعة التي تحصل بهم الكفاية ويقومون بالواجب على وجه الكمال والتمام، فإن تركوا هذا الواجب أثموا كلهم، ويخاف أن تعم العقوبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: إن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت ولم تغير ضرت العامة فمتى قام المسلمون بتغيير المنكرات والأخذ على أيدي العصاة فإن الله تعالى يدفع عنهم العذاب وتسليط الأعداء ويرزقهم الأمن والاطئمنان في حياتهم، وإذا تركوا المنكرات تتمكن وتظهر خيف عليهم من فشو المنكر وانتشار الفواحش ونزول العذاب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرونه على الحق أطرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعن من قبلكم .

ونقول ثانيًا: يكثر في هذه الأزمان في الأسواق والمجتمعات التجارية ظهور المنكرات مثل تكشف النساء وإبدائهن الزينة، وترك التستر والتحجب أمام الأجانب، وينتج عن ذلك متابعة الرجال لهن وما يحدث من جراء ذلك من المعاكسات والمغازلات والمواعيد المشتبهة، وتبادل أرقام الهواتف التي تخيف تفشي المنكر، كذلك يوجد في هذه الأسواق إعلان شرب الدخان، وحلق اللحى، وإطالة اللباس، وكثرة الحلف من الباعة، والغش عند التعامل، والإضرار بالمستهلكين، ورفع الأثمان والأسعار على الجاهلين أضعافًا مضاعفة، وهذه المنكرات بحاجة إلى القضاء عليها وذلك يستدعي وجود جماعة من أهل المعرفة والعلم، وأهل العدالة والثقة والبصيرة في دينهم، والرفق في تعاملهم مع أهل المعاصي والقدرة على الموعظة واستعمال الحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن احتسابًا للأجر في تغيير المنكر وخوفًا على الأمة من العقوبة العامة لقول الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً فوجود مثل هؤلاء المحتسبين في هذه الأسواق المختلطة سبب بإذن الله للقضاء على المنكر وحصول الأمن من عقاب الله تعالى.

ونقول ثالثـًا: لا بد أيضًا من إيجاد رجال محتسبين من أهل العلم والبصيرة في داخل المجتمعات التجارية التي يتوافد إليها العامة والخاصة ويكثر فيها ظهور المنكر وتواجد العصاة والفسقة والكفار والمبتدعة، وإلزامهم بتعاليم الإسلام وإغلاق متاجرهم وقت الصلاة، وسوقهم إلى المساجد، ومنعهم من إظهار شيء من المنكرات، كما هو موجود من رجال الأمن لحماية المجتمعات التجارية الذين يحمون تلك المجتمعات من النهب والسلب ومن القتال عند أخذ الأموال واختطاف الممتلكات، فوجود محتسبين من رجال الهيئات الدينية له أهميته، فإنه حماية للأمة الإسلامية عما يخل بالدين ويضر بالمجتمع.

ونقول رابعًا: حيث يتواجد كثير من الشباب العاطلين الذين لم يجدوا عملا وظيفيًا يحصلون منه على رزق ودخل يقوم بكفايتهم ويسد خلتهم مع حصولهم على شهادات جامعية أو توجيهية شرعية أو اجتماعية، فإنهم يصلحون لشغل هذه الوظائف في الأسواق والمجمعات التجارية بعد التأكد من أمانتهم وثقتهم واستعمالهم الرفق والتؤدة وترك التسرع والتهور، فهم بركات للبلاد وأهلها، بهم يدفع الله البلايا عن البشر، فإن الله تعالى يدفع الشر وأهله بأهل الخير والصلاح كما قال تعالى: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ .

ونقول خامسًا: نصحيتنا لأهل الأسواق ومن يدخلها من المواطنين أن يعملوا بالحق ويمتثلوه، وأن يتقبلوا النصيحة والتوجيه مما يعرفونه ومما يتلقونه من أهل الدعوة والإرشاد وكذلك عليهم مع ذلك استعمال النصيحة لكل من يتعامل معهم من رجال ونساء، كما أن عليهم غض البصر ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الخلوة بالأجنبيات والبعد عن الممازحة والمعاكسات التي هي من المنكرات. والله أعلم.




عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين