الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية، ومن واجبات الإسلام على قدر الاستطاعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم ويكون التغيير باليد بإزالة المنكر وتفريق أهله، وإلزامهم بالطاعة، وإتلاف آلات اللهو المحرمة، وإراقة الخمور، والأخذ على يد الظالم وردعه عن الظلم.
وأما باللسان فيكون بالنصيحة والترغيب في الخير، والتحذير من العقوبة في الدنيا والآخرة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، وبيان الحق لمن يجهله، وأما التغيير بالقلب فهو إنكار أهل المنكر وبغضهم، والبعد عنهم وهجر مجالسهم، والتحذير من سماع أقوالهم، وذلك عام في بلاد الإسلام وغيرها، إذا وجد مسلم يفعل منكرًا كالزنى وشرب الخمر، واستعمال الغناء، ومودة الكفار وموالاتهم، أو يترك معروفًا كترك الصلاة، والتخلف عن الجماعة، وهجر القرآن، والإعراض عن مجالس الذكر والعلم والخير، فإنه ينصح وينكر عليه فعله، ويرغب في الخير ويحذر من العقوبات، ويذكر ما يلزمه في دينه الذي هو الإسلام، وأما الكفار فيدعون إلى الإسلام، ويرغبون فيه، وتبين لهم محاسنه، ويوقفون على تناقض الأديان الباطلة كاليهودية والنصرانية، وسائر الأديان، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، والله أعلم.