كشفت دراسة دكتوراة بكلية الإعلام بجامعة الأزهر بالقاهرة أعدها الباحث أحمد سمير عبد الغني عن المجتمعات الافتراضية العربية على الإنترنت عن أن المجتمعات الافتراضية العربية على الويب، لا تعد نمطاً مميزاً عن المجتمعات الافتراضية الأخرى، فالعرب حين تعاملوا مع النشاطات الاتصالية الاجتماعية على الشبكة، فإنهم مارسوا أدوارهم من خلالها كيفما يمارسها أغلب مواطني الإنترنت حول العالم، وهو ما يعني أن ثقافة العولمة القائمة على الحرية والديمقراطية والتشاركية قد أفرزت نتائجها في صنع مواطنين ينتمون للإنترنت وثقافتها من جهة. أوضحت الدراسة أن التكنولوجيا قد فرضت سماتها العامة على الاستخدام العربي لتقنياتها الاتصالية الاجتماعية. أكد الباحث فى دراسته أن العروبة لم تمثل عنصراً فاعلاً في نشاطات العرب على الويب حين ظهور الويب، إلا أن ثمة اتجاها متصاعدا نحو هذا الأمر في السنتين الماضيتين، وهو ما يعني أن التضمين الثقافي للاتصال الاجتماعي الشبكي قد بدأ يأخذ مساره بشكل أو بآخر لثورات عربية إنسانية تطمح فى الحرية والمجتمع المدنى خلال هذا العالم الافتراضى، تقوم على البعد العربي العام في مقابل تنامي الدراسات التي تعالج الظواهر الوطنية فقط. تطرقت الدراسة إلى مفهوم الاتصال الاجتماعي الذى يعنى الاتصال، الذي يقوم بين الإفراد في سياق اجتماعي محدد عبر أي وسيلة تمكنهم من تحقيق التواصل والتفاعل فيما بينهم ثم يحلل تاريخ الإنترنت فى العالم حين تحولت الإنترنت من شبكة عسكرية في الستينيات من القرن الماضي إلى شبكة علمية في الثمانينيات ثم إلى شبكة جماهيرية معززة بتقنيات الجيل الأول للشبكة في منتصف التسعينيات، حيث بات واضحاً وجلياً أن الإنترنت لم تعد تستخدم فقط كشبكة تزويدية للمعلومات فقط . وأكدن الدراسة أن تعاضدت الأبعاد المعلوماتية بالأبعاد الاتصالية والاجتماعية، حدا بمطوري الويب وشركاتها الكبرى إلى التفكير في إنشاء جيل جديد من شبكات الويب سميت وقتها بمبادرة الطريق السريع للمعلومات لتتحول المجتمعات الافتراضية العربية إلى عالم لابد من دراسته والتطرق إليه وهو عالم اتخذ جميع أشكال التواصل من صفحات الفيس وتويتر وغيرها. يجزم الباحث أن الوصول إلى الشبكة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف البشرية من استخدام الإنترنت، وتقوم على اعتبار الفرد هو العنصر الرئيس في هذه المنظومة، هذا التحول نحو جعل الفرد البشري هو أساس الشبكة المنفعية تحولاً في مفهوم الويب بكاملها، إذ إنها جعلت الإنسان عنصراً بناء في الشبكة، بدلاً من أن تستمر وضعيته كمستهلك أو منتفع من خدماتها، وهكذا استطاع الإنسان أن يشكل على الإنترنت وجوده البشري الممثل في بناء المعرفة التعاونية وإلى طموحه أيضاً أن يكون طامحاً إلى اختيار مصيره فى مجتمعه الذى يعيش فيه.