أهمية تعليم صفة الأمانة للطفل

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : أحمد الكردى | المصدر : kenanaonline.com


تعتبر الأمانة من الصفات النبيلة التي ينبغي نشأة الطفل عليها، فالأمين هو من يتّخذ هذه الصفة منهجاً في حياته، فيكتم الأسرار
ولا يسرق أو يكذب أو يخدع. كيف نجعل الأمانة سلوكاً متأصّلاً في نفس الطفل؟
تدل قيمة الأمانة على صلاح أخلاق صاحبها وحسن تربيته، وتتخلّل شؤون الحياة بمجملها، إذ تحكم العلاقة بين الفرد وربه والمحيطين به. ويخطئ الأهل عندما يحصرون معناها في حفظ مال الغير، إذ إنها مفردة واسعة المفهوم، محمّلة بصفات كثيرة يمكن للطفل أن يكتشفها في معظم تعاملاته اليومية. لذا، ينبغي على الأهل إدراك المعنى الحقيقي لها، ثم تربية الطفل على فضائلها.

مفهوم واسع

يجدر بالوالدين التوضيح لطفلهما أن كل ما يعطيه الله من نعم هو أمانة يجب حفظها، واستعمالها كما يجب. فالجسم أمانة ولا يترك للسهر والتعب بدون الحصول على قدر كاف من النوم والراحة، والوقت أمانة يجب أن يقضيه في القيام بما هو مفيد، ووالداه أمانة يجب طاعتهما واحترامهما سواء أمامهما أو بعيداً عنهما، والنقود التي يحصل عليها من مصروفه أمانة ينبغي إنفاقها بما ينفع، ومنزله الذي يعيش فيه أمانة لا يصح العبث بأثاثه وتخريب جدرانه...


البصر والسمع واللسان
يسيطر حبّ التملك والأنانيّة على مفهوم الطفل خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره، فلا يميّز بين ما يقع ضمن ملكيته وملكية الغير. لذا، يبدأ تعليمه الأمانة برسم حدود واضحة لملكيته، وتنبيهه إلى أن أخذ لعبة من ألعاب صديقه أو فتح حقيبة الأم وأخذ أغراض أو نقود منها تعتبر تصرفات غير مقبولة!
ويمكن تدريب الطفل على الأمانة، من خلال استخدامه لحواسه، وذلك على الشكل التالي:
> البصر: يطلب من الطفل وصف الأحداث التي يراها بعينيه، مع تعديل كلّ مبالغة في روايته، كما يطلب منه الإمتناع عن التخمين في وصف الأحداث.
> السمع: يتمّ تدريب الطفل على كتم الأسرار، فليس كل ما يستمع إليه يمكن التحدّث عنه، كما إن استراق السمع يعتبر اقتحاماً لخصوصيات الغير وتصرفاً غير أمين.
> اللسان: يعلّم الطفل أن يكون صادقاً في كلامه، ولا يدّعي ما لم يحدث. وعندما يُطلب منه نقل خبر، يشار إليه بضرورة الصدق في إخباره.


أخطاء تربوية
تخطئ بعض الأمهات في إيصال قيمة الأمانة إلى فهم أبنائهن، عندما:
> تتحدث الأم مع صديقتها وتبالغ في سرد الأحداث أو مبالغ المشتريات على مسامع طفلها الذي يعلم أن حديثها مخالف للحقيقة. وعندما يتطوع هذا الأخير لتصحيح المعلومة، ينال عقابه لأنه تسبّب في إحراجها، ما يُحدث ارتباكاً في القيم لديه. فالأمانة التي نريد أن نبثّها في الطفل يجب أن تكون متوفّرة في محيطه أولاً.
> تترك الأم ابنها يعبث ويأكل من المعروضات في المتجر. فحتى وإن كانت ستدفع قيمتها عند مغادرتها، إلا أنها بهذا التصرّف تخلّ بمبدأ الأمانة عندما تسمح لطفلها بالحصول على شيء قبل دفع قيمته، وتضرب له قدوةً سيئةً في الإستيلاء على ممتلكات الغير!
> تتّهم ابنها بالسرقة أو الكذب أو الخيانة، وتتعامل معه وفق هذا المنظور، إذ إن إلصاق هذه الصفات فيه يدمّر نفسيته، ويعرقل فرصة إصلاح الخطأ في سلوكه.
> تقسو عليه بصورة مبالغ فيها حيث ترهبه وتبعده عن الصدق وتدفعه إلى الكذب، علماً أن الحرمان الزائد يدفعه إلى السرقة أو التدمير، وكذلك التدليل الزائد يشوّه المعايير الأخلاقية لديه، فيجعله يعتبر كل شيء مباحاً، ومن حقه أن يفعل ما يشاء.

خطوات مفيدة
> إمدحي الشخص الأمين أمام طفلك، وأشيدي بحسن خلقه.
> إحرصي على أن تكوني قدوةً، وبيتك بيئة صالحة يتعلّم منها الطفل معنى الأمانة.
> علّمي طفلك أنّه ليس هناك حجم للأمانة، فلا توجد أمانة كبيرة وأخرى صغيرة بل إنها مبدأ وخلق.
> علّمي طفلك عدم إفشاء الأسرار، عن طريق إقناعه بأن أي أمر هو سر ما لم تخبريه بإمكانية الكلام عنه.
> إذا عاد طفلك إلى المنزل يحمل لعبةً قد أخفاها من ألعاب صديقه، لا تنفعلي بل اسأليه: هل تحب أن يأخذ أحد ألعابك؟ وشجّعيه على الإعتذار وإعادة الأشياء إلى أصحابها.
> لا تطلبي من طفلك أن يكون أميناً، بدون أن تعلّميه وتدرّبيه وتطلعيه على مبادئ الأمانة وأشكالها المختلفة.