الألم عند الطفل child pain

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : أحمد الكردى | المصدر : kenanaonline.com

يصيب الألم الطفل في كل الأعمار , فحتى الجنين خلال الحمل يتألم , و حتى الطفل الخديج يشعر بالألم , و لا يجوز إهمال الألم بكل درجاته و في كل المراحل العمرية للطفل.

ما هو الألم و كيف يحدث ؟

الألم هو تعبير حسي عاطفي غير مرغوب فيه , و يترافق مع تأذي في نسيج ما في الجسم , و يمكن تلخيص آلية حدوث الألم كما يلي :  توجد في كل مكان من جسم الإنسان نهايات عصبية حسية دقيقة ( عدا بعض الأعضاء كالرئتين ) , فعند حدوث المرض , أو الرض أو أي حدث مؤذي تتنبه هذه النهايات العصبية التي تسمى بالمستقبلات , و تنقل حس الألم  إلى الدماغ حيث يتم تفسير هذا الإحساس.

لماذا التركيز على الألم عند الطفل الصغير مع أنه ينسى ؟

تصبح ذاكرة الطفل دائمة من سن أربع سنوات و ما بعد , و لكن تبقى تجربة الألم مهمة لديه , و ليس بالبكاء وحده يعبر الطفل عن ألمه ! , و لكن تختلف طرق الطفل في التعبير عن الألم بحسب عمره و بحسب سبب الألم , فالطفل يخزن في ذاكرته تجربة الألم السابقة .

كيف ندرك أن الطفل يعاني من الألم , و متى يجب التفكير بحدوث الألم عند الطفل ؟

إن أفضل طريقة لمعرفة حالة الألم عند الطفل هي مراقبة ملامحه و تصرفاته و الاستماع له و لوالديه , و يجب التفكير بذلك في كل حالة مرضية أو رضية تصيب الطفل , خاصة بعد خضوع الطفل لعمل جراحي , عند قبول الطفل في وحدة العناية المشددة , عند اتخاذ الطفل لوضعيات غريبة (كالتشنج أو العرج ) , و في حالات الألم الشديد جداً و الحاد أو في حالات الألم الطويل فقد يبدو على الطفل الحزن و الإكتئاب .

كيف يعبر الطفل عن شعوره بالألم ؟

كلما كان الطفل صغيراً , كلما كان تعبيره عن الألم عاطفياً أكثر كالبكاء و الصراخ و التهيج , و أهم جزء في تمييز الألم عند الطفل هو الاستماع للطفل و لوالديه , و كذلك مراقبة الطفل و ملامح وجهه , و من ثم إجراء الفحص السريري الكامل للطفل الذي يمكن أن يكشف علامات غير نوعية للألم مثل ترافق الألم مع تسرع القلب و تسرع التنفس و ارتفاع التوتر الشرياني , , و تزداد صعوبة معرفة الألم عند الطفل كلما كان صغيراً في العمر , و يمكن الاستعانة بتجربة إعطاء الطفل دواءً مسكناً و بشكلٍ عام يعبر الطفل عن ألمه بواحدة أو أكثر من الوسائط التالية :

  • البكاء و الصراخ و العصبية

  • رفض اللعب الذي كان يستمع به سابقاً

  • رفض التواصل العاطفي كالسابق

  • الوهن و التعب و قلة الحركة

  • غياب التعابير العاطفية عن وجه الطفل

  • اتخاذ الطفل لوضعيات غريبة مضادة للألم

  • تغير عادات النوم و الطعام عند الطفل

  • في حالات الألم المزمن يبدو على الطفل الكآبة و الحزن

كيف يتم تقدير شدة الألم  الحاد عند الطفل ؟

يعود تقدير الألم للأهل و للطبيب و هناك جداول مساعدة كالتي ستذكر هنا , و يجب أن يتم ذلك بواسطة المعايير المناسبة لعمر الطفل , و بنفس المعايير في كل مرة و عند البكاء و كذلك عندما يكون الطفل في حالة راحة و عدم البكاء , و لا تفيد طرق تقدير شدة الألم  عند الطفل إلا كوسيلة مساعدة على تشخيص الحالة المرضية عند الطفل.

فمنذ الولادة و حتى عمر 12 شهر :  يعتمد على ملامح الوجه خلال البكاء (neonatal facial coding system  ), إذ يعطى الطفل علامة من 0 الى 4 بناء على غياب أو وجود واحدة أو أكثر من 4 علامات للألم , و يكون الألم أكثر شدة كلما  اقتربت العلامة من 4 كما توضح الصورة التالية :

 

 

فيعطى رقم واحد لوجود علامة من الملامح التالية : تقطيب الجبين و الحاجبين , شد الأجفان , وضوح و عمق الثلم بين الأنف و الخد و الفم المفتوح. و تقدر درجة الألم  كما يلي :

  • 0 : لا يوجد الم

  • 1 : ألم خفيف

  • 2 : ألم متوسط

  • 3 : ألم شديد

  • 4 : ألم شديد جداً

مثال : طفل لديه تقطيب الحاجب و الأجفان و فم مفتوح : يكون لديه علامة 2 و لديه ألم متوسط , و طفل آخر لديه شد في الأجفان و تقطيب الحاجب و الجبن و فم مفتوح : لديه علامة 3 التي تعادل الم متوسط الشدة.

 و من عمر سنة حتى 5 سنوات :

قد يساعد سؤال الطفل في هذه المرحلة من العمر على معرفة شدة الألم , و لكن لابد من اللجوء إلى جداول تقييم الألم كلما كان الطفل أصغر سناً , و تستخدم الجداول البسيطة لتقييم الألم الحاد حديث العهد و الجداول المعقدة لتقييم الألم المزمن , و فيما يلي أحد هذه الجداول لتقدير الألم الحاد :

و يكون الألم أكثر شدةً كلما زادت قيمة العلامة الناجمة عن جمع الحقول الأربعة بشكلٍ عمودي :

المعيار

العلامة

تغير الضغط الشرياني

 0 : إذا كان التغير أقل من 10 % من الحالة الطبيعية

 1 : إذا كان التغير من 10 إلى 20 من الطبيعي

 2 : إذا كان التغير من 20 إلى 30 % من الطبيعي

البكاء

 0 : لا يوجد بكاء

 1 : الطفل يبكي و لكن يهدأ عند محاورته

 2 : الطفل يبكي و لا يهدأ عند محاورته

حركات الطفل

 0 : الطفل هادئ و نائم

 1 : الطفل متهيج قليلاً و لا يبقى في نفس الوضع

 2 : الطفل مهيج جداً و قد يؤذي نفسه

سلوك الطفل

 0 : الطفل هادئ و نائم

 1 : الطفل متوجس , صوته متردد , يمكن التواصل معه

 2 : لا يمكن التحاور مع الطفل و لا يريد البقاء بين يدي والدته

تعابير الطفل اللفظية و الجسمية

 0 : الطفل هادئ و نائم

 1 : يعبر عن ألم خفيف دون تحديد مكانه , يطوي الساقين و الذراعين نحو الجسم , و لا يبدو عليه الارتياح

 2 : يحدد مكان الألم بالكلام أو بالإشارة , يطوي ساقيه على البطن , يغطي منطقة الألم بيديه

 

و من عمر 4 أو 5 سنوات و ما بعد :

يمكن هنا استخدام جدول تقدير الألم العادي أو مسطرة تعابير الوجه , و يطلب من الطفل النظر إلى هذه المسطرة و شرح درجات الألم المرسومة عليها ثم الطلب منه تحديد أي درجة من الألم يعاني هو :

 

ما هي أهم الأدوية المستخدمة لتخفيف ألم الطفل ؟

الباراسيتامول : يعتبر الباراسيتامول الدواء المفضل للألم الخفيف و المتوسط عند الأطفال , و يعطى بجرعة 15 ملغ لكل كغ من وزن الطفل في كل جرعة و يمكن إعطاء الدواء كل 6 ساعات أو كل 4 ساعات , و هو متوفر بكل الأشكال الصيدلانية , و يعطى لكل الأعمار.

الإيبوبرفين : و هو الخيار الثاني للألم المتوسط و الخفيف و لا يعطى للأطفال دون 3 أشهر من العمر , و يعطى بجرعة 7.5 ملغ لكل كغ بالجرعة و بمعدل جرعة كل 6 ساعات.

ديكستروبروبيكسيفين : و هو مسكن مركزي للآلام المتوسطة الى الشديدة , يعطى للمراهقين فوق 15 سنة

الكودئين : و يعطى لحالات الألم الشديد بجرعة 1 ملغ لكل كغ في اليوم موزعة على 3 أو 4 جرعات.

ترامادول : و هو مسكن مركزي لحالات الألم الشديد , و يعطى للاطفال فوق 3 سنوات , بجرعة 1 الى 2 ملغ لكل كغ في اليوم موزعة على ثلاث جرعات.

نالبوفين : مسكن مورفيني للآلام الشديدة , يعطى من عمر 18 شهراً بجرعة 0.2 ملغ لكل كغ في كل جرعة

مورفين : مسكن مركزي للآلام الشديدة , بجرعة 1 ملغ لكل كغ موزعة على عدة جرعات.

ليدوكائين : مسكن موضعي عن طريق الجلد يستخدم قبل ساعة من اعطاء الحقن العضلية