مفتاحُك للعمل الجيّد يميل الإنسان بطبعه إلى أداء الأعمال والمهام التي تتيح له فرصة استخدام قدراته ومهاراته. من المهم أن يعي جيداً الموظف في المنظمة ماذا يُفترض منه أن يعمل. عند انتقاد أي عمل ينبغي أن يكون الانتقاد هادفاً لا شخصياً. من المهم أن يعرف الموظف مستوى الأداء بعد الانتهاء من المهمة دون الحاجة لانتظار التقرير السنوي. تكوّنت المنظمات بوساطة الإنسان لخدمة الإنسان، وفعالية هذه المنظمات تعتمد بالدرجة الأولى على أداء الإنسان المكوِّن لها. كيف لنا تحقيق الأهداف الموضوعة والحصول على النتائج الجيدة إن لم يكن من خلال العاملين؟! كثير من رؤساء المنظمات يصبون جلّ اهتمامهم على النتائج، ولا يهتمون بالمحققين لهذه النتائج، قد تكون هذه المنظمة منظمة منتجة، ولكن ليس بالتأكيد على المدى البعيد؛ فإنجاز الأعمال لا يعني إتقانها، أي أن هذه المنظمة تنتج كماً لا نوعاً، فالإنتاجية ليست مجرد الحصول على العمل، وإنما جودة ونوعية العمل أيضاً. السؤال هنا: كيف يمكننا أن نحصل على هذه الجودة ؟ لا نريد بالحديث هنا اختيار الإداري أو العامل المؤهل أو تدريبه وتطويره وغيرها، والتي لا تخفى أهميتها على أحد، ولكن نريد التركيز على بعض النقاط في علاقات الرؤساء بالمرؤوسين، ودعم مشاعر الرضا عن النفس لدى الموظفين، والتي ينبغي للمدير أو القائد في المنظمة الإلمام والاهتمام بها، لما لها من أثر كبير في جودة العمل ونشر روح المبادرة والمسؤولية لدى الجميع. يقول أحد الإداريين: "الإنسان الذي يشعر بالسعادة والرضا من نفسه هو الذي يعطي النتائج الجيدة"، يميل الإنسان بطبعه إلى أداء الأعمال والمهام التي تتيح له فرصة استخدام قدراته ومهاراته، فكل إنسان يمتلك قدرات ومهارات تشعره بأهميته في هذا المجتمع، وأهم ما يُشعر الإنسان بالسعادة الإحساس بأنه الرجل المناسب لهذا الدور أو العمل. والشعور بالأهمية من أعمق المحفزات في الطبيعة البشرية، فينبغي معرفة طاقات وإمكانيات الموظفين معنا، وأن نحاول مساعدتهم للاستفادة الكاملة من هذه الطاقات، وأن تكون هذه محل تقدير واهتمام. إذاً مساعدة الإنسان للشعور بالرضا والسعادة هي المفتاح الحقيقي للوصول إلى العمل الجيد. ينبغي عند إعطاء أي مهمة أن تكون أهداف هذه المهمة واضحة؛ فليس هناك مجال لافتراض أن تكون الأهداف واضحة للموظف، معظم المسؤولين يعرفون جيداً ما يجب أن يقوم به الموظف، ولكنهم لا يكلفون أنفسهم عبء اختيار الطريقة المناسبة لإخبارهم بها، فمن المهم أن يعي جيداً الموظف في المنظمة ماذا يُفترض منه أن يعمل؛ لتتضح الرؤيا ويتم تنفيذها بالشكل المطلوب، وهذه من أهم مسؤوليات الإداري الناجح. في حالة حصول الأخطاء في العمل من المحتمل أن يكون السبب سوء فهم للأهداف أو طريقة الوصول إليها، فمن الأفضل إصلاح هذه الأخطاء بإزالة سوء الفهم أو بمساعدة الموظف في حلها للوصول إلى الطريقة الصحيحة لتحقيق الأهداف، لا بإضاعة الجهد والوقت في نقد ومحاسبة الموظفين. يُلاحظ من بعض الإداريين تصيّد أخطاء الموظفين وانتقادهم والمعاقبة عليها؛ فلماذا لا نتصيد الأعمال الجيدة ونكافئ عليها؛ فهذه تزيد من ثقة الموظف بنفسه وبالمسؤولين عنه، وتشيع روح العدالة والاستقرار في المنظمة، مما يؤدي إلى ظهور العمل بالشكل الجيد. عند انتقاد أي عمل؛ ينبغي أن يكون الانتقاد هادفاً لا شخصياً، أي ينبغي أن ننتقد الخطأ وليس الفاعل؛ فهذا يشعر الموظف أننا نقف بجانبه للوصول للهدف وليس ضده لتصيد أخطائه. ينبغي أيضاً أن يكون الانتقاد حين اكتشاف الخطأ سريعاً، وأن يكون واضحاً لكي يعي الموظف طبيعة الخطأ وتأثيره، ومن الأخطاء الشائعة اختزال الخطأ تلو الآخر، والقيام بسرد أخطاء الماضي جميعاً دفعة واحدة -قد تكون في لحظة غضب- مما يولّد عند الموظف حالةً من اليأس وعدم فهم الأخطاء فهماً صحيحاً، مما يعرّضه للوقوع فيها مرةً أخرى، و علينا أن نعي جيداً أنْ لا شيء يقتل الطموح عند الموظف مثل كثرة الانتقاد. ومن المهم أيضاً أن يعرف الموظف مستوى الأداء بعد الانتهاء من المهمة، فليس من المنطقي انتظار التقرير السنوي لمعرفة مستوى الأداء، فسرعة إعطاء الموظف رأي المسؤول عن مستوى أداء العمل من أهم المحفزات في زيادة درجة أداء الموظفين للمهام الموكلين بها، كما ينبغي على المسؤول ألاّ يسمح بانتقال تأثير خطأ أحد الموظفين ليؤثر على سير العمل في باقي الأقسام، فكما أن هناك سلبيات يجب تصحيحها؛ هناك إيجابيات يجب الإشادة بها وتشجيعها. الفرد الذي يريد النجاح وينشده، لابد أن تتوافر لديه الطاقة الروحية الهائلة التي تدفعه دفعاً لتحقيق هذا النجاح السؤال المهم هو: كيف تعبّئ عقلك الباطن بروح النجاح؟ ثقْ أن لديك كمّاً هائلاً من المواهب والقدرات والإمكانيات والطاقات، ولكنك تركتها كامنة فيك والصور الخاطئة والسلبية من شأنها أن تؤثر في طاقة الشخص الإيجابية ومن المهم أن يقنع الإنسان نفسه بأن النجاح سيكون حليفه في النهاية أعجبني كثيراً قول أحد الناجحين: إني لا أفكر في الفشل أبداً عندما أقدم على أي عمل..! وإذا حدث لي ما لا أتوقع خلال عملي فلا يفقدني ذلك ثقتي في النجاح أبداً..! وأعتبر ما يعترضني من فشل أو إخفاق.. دافعاً وحافزاً للتغلب على هذا الفشل أو ذاك الإخفاق.. فالضربة التي لا تميتني فإنها تقويني..! فأخذت على عاتقي – متسلحاً بيقين متين أن من يسأل الله شيئاً بصدق، وإقبال، وتوكل عليه سبحانه.. آخذاً فـي الوقت نفسه بأسباب النجاح.. وأهمها العمل.. فإن الله يحقق له ما سأل- أن أفكر دوماً في النجاح عند إقدامي على أي عمل..! وأحدث نفسي دائماً عن النجاح..! وأعمل وأنا معتقد بأن الفشل لن يعرف لي طريقاً..! فوجدت نتائج هذا الأخذ وهذا الحديث وذاك العمل.. مذهلة..! فقد تغير قراري الذي اعتدت عليه سابقاً وهو التوقف عن العمل عند مواجهة أو احتمال مواجهة أي عقبة كؤود أم غير كؤود..! كبيرة أم صغيرة.. ! ذات شأن أم تافهة..! فقد كان قراري هو التوقف عن العمل.. والهروب من مواجهة هذه العقبة..! والبحث عن عمل جديد، وإن تكررت المواجهة تكرر الهروب.. ! فهو سلاحي الفعّال آنذاك..! أما الآن فقد تغير القرار فلا هروب من مواجهة أي عقبة تعترضني أثناء سيري في تنفيذ عملي، ولِمَ الهروب وقد أنفقت الكثير من الوقت والجهد والمال في التفكير والتخطيط لهذا العمل، فليس من الطبيعي الهروب عند ظهور أية عقبة أو مشكلة تعترض طريقي أثناء التنفيذ، ولذلك وطّنت نفسي على نهج الأساليب العلمية الحديثة في التغلب على أية عقبة أو مشكلة، وذلك بدراسة أسباب ظهور هذه العقبة أو المشكلة، والبدء في تعريفها تعريفاً دقيقاً بطريقة علمية، ثم البدء في تحليلها، ووضع بدائل وخيارات الحل، ثم اختيار الحل الأفضل إن لم يكن الأمثل، ومن ثم العمل على علاجها فوراً، مع العزم على عدم ترك العمل والتوقف عن العلاج تحت أي ظرف من الظروف..! ثم أتبع كل ذلك بعملية تقويم شاملة، أبدأ بعدها بحصر الدروس المستفادة من هذه المشكلة، وحصر الوسائل التي استخدمت في حلها كأرشيف وقائي يعين على التغلب على هذه المشكلة إن عاودت الظهور ثانية، أو لحل مشكلات مشابهة. إن الفرد الذي يريد النجاح وينشده، لابد أن تتوافر لديه الطاقة الروحية الهائلة التي تدفعه دفعاً لتحقيق هذا النجاح، ولكي يتم تحريك هذه الطاقة الروحية فلابد وأن تكون نفسه قد امتلأت يقيناً وثقة بالنجاح، وهذا اليقين وتلك الثقة لن تكونا إلاّ من خلال التفكير المستمر والمتواصل في النجاح، والتحدث عن هذا النجاح مع نفسـه بشكل مستمر، وكأنه سيتحقق لا محالة – بإذن الله -، متذكراً دوماً نجاحاته السابقة، بكل ذكرياتها الجميلة، واستحضارها أمامه، ومعايشته نفس الشعور الجميل الذي عايشه لحظة تحقيقه للنجاح، جاعلاً هذه الصورة هي المسيطرة على ذهنه وهو يسير في تنفيذ مهام عمله أو دراسته أو طلب وظيفة أو... الخ. وعلى هذا الفرد الناشد للنجاح أن يبعد عن ذهنه تماماً ذكريات فشله في أي عمل سابق، وما تعرّض إليه من آلام وشعور بالإحباط، ولا يجعل صورة الفشل ماثلة أمامه أبداً.. وأن يملأ عقله الباطن بإرادة النجاح، حتى يسير إلى أهدافه بروح معنوية عالية، وهو واثق بأن الله سبحانه لن يضيع عمله، وأنه سيحقق النجاح إن شاء الله، وسيجد المردود النفسي المباشر في هذه الحالة هو المزيد في حيويته وهمته ونشاطه وإقباله على تنفيذ عمله..! ويطرح السؤال نفسه: كيف تعبئ عقلك الباطن بروح النجاح؟! يمكنك ذلك بطريقتين: 1- طريقة واعية: أي باستخدام عقلك المدرك الواعي عند البدء في تعلم أي شيء جديد، وعند تركيزك وتفوقك في تعلّمها سوف يخزنها عقلك الباطن..! فعند دراستك لعلم ما بتركيز شديد، وبإصرار أشد على التحصيل، وبهمة عالية وإرادة قوية على تحقيق النجاح والتفوق في هذا العلم، فإنك في هذه الحالة تعبّئ عقلك الباطن بروح النجاح..! وإن كان لنا أن نضرب مثالاً تقريباً... هبْ أنك أردت تعلم الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسوب.. تجد أنك في البداية تنظر إلى كل حرف قبل الضغط عليه.. فهذا هو دور عقلك الواعي ينظر إلى كل حرف كي لا تكتب كلمات لا معنى لها. 2- طريقة غير واعية: - نستكمل المثال - أما وقد استخدمت لوحة المفاتيح كثيراً وأتقنت الكتابة، فإنك لم تعد تنظر للمفاتيح، وتضغط عليها بطريقة غير واعية، وهذا هو عمل العقل الباطن..!. وإن كان دوره الكبير والبارز في تخزين الأشياء التي تتعلمها، ويعمل بها بطريقة تلقائية فيما بعد، نجد دوره كبيراً أيضاً في تخزين أشياء تسمع عنها أو تراها، ولكنك لم تتعلمها أو لم تتقنها بعد..! ويخرجها لك عند حاجتك إليها..! وهذا يقر حقيقة متفقاً عليها، وهذه الحقيقة هي أن ما تغذي به عقلك الباطن سيصدر منه عن الحاجة إليه، فانظر بماذا تغذي عقلك الباطن؟! أتغذيه بالإيمان؟ أتغذيه بالثقة في النجاح دوماً أم تغذيه بالاتجاه نحو الفشل؟! أتغذيه بالإقدام والشجاعـة أم تغذيه بالتردّد والجبن؟! إن لديك كمّاً هائلاً من المواهب والقدرات والإمكانيات والطاقات، ولكنك لم تزل تتركها كامنة، متقوقعة في داخلك..! بسبب عدم ثقتك في هذه القدرات وتلك المواهب..! أو لنقل تردّدك وشكك في أن هذه القدرات ستخذلك، ولن تمكنك من تحقيق أهدافك، وطموحاتك التي تهفو نفسك إليها..! إن عدم الثقة هذه، وهذا الشك والتردد إنما منبعه الشيطان الذي يدعوك إلى اليأس والقنوط، وإلى المكوث إلى الأرض، وعندما تستجيب لدعوته هذه يحين وقت افتراسك من قِبله..! فلا تجعل للشيطان عليك سبيلاً، وانطلق نحو النجاح بالعمل الدؤوب، واثقاً من أن الله سبحانه لن يضيع لك أجراً، ثم واثقاً في قدراتك وطاقاتك.. وستجد – إن شاء الله- الطريق ممهدة أمامك.. حتى وإن صادفتك عقبات أثناء السير، فبهذه الثقة ستتغلب عليها. إنك في حاجة ماسة ودائمة للسيطرة على عقلك الباطن..! ولن تتحقق لك هذه السيطرة إلاّ من خلال سيطرتك على عقلك الواعي..! وذلك بمحاربة الأفكار الخاطئة والهدّامة المترسبة فيه..! حرباً لا هوادة فيها..! وبطرد المخاوف والظنون السلبية التي قد تشل قدرتك على التفكير والتبصر..! فإن نجحت في هذه السيطرة فستكتشف أنك تمتلك الكثير من المواهب والقدرات والطاقات التي تمكنك من التغلب على العقبات والمشاكل، ومن ثم تسيطر على عقلك الباطن. أقنع نفسك دائماً بأن النجاح حليفك في النهاية، حتى وأنت في أحلك الظروف، وأصعب المواقف، فبرسمك الدائم للصورة المستقبلية الإيجابية، وترسيخها في عقلك الباطن، والنظر إليها دوماً بعقلك الواعي، ستبدل بهذا الرسم الصورة السلبية إن كانت قدر رُسمت في عقلك الباطن من قبل، وهذا التبديل في الموقف الذهني سوف ينسحب بكل تأكيـد بصـورته الإيجابية على حياتك، وسيكون دافعاً لك نحو النجاح..! ولنا في موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبلغ العبر، ذلك الموقف الذي تعرضت له دعوته، وجيشه، بل والمسلمين أجمعين.. وذلك في غزوة الأحزاب.. وكان موقفاً عصيباً تصفه آيات الله في كتابه الكريم أبلغ الوصف.. قال تعالى: (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. [الأحزاب: 10]، وقال تعالى: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً). [الأحزاب: 11]، وقال تعالى: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً). [الأحزاب: 12]. ومع كل ذلك نرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر المؤمنين بأنهم سيفتحون بـلاد أكبر قوتين في العالم في ذلك الحين الفرس والروم..! ويتلو عليهم قول الله سبحـانه (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ). [غافر: 51]. ويُثار التساؤل ثانية: هل هناك مجالات معينة تساعدك على أن تهيئ نفسك للنجاح قبل البدء في تنفيذ العمل.. أياً كان مجال هذا العمل؟ هناك العديد من المجالات والقواعد المعينة، والمساعدة على تحقيق ذلك.. منها: 1- أن تكون من أصحاب الفكر الإيجابي الفعّال: ألزمْ نفسك التفكير الإيجابي، وتخلص من أية ذكريات سلبية أليمة عالقة في ذهنك، وانظر إلى السبب وراء كل شيء يحدث لك.. وألق نظرة فاحصة على ماضيك الذي ولّى لترى إذا كان بإمكانك اكتشاف حالة ذهنية سلبية حدثت لك دون وعي منك. افحصْ عقلك الباطن جيـداً، وحدّد طبيعة صورك الفكرية الحالية المختزنة فيه، فإنك ستجد بعضاً من هذه الصور خاطئة وسلبية من شأنها أن تؤثر في طاقتك الإيجابية والخلاقة الكامنة في عقلك الباطن، فما عليك هنا إلاّ التخلص من هذه الصور الخاطئة، امحُها من شعورك ووعيك، واستبدلها بالصورة الذهنية الإيجابية الفعّالة، التي تجد فيها نفسك أقوى غير عابئة ولا خائفة من الصور السلبية الخاطئة..! وقد تكون الصور السلبية الكامنة في عقلك الباطن متولدة من ميلك إلى لوم الآخرين المحيطين بك، وأن ما يصيبك من آلام أو ظروف صعبة، إنما هُمْ السبب فيها.. وقد تكون أنت السبب، ولكنك لا تدري.. وهذه مشكلة.. يمكنك التغلب عليها بأن تطرح هذه الأفكار السلبية كلها جانباً.. وتعمل على تغيير رؤيتك كلها، وتبث في نفسك روح الثقة، وبأنك أقوى من أن تؤثر عليك أفكار الآخرين، أو تتأثر بما يفعلون، فإن تمالكت زمام نفسك، فستصبح قوياً حقاً. 2- ضع نجاحـاتك السابقة أمامك دوماً وأنت مقبل على البدء في تنفيذ عمل جديد: فهي تعمل على بث الثقة في نفسك، فأنت حققت نجاحات كثيرة سابقة.. وشعرت في وقتها وبعدها بشعور سعيد، وذكريات جميلة، فضلاً عن شعورك لتحقيق ذاتك. حاول أن تسترجع بشكل جلي وبكل وضوح كل الظروف التي أحاطت بك في لحظة النجاح، واسترجع الحالة السعيدة التي كنت عليها في تلك اللحظة، وتخيّلْ الآن تحقق النجاح في العمل الذي تقوم به.. فإذا استرجعت هذه الحالة السعيدة، ابدأ في تنفيذ عملك الذي بين يديك، فسرعان ما تشعر بانطلاق طاقاتك الخلاقة والفعّالة..! وستجد أنك لست في حاجة إلى حث نفسك ودفعها نحو العمل..! وبهذا تتغلب على المعاناة النفسية والجهد الزائد الذي كنت توجهه نحو دفع نفسك إلى بدْء العمل، ثم دفع طاقتك إلى تنفيذ العمل، فلم تعد في حاجة إلى الجهد الزائد في دفع الخمول عن نفسك، فهذا الجهد الزائد كان يجعلك تعتقد أن الصعوبات والعقبات تتراكم أمامك لتمنعك من بدء العمل، وقد كنت تتوقف كثيراً لتتخلص من شكوك ومخاوف لم تتضح حقيقتها لك بشكل واضح، وكنت تحيط نفسك بذكريات سلبية محبطة ناتجة عن تجربة إخفاق أو فشل تعرّضت لها في الماضي.. وتتوهم بأنك ستفشل في أي عمل جديد تقوم به، ولكن باسترجاعك لذكريات النجاح تخلصت من كل هذا قبل أن تبدأ العمل. 3- هيّئ نفسك على الإنجاز في صورة خطوات متتالية قبل البدء في العمل: فتصور الخطوات مسبقاً، والتفكير الصحيح في إنجاز هذه الخطوات يجعلك تنجز العمل دون عناء كبير..! 4- تدرّب على إكساب نفسك روح النجاح: ووجّه ذهنك نحو الأشياء ذات الشأن والتي تريد القيام بها، وتجاهل دومـاً الأعمال التي لا تمثل لك أهمية تُذكر، حتى لا تشغل نفسك عن إنجاز الأعمال الهامة، وضع في ذهنك أن النجاح يقود إلى النجاح، وليس مهماً أن يكون النجاح الأول كبيراً ليقود إلى نجاح أكبر. عليك أن تتذكر أن قطع مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، لابد أن تخطوها، ولا تجعل لبعد المسافة أي تأثير سلبي يعيقك عن الانطلاق..! ورسخ في ذهنك أنك من الناجحين والمتميزين، ومن الذين يبدؤون العمل، وكأن الفشل لا يعرف لهم طريقاً..! المصدر: - محمد بن علي شيبان العامري , مفتاحُك للعمل الجيّد , نقلاً عن موقع الإسلام اليوم / خاص. - محمود عيسى , العمل والنفس المهيأة للنجاح , المصدر (الناشر الإلكتروني الرئيسي لهذا المقال ): مهارات النجاح للتنمية البشرية