هطاي - دمشق - تركيا - أ ش أ
قالت وكالة الأنباء السورية إن وحدات الجيش السوري في منطقة جسر الشغور بمحافظة أدلب إكتشفت ما أسمتة بالمقبرة جماعية إرتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشغور بحضور أكثر من 20 وسيلة إعلام عربية وأجنبية. وأشارت الوكالة نقلاً عن مراسلها في أدلب أن فظائع إرتكبتها التنظيمات المسلحة بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعية في جسر الشغور. بينما نقلت الوكالة عن أهالي معرة النعمان بأنهم سيتصدون لأي شخص يحاول الإعتداء على أمنهم وأرزاقهم داعين الجيش للقبض على التنظيمات المسلحة ومحاسبتها على جرائمها من قتل للأبرياء ونهب وحرق للممتلكات والإعتداء على المقار الحكومية تعكس العقلية الإجرامية التي يمتلكها هؤلاء وغياب الحس الوطني والإنساني لديهم مشيرين إلى أنهم سيتصدون لمن يريد العبث بأمنهم والإعتداء على أرزاقهم. وأعلنت الوكالة عن أن التنظيمات الإرهابية المسلحة كانت قد قامت خلال الأيام الماضية بأعمال نهب وسلب وحرق لعدد من المنشآت العامة والخاصة والمقار الأمنية ومراكز الشرطة بهدف ترويع المواطنين الآمنين وإثارة الفوضى وبث الذعر في نفوس أبناء المدينة الذين أعدوا أنفسهم بالتعاون مع الفعاليات الإجتماعية والإقتصادية للتصدي للمجرمين وحماية مدنهم وقراهم من أى شر بالتعاون والتنسيق مع قوى الجيش والأمن.
وإستقبلت تركيا الأحد أكثر من 5 آلاف نازح سوري فروا من أعمال القتل والعنف التي ترتكبها القوات السورية. وذكرت مصادر تركية الأحد أنه تم استيعاب أكثر من 5 آلاف مواطن سوري غالبيتهم من النساء والأطفال في مخيمات أقيمت في محافظة هطاي الحدودية مع سوريا. وأشارت المصادر إلى استمرار تدفق المهاجرين على بلدة ألتن أوزو بمحافظة هطاي مع تصاعد القصف من جانب القوات السورية في بلدة جسر الشغور بمحافظة أدلب بشمال غرب سوريا المتاخمة للحدود التركية. وأضافت المصادر أنه يتم نقل الجرحى الذين يصلون إلى الحدود التركية إلى المستشفيات القريبة في محافظة هطاي؛ لتلقي العلاج.
ونفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تكون هناك نية لدى تركيا حالياً لإقامة منطقة عازلة داخل الحدود السورية للحد من تدفق اللاجئين الفارين من أعمال القمع والقتل في بلادهم. وأكد داود اوغلو - فى تصريح له الأحد عقب إدلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية في مدينة كونيا وسط تركيا، والتي يخوض الانتخابات فيها مرشحاً عن حزب العدالة والتنمية الحاكم - أن تركيا ستستضيف بقدر المستطاع، وبجهد الإمكان كل من يمكنها استضافتهم من المواطنين السوريين حتى عودة الأوضاع في البلاد إلى طبيعتها. وقال وزير الخارجية التركي إن أبوابنا مفتوحة أمام إخواننا السوريين، حتى تتحسن الأوضاع في بلادهم وتعود إلى طبيعتها.
وأشار داود أوغلو إلى أن 90% من اللاجئين القادمين من سوريا إلى تركيا هم من الأطفال والنساء والشيوخ. وكانت مصادر دبلوماسية تركية أشارت إلى أن خيار إقامة منطقة عازلة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين بالآلاف هو خيار مطروح على أجندة تركيا، لكن داود أوغلو أكد أنه لا توجد لتركيا في الفترة الحالية نية لإقامة منطقة عازلة مع سوريا وإنما إتخذت جميع الاستعدادات والتدابير الأولية اللازمة تجاه التطورات في سوريا.
وطالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بدعم مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده بالمشاركة مع فرنسا حول أعمال العنف الدائرة حالياً في سوريا من النظام الحاكم ضد شعبه. وقال - في لقاء مع قناة "سكاي" الإخبارية الأحد - "إن المشروع لا يطالب بأي أعمال عسكرية ضد سوريا". وكانت مظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد اندلعت في فبراير/شباط الماضي وانتشرت في أنحاء البلاد، في الوقت الذي لجأ فيه الآلاف من أبناء الشعب السوري إلى تركيا هرباً من أعمال العنف التي مارسها النظام الحاكم في سوريا. وأضاف هيج "لا يمكن أن نتوقع الوصول لقرار في مجلس الأمن مثل القرار 1973 الخاص بليبيا"، وذلك في إشارة إلى استخدام القوة ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وكانت المملكة المتحدة وفرنسا قد تقدما بمشروع قرار إلى مجلس الأمن؛ لإدانة قمع القوات السورية للمتظاهرين، ويلاقي مشروع القرار تأييد كل من ألمانيا والبرتغال. ويدين القرار العنف المستمر من النظام السوري وانتهاك السلطات السورية لحقوق الإنسان، ويطالب بوقف تام وفوري للعنف، كما يطالب بتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني. وأعرب هيج عن اعتقاده بأن الوقت مناسب لكي يقدم مجلس الأمن بياناً واضحاً يشمل ما قدمنا له في مشروع القرار. واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي اللبناني الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن ما يجري في سوريا حلقة في مسلسل تخريب المنطقة العربية وتفتيتها تقف الدوائر الاستعمارية خلفه، بهدف النيل من كل عناصر القوة في الأمة. وقال قبلان - في تصريح له الأحد - إن استهداف سوريا هو استهداف للدور الذي تلعبه باعتبارها خط الدفاع الأول عن الأمة الذي يحتضن قوى المقاومة والممانعة فيها؛ لذلك فإن السعي الاستعماري الذي تقوده الحركة الصهيونية يرتكز على إضعاف سوريا، تمهيداً لإخضاعها؛ لتكون إسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة في المنطقة على مختلف الأصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية. ودعا قبلان الشعب السوري إلى وعي المؤامرة التي تحاك ضد الأمة عموماً وسوريا خصوصاً من خلال ضرب وحدتهم الوطنية فلا ينخدعون بالشعارات الكاذبة التي تحمل السم في العسل، فلا يجوز أن تستغل المطالب المحقة بالإصلاح للقيام بأعمال قتل وتخريب وإرهاب، وعلى الشعب السوري أن يقف مع قيادته السياسية في التصدي لعناصر الفتنة والقتل والإرهاب والعمل على حفظ سوريا قوية مستقرة وإبعاد شبح الفتنة عنها. وأكد أن إحراق المؤسسات العامة وترهيب المدنيين وقتل العسكريين أعمال إرهابية لا تمت إلى الدين بصلة ولا تخدم عملية الإصلاح المنشود، وعلى السوريين أن يتشاوروا ويتعاونوا؛ لإطلاق عملية الحوار السياسي الذي يحقق الإصلاحات ويعيد الاستقرار لسوريا ويجنبها الفوضى والخراب. ومن ناحية آخرى، أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن ما يحدث في بعض البلدان العربية من قتل للشعوب التي تطالب بالحرية والديمقراطية وامتهان لكرامة الإنسان العربي على يد الحكام، دليل على سقوط هؤلاء الحكام سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً، وأن سقوطهم من فوق عروشهم أصبح قريباً جداً؛ ولأن القمع الوحشي للشعوب سيؤدي إلى وقوف العالم كله ضد هؤلاء الحكام، وأن أقرب الطرق لسقوط الحكام الظلمة هو لجوؤهم للحل الأمني الذي يرفضه كل حر في العالم العربي. وذكر - في تصريح له - الأحد أن الثورات العربية تأكيد على أن الشعوب العربية قد كشفت حقيقة المتاجرين بمآسي الأمة والمتآمرين على كيانها ووجودها، وأن الدماء التي تسيل على أرضنا هي الشموع التي تضيء في طريق الأجيال القادمة.**