تقرير: إيمان أنور
قرار مصر بفتح معبر رفح بشكل كامل أسعد الاشقاء الفلسطينيين وتسبب في رفع الحصار الكلى الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلية على قطاع غزة ولكن ما أن التقط الفلسطينيون انفاسهم عقب فتح المعبر الا واصدرت السلطات الفلسطينية في غزة قرار بغلق المعبر من جانبها.
الخبير الامنى اللواء سامح سيف اليزل قال لاخبار مصر أن مصر فتحت المعبر كى تسهل على الاشقاء الفلسطينيين الذين عانوا من الحصار لسنوات طويلة خاصة وان اسرائيل تغلق كافة المعابر الاخرى التى على حدود القطاع.
وأضاف ان مصر قامت بتسهيل العمليات الاجرائية الخاصة بالدخول والخروج اليها، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع من الطرف الاخر "حماس" أن تسهل الاجراءات كذلك.
و أوضح اليزل أن "حماس" اعلنت أن ذلك الاغلاق مؤقت لحين الانتهاء من اجراءات ادارية جديدة للسيطرة على عمليات العبور والعودة من و إلى قطاع غزة.
من جانبه، يرى السفير الفلسطينى سعيد كمال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق أن اغلاق حماس للمعبر قد يضر بالعلاقات المصرية الفلسطينية، مطالبا خالد مشعل بالتدخل لايقاف مثل تلك التصرفات نهائيا.
وقال "حماس تعترض على المعايير التى تضعها مصر للدخول والخروج من المعبر وهذه المعايير ذاتها هى التى تتبعها السلطات المصرية فى مطار القاهرة الدولى بل والتى تنتهجها كافة دول العالم"، مشيرا الى اعتقاده ان حماس باغلاق المعبر فانها تحاول الضغط على السلطات المصرية لتغيير تلك المعايير**.
من ناحية أخرى تضرر عدد من الفلسطينيين المقيمين بالقاهرة من اغلاق المعبر ومن الضوابط المتبعه عند الدخول والخروج.
نجلاء سالم - فلسطينية تقيم بالقاهرة منذ عام 2003 - اشتكت من عدم مقدرتها على السفر الى غزة بسبب تخوفها من اغلاق المعبر وبسبب عدم تجديد اقامتها هى وزوجها وابنائها.
وقالت "عند فتح المعبر شعرت اننى سأرى أهلى الذين حرمت منهم لسنوات ولكننى لم اقدم على السفر بسبب عدم تجديد اقامتنا".
و اضافت "نعيش في مصر منذ فترة وسمعتنا طيبة واقامتنا كانت تجدد كل خمسة اعوام ثم تعقدت أكثر وصارت كل عام والان بعد الثورة رفضت السلطات تجديد اقامتى انا ونحو 60 اسرة أخرى لدواعى قيل انها امنية".
واستكمل زوجها الحديث قائلا ان التراخيص اصبحت شديدة الصعوبه على الفلسطينيين، خاصة بسبب قيام البعض - سواء فلسطينيين او عراقيين - بعمل مشاريع وهمية مما تسبب في تضرر الجميع.
و اضاف "نحن الان مخالفين ونقيم بمصر بدون اقامة واولادنا في المدارس وحياتنا كلها في خطر وحتى اذا فكرنا في زيارة اهلنا فما الذي يضمن لنا العودة مرة اخرى خاصة في ظل الاوضاع الحاليه عند معبر رفح".**
من ناحيته قال د. بركات الفرا السفير الفلسطينى بالقاهرة أن حماس اغلقت المعبر بعد الاصلاحات التى وقعت عند البوابة من الجانب المصري، مشيرا إلى ان اجراءات دخول وخروج الفلسطينيين من والى غزة تحتاج الى تنسيق مسبق لمن هم فوق 18عاما واقل من 40 عاما - اذا لم يتحصلوا على الاقامة بمصر- اما السيدات والاطفال فلا عوائق امام دخولهم وخروجهم.
و أوضح أن الاجهزة الامنية المصرية هى المسئولة عن اعطاء الاقامات للفلسطينيين، مشيرا الى أن بعض المشاريع الوهمية تسببت في عرقلة حصول البعض على الاقامات.
وعن ذلك الامر قال الخبير الامنى سامح سيف اليزل ان من حق مصر أن تتحفظ على وجود اى شخص داخل ارضها، وانها تعيد تقييم العناصر الموجودة وقد يتم السماح لهم بالاقامه فيما بعد.