يوميات زوج سعيد جدا(8)
الناقل :
loaa
| الكاتب الأصلى :
من ايميلي
واليكم
الجــزء الثــامــن
كنت جالسا أتصفح كتابا شيقا عندما رن جرس الهاتف
تولت زوجتى الرد:
أهلا يا ماما إزيكم وحشتونا
( اللهم لطفك )
طبعا يا ماما
يا سلام ياريت دا يكون أحسن عيد
لأ طبعا.. أستأذن دا إيه دا حيفرح جدا
تحول اهتمامي عن الكتاب تماما وأنا أستشعر خطرا محدقا وتركزت كل حواسي مع المكالمة المشئومة.. هل سيأتون من مدينتهم إلينا؟؟؟؟؟؟
خلاص حيكون منتظركم
قفزت لأقف أمامها و أنا ألوح بيدى فى الهواء طالبا التروي
لا يا ماما تعب إيه هو عنده أجازة خمس أيام وفاضي خالص
( يا ويلى هلكت ورب الكعبة )
خلاص ياماما فى انتظاركم.. مع السلامة
ووضعت سماعة التليفون.. والتفت اليّ
وقالت:
خير كنت عاوز تقول حاجة؟
رباه هبني الصبر قبل أن اقبض على رقبتها وأتخلص من عذابى
قلت ثائراً:
وما فائدة السؤال الآن؟ أليس لي رأي فى هذا البيت؟
قالت:
رأي!!!!!! وهل قضاء أهلي للعيد معنا محتاج لرأي؟
قلت:
طبعا على الأقل اسأليني هل لدي استعداد أم لا
قالت:
كلهم خمس أيام أم أنك لا تطيق أهلي؟
قلت:
ربما هناك ظروف تمنعنا من استقبال أمك وأبوك
قالت:
أ .. أ .. أأ
قلت:
ما بك؟
قالت:
ومن قال أنهم أمي وأبي فقط
( يا دافع البلايا أغثنى )
سألتها:
ومن أيضا سيشرفنا؟
وكان الرد:
أختي عديلة وأولادها الأربعة لأن زوجها مسافر مأمورية عمل للخارج
قلت:
ما شاء الله أطربيني أطربيني
قالت:
خلاص سوف أتصل بأمي وأقول لها زوجي رفض
( ما أشد خبثك يا امرأة )
*******
ليلة العيد كنت واقفا فى محطة القطار منتظرا الجمع السعيد
تقاطر المسافرون وكان أول من هل عليّ حماي ثم حماتي وأخت زوجتي وأطفالها الأربعة
أظهرت الفرحة والحبور واستقبلتهم أحسن استقبال
مشيت وأنا أحمل مجموعة الحقائب حتى موقف السيارات
أخذت أرتب الحقائب فى السيارة وفجأة وضع أحدهم يداه على عيناي ولبث صامتا بينما تعالت الضحكات
تكلفت الابتسام، هل يتصابى حماي الأحمق
من؟
…..
من؟
أنااااااااااااااا
التفت لأجد أخو زوجتي الشاب والذى كان خارج البلاد لإتمام دراسته الجامعية يحتضننى قائلا: ما رأيك بهذه المفاجأة؟
( المصائب لا تأتى فرادى )
رددت:
مفاجأة رائعة حمدا لله على سلامتك ولكن كيف أتيت هنا؟
قال:
أتيت معهم على القطار ولكني تأخرت عنهم حتى أفاجئك
(وطبعا حتى أحمل كل الحقائب وحدي)
قلت:
أختك سوف تفرح جدا فلم تكن تتوقع حضورك
قال:
ههههههه لا.. هى تعرف ولكنى طلبت منها آلا تخبرك لكى تكون مفاجأة
(ياسماجة دمك يا أخي)
وصلنا المنزل وبمجرد أن أوقفت السيارة قفزوا منها وانطلقوا يصعدون السلالم جريا بدعوى شوقهم لزوجتي تاركين سائقهم (سعادتي) مع الحقائب العشر بلا معين
أنهيت وظيفة الشيال بنجاح و استقرت الحقائب بأمان موزعة بين غرف الشقة حسب التوجيهات الصادرة من زوجتي
*******
تتكون شقتي من ثلاث غرف وصالة.. غرفة النوم الكبيرة تحتلها زوجتي وأختها مع الأطفال السبعة
غرفة نوم الأطفال ويحتلها حماي حيث لا يحب أن يشاركه أحد غرفته.. وغرفة الاستقبال وتحتلها حماتي حيث تحب تشغيل الراديو طوال الليل ولا تنام إلا على صوته
وتبقى الصالة حيث ستكون مكان نومي أنا وذلك الأرعن
( عيد بأي حل عدت يا عيد )
تحدثنا فترة قصيرة حول الأشواق والأحوال ثم قامت زوجتي بصحبة أمها وأختها للداخل بدعوى تحضير العشاء.. والحقيقة لبدء جلسة نميمة معتبرة
بقيت أنا وحماي وأخو زوجتى
يعشق حماي الحديث فى السياسة بعقلية تتخلف عن الحاضر بنحو سبعمائة عام
وهو يحسب نفسه محللا سياسيا لا يبارى، وأن بمقدوره إصلاح أحوال البلاد والعباد لو تولى مقاليد الأمور لمدة أسبوع واحد، وهو إلى ذلك ذو لجاجة وحب جدال، ولا يتزحزح عن أراءه قيد أنملة، راميا من يخالفه بالعته والجنون
بدأ الحديث صائحا:
هل هذه حكومة؟.. القطار يسير بسرعة 70 كيلو ورائحة البنزين تفوح من كل مكان ألا توجد صيانة للمحركات؟
قلت:
احم احم تقصد رائحة الديزل.. القطار يسير بالديزل
قال:
نعم يا سيدى ؟!! ديزل ؟!! من قال لك ذلك؟
قلت:
هذا معروف
قال:
لا.. صحح معلوماتك يا سيدي الدفعة الأخيرة تسير بالبنزين.. الديزل مضر بالصحة
قلت:
ربما
قال ثائراً:
ماذا؟ ربما !!؟؟ هل تشك بكلامي؟
قلت:
معاذ الله.. آآه تذكرت فعلا القطار يسير بالبنزين
(مالي وللنقاش العقيم)
واصل:
كل هذا بسبب الارتماء فى أحضان الإتحاد السوفيتي
قلت مؤمنا على كلامه:
طبعا طبعا
استمر حماي فى الحديث عن مظاهر التبعية للاتحاد السوفيتى لمدة لا أعلمها حيث اننى منذ تزوجت بأبنته أكتسبت مهارة نادرة، حيث أقوم بالتركيز على المتحدث بعيناى وهز رأسي بانتظام مقنعا إياه بأننى أتابع ما يقول فى حين يكون عقلي غائبا تماما فى موضوع آخر
*******
حضر العشاء فهجم القوم هجمة مباركة على المائده العامرة فلم تمر عشر دقائق حتى كانت فى الغابرين
سألني أخو زوجتي إن كان لدينا خط دولى وأعرب عن سعادته البالغة لوجوده حيث انه متعب ولا يستطيع النزول لكابينة المكالمات الدولية، وهو يريد معايدة أصدقائه فى أمريكا
اتصل بأحدهم وصاح جزلا عندما علم أنه.. ويالا محاسن الصدف.. قد دعا جميع الأصدقاء إلى منزله وبالتالى سيوفر عليه الاتصال بهم، أخذ يحادث أصدقائه واحدا تلو الأخر مستعيدا معهم الذكريات، متكلفا القاء النكات السمجة، مرت ساعة وربع كليل المعذبين وعيناي معلقتان بعقرب الدقائق وهو يسدد الطعنات الى قلبي الواحدة تلو الأخرى
انتهت المكالمة التعسة وقد آذنت بهجرة ربع راتب الشهر القادم الى خزائن شركة الاتصالات
*******
أمسك حماى بالريموت كنترول الخاص بالتلفزيون عندما وجدني اتابع برنامجا لعمرو خالد واخذ يقلب القنوات حتى استقر على قناة تذيع مباراة لكرة القدم فى الدورى الانجليزي.. فاعلن هو وابنه عن سعادتهما البالغة حيث ان المباراة بين فريق حماي المفضل ليفربول وفريق مانشستر الذي يشجعة ابنه
اضطرت الى مجالستهما طبعا وانا اغالب الرغبة فى تكسير رأسيهما
اخذا يكيلان فاحش السباب لمدربي الفريقين لعدم مقدرتهما على تحقيق النصر وعندما سجل مانشستر هدفا قفز الابن فرحا فطار الطبق الذي كان ممسكا به ويضم بقايا قشر اللب المصري السوبر فاستقرت كلها على وجهي وشعري وقفاي
استفز الهدف حماي فتناول وسادة صغيرة من وسائد الانتريه وقذف بها شاشة التلفزيون، أخطأت الوسادة هدفها وانحرفت لتصيب الساعة التحفة التي اهدتني شركتي اياها كوني الموظف المثالي.. وارسلتها الى الحائط ومنه الى الارض لتصبح اثرا بعد عين
نظرت اليه مشدوها
فصرخ:
حد يحط ساعة زي دي بجانب التلفزيون.. انتو مش بتفهموا؟
التزمت الصمت حتى شارفت الساعة الثانية صباحا، تحرك الغزاة الى اماكن نومهم وتوسدت الارض حيث اخذ اخو زوجتي المرتبة الأسفنجية المخصصة لي لعدم معرفتي بقدومه أصلا
تعالى شخيره، بينما جافى النوم عيناي بانتظار ماسيصبنى خلال أيام العيد
أما ماحدث خلال تلك الايام فله قصة اخرى
*******
تابعووووووووووووووووووونا