النظام - الحرية - التعليم - الموهبة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : سليم محسن نجم العبوده | المصدر : www.arabnet5.com

النظام - الحرية - التعليم - الموهبة

النظام - الحرية - التعليم - الموهبة

النظام - الحرية - التعليم - الموهبة ... بقلم : سليم محسن نجم العبوده

 

هذا المقال لا يقرأ اجتزاءاً , ففي طياته افكارٌ و حقائق نتلمسها فمعنى الحرية مختلف هنا كما هو حال التعليم و الموهبة المجتمع , تتابعت افكارنا بتراتبية حتى ترى نفسك على ساحل البرنامج الوطني المفقود , و التخطيط الاستراتيجي المهمل .. مصيبة الاجيال العراقية بين يديك و لك القرار ان تكمل ان احببت ..


ما ساذكره لكم وجهة نظرٍ طالما اعتنقتها حلما , لم اعتقد يوما بأن هناك انسان فاشل , لكن هناك مثابر و متقاعس , كما ان لدي ايمان حد اليقين ان كل انسان على هذه البسيطة انما هو مختلف عن الاخرين اختلاف البنان في اطراف الاصابع , كذلك كل فرد منا يمتلك موهبة تولد معه كما تولد بذاته الغرائز التي تشبثه في الحياة فتعلمه تلقم الثدي و الرضاع و هو لم يبصر بعد من الدنيا ايُ شئ فالموهبة راسخة و موثوقة في كل بشري ثبوت القلب ايسر الصدر ..

و على ما تقدم ذكره فأن دور النظام القائم لحكم أي مجتمع هو بناء بيئة اجتماعية تنمو فيها المواهب و تتفجر خلالها الطاقات ربما ان هذا ما تصنعة الانظمة التي اصبح لها إدراك كامل بأهمية اصلاح المقدمات حتى تصح معها النتائج , فهيئة الارضية ألازمة للمراد فكان التخصص المفرط بالعلم الذي دفع بأتجاه القمة و الصدارة , فأذا بالحرية ليست ان تنتخب حاكما او ان تقول ما تريد بلا حساب او عقاب , بل انها اعمق مما نتصور فالحرية تعني ان تجد الافكار متسعا لأن تذوب فيه و تتفاعل مع اخرى , كذلك المواهب يجب ان تجد حاضنا لها يدعمها و ينميها موفرا للفكرة و الموهبة سبل الاستمرار و التأصل حتى تصبح مِكور حاملها لا ان تهمل و تترك لتضمحل و تموت فتتحول عقدة تنكس من كانت فيه الا الوراء بدلا من دفعهِ قدما ..


ان و جود الموهبة في كل ذات يؤكد فشل نظامنا الدراسي الكلاسيكي في تنميتها فكل تلميذٍ لهُ مهارات خاصة تميزه عن اقرانه فالبعض منهم تبدوا عنده ميول في الرياضيات و اخرين لهم ذات الميول لكنها في الادب و الجغرافيا و الرياضة و الفنون و اللغات .. ان التلاميذ الذين ينبغون في بعض المواد و لا يظهرون نبوغا في مواد دراسية بعينها هذا لا يعني ابدا ان مثل هؤلاء ناجحون في بعض الدروس و فاشلون بغيرها بل يؤكد بأنهم موهوبون في بعض الاختصاصات و غير موهوبين في اختصاصات اخرى .


افتراضنا بأن دور المدرسة في كل مراحلها حتى الجامعية منها يجب ان تراعى الموهبة فتنضج و تُغذى كي تكبُر و تتطور , اما المواد التي لا يجد التلميذ فيها نفسه فيضعف مستواه لا يعني ابدا انه فاشل لكنه يؤكد الموهوبة في الدروس نبغ فيها .. لكن نظام النجاح في العراق مبني على ان يكون تلامذتنا موهوبين في كافة المواد التي يدرسونها دون استثناء او تمايز, وهذا منطقيا غير ممكن ..في حين ترى الحياة المعاصرة تؤكد على الاختصاص الدقيق بالنتيجة يكون التلاميذ قد فقدوا بريق مواهبهم بسبب الضغوط المتشابكة للمواد المختلفة التي يدرسونها خصوصا و انهم لا يجدون ان من المجدي ان يحققوا مستوا علميا متميزا في بعض المواد التي لهم القدرة على الابداع فيها مقابل من يكون فيها الاخفاق واردا . .


هنا يأتي دور الاساليب الحديثة و المعاصرة في
التعليم , المعلم مثلا يحدد من خلال خبرته و ممارسته مع التلاميذ الدروس التي يبدع فيها تلامذته فيركز على مبدعيه في تلك المواد لكنه يخفف الضغط عليهم في الدروس التي لا يظهرون فيها تجاوبا ملموسا ولا يحققون التقدم المطلوب .. كذلك " للبطاقة المدرسية "دور بأعتبارها سجل للتلميذ كما هو معرف تدون فيه " سيرته الدراسية " و الاجتماعية للتلميذ . ان هذه البطاقة يجب ان تحتوي ضمن طياتها الدروس و المهارات التي يمتلكها التلميذ حتى عندما يتقدم في الدراسة كونها تعد دليل التعامل معه على اساس ما يمتلكه من مهارات و بهذا تكون المنظومة التعليمية قد ساهمت مساهمة مباشرة و فعالة في تراتبية منطقية لبناء قدرات الفرد و تطويرها ايجابيا و هذا يسهم مباشرة في بناء مجتمع مبني على اجيال تعتمد الاختصاص في حياتها وليس مبدأ ان تعرف " السبعة صنائع" انما مبدأ " الابداع في صنعة واحد " ..


اما في مدارسنا العراقية مع الاسف فأن حصص " التربية الفنية و التربية الرياضية و الموسيقى " فهي ليست بذات قيمة نهائيا بل انها مقترنه في اثناء الدوام بمصطلح " الشاغر " في حين ان الدول التي تعرف اهمية التعليم كرافد من روافد المجتمع الواعي يعدون حصص " التربية الفنية و التربية الرياضية و الموسيقى " من الحصص المقدسة ذات اولوية تفوق مادة الرياضيات و الفيزياء و غيرها من الدورس الاساسية بأعتباراتنا , كون هذه الدروس ليست دروس ترفيهية بل انها تقويمية و تقييمية فمن خلالها ينفس التلميذ عن مكنوناته العاطفية و انفعالاته العصبية . فكيف هو حال التلميذ بأعتقادكم نفسيا و عصبيا و عاطفيا في يوم دراسي مزدحم حين يدخل الى درس الرياضيات الذي غالبا ما يتجاوز مدرسوه على فسحة تليه حتى ينقض عليهم مدرس الفيزياء تاركا اياهم اشلاءا تحت سرف مدرس اللغة الانكليزية تاركا اياهم صرعى تحت مطرقة اللغة العربية و سندان الكيمياء و الاجتماعيات , ان هذا الاسلوب التدريسي اصبح اليوم عبارة عن كارثة انسانية اكثر منه اسلوب تعليم .


لذلك فالحرية في حقيقتها هي ليست المطالبة بمفردات البطاقة التموينية التي حولت الشعب العراقي الى شعب داجن يأكل ما لا ينتج حتى اهمل الزراعة او الكهرباء التي تكاد تسبب انقطاعاتها ان لم تكن تتسببت فعلا لملايين العراقيين الرازحين تحت الانقطاعات الكهربائية عقد نفسية تتراوح ما بين الكآبة و داء التوحد و الشيزوفرينيا يجب ان تنضج مطالباتنا بأن توفر للمجتمع بيئة صحية صحيحة تعني الحرية فيها احتضان و تنمية المواهب و احترام الاختصاص بعيدا عن الحلول الجزئية المرتجلة التي لا تتسبب الا بهدر المزيد من الاموال و الوقت نريد مجتمعا يحترم نفسه من خلال البيئة التي توفر له حتى لو لزم ذلك بناء مدن جديده متكاملة في مناطق بعيده عن المدن الخرائب المليئة بالمشاكل و الضوضاء و التلوث من كل حدب و صوب , كما و اتمنى ان يلغى درس " التربية الوطنية " في جميع المراحل وان تستبدل بمادتين هما " روح الديمقراطية " و الثاني " بناء قدرات الشباب " نحن بحاجة الى بناء الإنسان من المراحل الابتدائية بناءا حقيقيا رصينا يجب ان تحول المدارس الى مصانع لإنتاج إنسان موهوب صالح واقعي فعال .. و ان نبتعد كثيرا عن السير في اسلوب عسكرة المجتمع فلم تجني به الأنظمة السابقة غير الخراب و الدمار. لهذا لا يمكن ان يتقدم العراق دولة و شعبا خطوة واحدة و سيبقى انتاج و تصدير النفط مجرد استنزاف ما لم تحكم النظام العراقي بخطط إستراتيجية بعيدة و متوسطة و قصيرة المدى موضوعة على اساس تعداد سكاني دقيق يعتمد " البصمة " لأبعاد البطاقات التي زورها الناس للاحتيال على نظام البطاقة التموينية ، حينها فقط يكون رئيس الوزراء مجرد موظف يكمل ما بدأه الآخرون , ضمن برنامج وطني يستفتى عليه الشعب فيكون برنامجا ملزم التطبيق حاله حال الدستور, الذيهو الاخر بحاجة الى رتوش .


طرق التعليم في المدارس العراقية يجب ان تتغير بما يلائم متطلبات المرحلة و المستقبل , بقاء الاساليب التقليدية البالية في تقييم التلاميذ اسلوب عقيم يقتل المواهب و يكرس عقدة الفشل في نفوس ابنائنا , العالم بأسره يضع سبل البحث عن الموهبة سواء في المدرسة و الاعلام " الموهبة " ايا كانت و في أي مجال ,هي ثروة و طنية و قومية لا يجوز اهدارها بأي شكل من الاشكال , في الختام في كل رأس عقل و في كل عقل موهبة, و الحرية ليس كلاما شططا بل بيئة يتحرر فيها الفكر و تنمو فيه المواهب فيتجذر الاختصاص , ان ابقاء المياه راكدة يثير التساؤلات ما الجدوى من التغيير .