عبرة

الناقل : adham ahmed

عبــــــــــــــــرررررررة




......


كان أحد العلماء يسير بجوار نهر فلفت انتباهه عقرب خرجت مسرعة من بين الأشجار قاصدة النهر فلما اقتربت منه إذا بسلحفاة تخرج فتقف بجوار النهر فأتت العقرب إليها وصعدت على ظهرها فاستدارت السلحفاة وعادت إلى النهر قد اتخذتها العقرب مركبا تريد الضفة الأخرى فقال العالم : والله إن هذا المشهد العجيب لسبب أعجب !! فخاض الماء وراءهما ، فلما وصلت...ا إلى الجانب الآخر نزلت العقرب من على السلحفاة واتجهت مسرعة إلى الأشجار وكأنها تأخرت على موعد والعالم وارءها فإذ بها تتجه لرجل كان نائما تحت ظل شجرة ، فأسرع العالم نحوها خشية ان تلدغ النائم فلما اقترب إذا به يقف مذهولا لذلك المنظر : ثعبان ضخم قد فغر فاه يريد أن يلدغ النائم فإذا بتلك العقرب تصعد على ظهر الثعبان مسرعة باتجاه رأسه فلدغته عليه فأخذ ذلك الثعبان يتلوى ويتلوى لحظات وقد أصبح ممددا بجوار النائم ميتا .. فوقف العالم يبكي لذلك الحفظ الإلهي العجيب ، وأيقظ النائم يخبره بما رأى ، فصدم العالم صدمة زادت من بكاءه إذا به بشم رائحة الخمر من النائم فصرخ العالم في وجه ذلك السكران ودموعه تبلل وجهه : يا هذا لقد رأيت من حفظ الله لك عجبا.. ثم أخبره بالقصة..فانفجر السكران بالبكاء و رفع رأسه للسماء و قال وهو ينتحب : يحفظني وأعصيه .. يحفظني وأعصيه..لا شربت الخمر أبدا لا شربت الخمر أبدا.. وأخذ يجري بين الأشجار وهو يردد تلك العبارات : يحفظني وأعصيه يحفظني وأعصيه لا شربت الخمر أبدا لا شربت الخمر أبدا.. فتاب وأناب وأصبح من العباد..أحبتي مما نعجب من رحمة الله.. أم من حفظه جل في علاه..أم من فضله على ذلك العاصي أن منّ عليه وهداه.. نسأله من فضله العظيم..وجوده العميم........أحبتي ما أجمله من نداء من فاطر الأرض والسماء يدعوك وهو الغني وأنت الفقير ..هو القوي وأنت الضعيف..هو العزيز وأنت الذليل..يدعوك وهو ليس بحاجتك وأنت لا غنى لك عنه طرفة عين..يدعوك لصلاحك.. لفلاحك ..لسعادتك((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)) تأمل ((قل يا عبادي)) ما قال يا مذنبون يا عصاة يا فجرة يا كفرة .. بل يناديهم بأجمل الألقاب وأحبها إليه جلا وعلا ..وتأمل ((أسرفوا))أي تجاوزوا الحد.. ذنوب ليس لها حد ولا عد من حيث الكم والكيف((لا تقنطوا))لا تيأسوا ((إن الله يغفر الذنوب جميعا))أي ذنب كان حتى لو الكفر والشرك الله يغفره إن تاب العبد منه قبل مماته ..قال تعالى ((وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى))..