في داخل كل منا شيئان متضادان : الحنان والقسوة الصمت والثرثرة الطيبة والمكر المدافعة والهجوم نحن لا نريد أن نكون أصحاب وجهين كما يقال لكننا بالفطرة كذلك ومن أجل هذا نحن نثور ونغضب ونضحك ونبكي في الوقت ذاته لكننا نخفي مشاعرنا عن الغرباء و الغريب هنا قد يكون أكثر الناس قرباً منا الإنسان المثالي ليس هو الحنون أو القوي بل الذي يكون فيه شيء من كل شيء فكما هي الأشياء تعرف بضدها كما هي تعيش بضدها أيضاً معرفتنا للشر الموجود في داخلنا تقودنا إلى طريق الخير و تعرفنا على البخل في داخلنا يقودنا إلى طريق الكرم ولقاؤنا بالغضب في داخلنا يقودنا إلى طريق الحلم بدون الأشياء السيئة , والصفات السيئة لن نصل إلى طريق الخير أسمع ما يقول إن هذا إنسان مثالي وذاك إنسان سيء في الواقع كلنا مثاليون و من جانب آخر , كلنا نتشارك الصفات السيئة ذاتها لكن بقدر مختلف لا يوجد إنسان كامل , سواء أكان فيلسوفاً أو حكيماً أو راهباً أو حتى قائد أعظم أمة في التاريخ بل بقدر عظمة الإنسان , بقدر ما تكون له هفوات عظيمة , وأخطاء مرعبة قال لي أحدهم يوماً , إن الله خلق بشراً معصومين بالمطلق من الخطاء لكني وإن استثنيت الأنبياء و الرسل فلا شيء في الدنيا معصوماً من الخطأ وتلك هي مثالية الجمال الكامل