بسم الله الرّحمن الرّحيم اللهم انفع بنا المسلمين من أول الأرض إلى أقصاها لا نبغي من ذلك لا جزاء و لا شكورا إلا رحمة منك ورضوانا شجرة الصلاة للأطفال و لليافعين والشباب تعريف بالشجرة : هي رسم لشجرة تحتوي على أربعة أغصان رئيسية تحدد الأسابيع الأربعة للشهر وتحتوي على (31) غصن فرعي يحدد عدد أيام الشهر, كلّ غصن فرعي من هذه الأغصان يحتوي على خمسة أوراق نباتية تحدد الصلوات الخمسة المفروضة باللاضافة إلى وجود ثمرة على كل غصن فرعي يحدد الصدقة اليومية. الرجاء النقر على العنوان التالي لكي ترى الشجرة http://photobucket.com/albums/v667/imagepost/ طريقة العمل : نبدأ الشجرة مع بداية اليوم الأول من الشهر من الغصن الفرعي الأول من الأسبوع الأول و يتم تلوين ورقة نباتية واحدة بعد كل صلاة فإذا صلّيت الصلاة في وقتها لوّنا الورقة بالأخضر أما إذا انقضى وقت الصلاة ودخل وقت الصلاة التالية تقضى الصلاة ثم تلوّن الورقة بالأصفر, أما بالنسبة للثمرة فإنها تلوّن بالأحمر عند القيام بصدقة في نفس اليوم و هذه الصدقة إما أن تكون (مادية أو معنوية ) و هي تختلف عن بر الوالدين . الهدف من الشجرة : تشجيع الطفل على الصلاة بطريقة ممتعة وحثه على الصبر عليها للحصول في النهاية على شجرة تامة الاخضرار للوصول في نهاية الأمر للمكافأة الموعودة . وتمكن هذه الشجرة اليافعين من مراقبة صلاتهم ليعرفوا في النهاية نسبة الصلوات الحاضرة منها بالنسبة للمقضية من خلال المنظر النهائي للشجرة فيراجعوا أنفسهم ليتداركوا التقصير ومن الممكن عمل مصنف للصلوات و جمع هذه الأشجار فيه و الهدف من ذلك مراقبة حالة الصلاة في كل شهر بالنسبة للشهر الذي قبله وبالنسبة للأشهر السابقة و يمكن أن تحفظ كذكرى , و يكتب في أعلى كل صفحة الشهر والسنة و الاسم . قصة هذه الشجرة : بدأت هذه الفكرة عندما كنت جالسة يوما أقلب المحطات الفضائية فتكون إرادة الله أن أستقر على قناة اقرأ الفضائية (جزى الله العاملين عليها خير الجزاء ) وكان يعرض وقتها الدقائق الأخيرة من مجلة المرأة المسلمة للأخت دعاء عامر فتقول بما في معناه : (و الآن وقبل أن نختم هذه الحلقة اقرأ لكم رسالة بعثت بها لي الأختx وهي من مصر تعلمنا فيها طريقة اتبعتها مع أولادها لحثهم على الصلاة ) وأظن أنها رسمت لنا هذه الشجرة على السبورة , وكانت شجرة ذات سبعة فروع يدل كل فرع منها على يوم من أيام الأسبوع وتستخدم كما ذكرنا سابقا. ( أتمنى أن نتعرف إلى الأختx ) . و بعد الحلقة بفترة من الزمن أخبرت زوجي عنها ( وهو رسام محترف يرسم بشكل يدوي وعلى الحاسوب ) و طلبت أن يرسم لي شجرة تشبه بفكرتها الشجرة التي شاهدتها في التلفاز لكنها تحدد شهرا كاملا أستعين بها على تدريب بناتي على الصلاة وبعد سلسلة من التعديلات و الإضافات أصبحت هذه الشجرة (بعون الله و فضله )على ما هي عليه الآن وقد أرسلتها مع بداية الصيف إلى موقع (للأستاذ عمرو خالد ) عن طريق بعض الأصدقاء ولكن مشيئة الله جعلتها لا تصل لعدة أسباب وكان في ذلك منفعة كبيرة لم أحسها في البداية ولم أشعر بها إلا عندما بدأت بتطبيق هذه الشجرة بشكل عملي على ابنتّي وعلى أولاد صديقاتي حصلت من خلالها على خبرة لا بأس بها في هذا المجال . إما بالنسبة لابنتّي ( 8) و (5) عاما الآن فانهما و من وقتها لم تفوتا صلاة عن قصد أبدا و الحمد لله و قد توقفت عن تلوين الأشجار لهما وعن تقديم الهدايا لأجل الصلاة فلم أعد بحاجة لذلك الآن, بل يكفيهما أن أقول لهما تقبل الله بعد الانتهاء من الصلاة فتقوم بمقام الهدية بالنسبة لهما, وهما تواظبان أيضا على عمل صدقة واحدة على الأقل كل يوم, وباستخدام طريقة إضافية (سنبحثها لاحقا بإذن الله) أصبحت صلاتهما كأحسن ما يصلي المصلي المتقن وتستطيع ذلك كل منهما بمفردها ( وقد فاجأتني ابنتي ذات الخمسة سنوات بصلاتها التي لا يوجد فيها أية أخطاء( من النية وحتى التسليم مع معرفة عدد الركع لكل صلاة ) ولله الفضل. تحري الحكمة في استخدام الشجرة مع الأطفال : · قبل كل شئ يكلّم الطفل عن الصلاة وأهميتها للمسلم وأن الصلاة يجب أن تكون خالصة لله وحده وليست لأي هدف آخر ويؤكد على هذا المعنى . · تعلق شجرة لكل طفل في البيت على خزانته أو في أي مكان ظاهر مفضل لديه ، ولا يهمل أي طفل موجود في البيت حتى ولو كان صغيرا على الصلاة( يكفي أن يملك الوعي الكافي لذلك ) فان كان الطفل ذو السنتين واعيا لحد مقبول يعرف معها ما يقول وما يقال له فمن الضروري عندها إشراكه مع إخوته حتى لا ينعكس ذلك سلبا على شخصيته فان لم يكن له إخوة أكبر منه فليس من الضروري أن نبدأ معه استخدام هذه الشجرة من عمر صغير جدا ( ملاحظة: هنالك أطفال لديهم القدرة على ترتيل القرآن الكريم غيبا في عمر السنتين ومنهن ابنتي الكبرى والحمد لله وكم شاهدنا فتيات لم يتجاوز عمرهن السنتين ترددن الأغاني الهابطة والإعلانات من التلفاز و تبقى المسألة مسألة توجيه) . · تلون الأم الشجرة بنفسها لطفلها إذا أحست منه مللا , ويبرز هنا تشجيع الأب والذي له دو كبير دائما . · يجب أن لا تكون كل أعمال الطفل مقرونة بالهدايا مهما كان عمره مع الانتباه لضرورة الترغيب في طاعة الله والتقرب منه أولا , والترهيب من الله تعالى و غضبه ضروري لكن في مراحل متقدمة من نمو الطفل الفكري والروحي ويحذر دائما من تخويف الأطفال الصغار من الله ومن أي أمور أخرى فنقول له مثلا ( الصلاة من شأنك وهي باختيارك أنت ستحاسب عليها وفي النهاية هي جنتك ). · يدعى الطفل للصلاة بأسلوب محبب رقيق مثلا (هيا إلى الجنة هيا إلى الجنة الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله ) وذلك في البداية فقط حتى لا يتعلمها على أنها إقامة الصلاة . · يجب أن تكون صلاة الطفل بداية في جماعة مع والديه أو مع أحدهما ويفضل رفع الصوت نسبيا أثناء الصلاة بشرط أن لا يصل صوت المرأة إلى مسمع غير محارمها ( وهي فتوى سمعتها على قناة اقرأ فان كان هنالك خطأ فيها فأرجوا إعلامي جزاكم الله خيرا ). · يجب الانتباه إلى أن الأطفال ( حتى عمر معين يختلف من طفل لآخر ) لا يستطيعون التمييز بين دخول الوقت وبين الخروج منه لعدم قدرتهم على قراءة التوقيت على الساعة وعلى حفظ أوقات الصلاة فعندها إما أن يدرب على الصلاة بعد سماع الأذان مباشرة أو أن يذكر بكل صلاة ولا يحاسب على صلاة لم يذكر بها فان ذكر بها و تجاهلها لتكاسل أو لطيش أو بسبب متابعته للتلفاز أو بسبب اللعب ففاتته حوسب عليها بورقة صفراء . · عدم القسوة على الطفل حتى لا يصاب بالعند و النفور ويجوز أحيانا مسامحته على صلاة تفوته عن قصد إذا كانت رؤية شجرته من( جده أو أبوه أومن أي شخص يشجعه ) وعليها ورقة صفراء أمر يحبطه على أن توضع شروط صارمة على تكرار مثل ذلك التقصير وقد تلون بالأصفر مبدأ يا أو تترك بدون تلوين مع وعد الطفل بجعلها خضراء عند انتهاء الشهر في حال كانت نتائج باقي صلواته مرضية. · يلاحظ أن مللا يبدأ بعد الانتهاء من الأسبوع الأول أو الثالث على أبعد تقدير وذلك بالنسبة للأم و الطفل فعندها يجب تشجيع الطفل عند الإحساس ببدء ظهور علامات الملل بجعل المكافأة عند الانتهاء من كل أسبوع على حدى أو عند منتصف كل شهر أما بالنسبة لتشجيع الأم فيكون ( بتذكر الموت الذي ينقطع به عمل ابن آدم إلا من ثلاث ... احدها انقطاع العمل إلا من ولد صالح يدعو له ). · من الممكن جعل المكافأة لأول شجرة كاملة يقدمها الطفل على شكل حفلات ميلاد الأطفال (التي يقوم بها الكثيرون عن جهالة ) فنجعل فيها الحلوى المزينة بالشموع والزينة والبالونات وتقدم فيها الهدايا من الأهل والأصدقاء نرفع بها معنويات الطفل ونشجع بها بقية الأطفال على تقليده ويمكن أن نلتقط صورة للطفل وهو يمسك بشجرته كشهادة له على مثابرته والتزامه . · في حال كان الطفل الكبير كثير الحركة في الصلاة ينبه إلى ذلك أول مرة أو أكثر بحسب نشاط الطفل الحركي فإذا تكرر ذلك كثيرا مع ملاحظة عدم وجود بوادر تحسن يطلب منه إعادة الصلاة مع الإجادة فيها أو تلون الورقة بالأصفر إذا امتنع. · أما الطفل الصغير فيكفي وقوفه قليلا بجانب أمه والتسليم معها لاحقا لتكون ورقته خضراء مع قبلة له آخر الصلاة و التمني عليه أن تكون صلاته أفضل في المرة القادمة لكن دون تعنيف . صدقة اليوم : لقد كان لها تأثيرا كبيرا على أطفالي فإذا انقضى اليوم وجاء وقت النوم ولم يقمنّ بالصدقة المرضية لي يبدأ البحث عما يجعل ثمرتهم حمراء ولو كلفهنّ ذلك التبرع باللعبة المفضلة لديهنّ ، وتلون الثمار بحسب عمر الطفل بالنسبة للأطفال الصغار جدا يكفي أن يساعد أمه في البيت ( أو حتى إعطاء أبيه كلساته ).إما بالنسبة للأطفال الكبار فمساعدة الأم في أعمال المنزل تعد واجبا وتكتب لهم برا ( وسأتكلم لاحقا عن تطبيقات الشجرة في موضوع البر ) لذلك يمكن أن يوضع في البيت حصالة مخصصة للصدقات إذا أحب الطفل أن يتصدق بجزء من مصروفه وفي نهاية الشهر أو بعد عدة أشهر تعطى للفقراء أو من الممكن أن يساعد أخوته على تعلم الصلاة أو حفظ القرآن الكريم و( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .. صلاة الفجر: يجب أن يعرف الطفل بجدية أن صلاة الفجر واجبة و ضرورية و أنها لا تقبل بعد شروق الشمس ولكن حسب رأيي يكفي أن يصلي الطفل الصغير صلاة الفجر عند استيقاظه صباحا قبل ذهابه إلى المدرسة ( أرجوا الحوار حول هذه النقطة ) . الوضوء: حسب عمر الطفل و حالة الطقس وان شاء الله سنتوسع في هذا الموضوع لاحقا ( أرجوا الحوار). في بر الوالدين : نستطيع أن نلوّن الغصن الفرعي الذي يحدد اليوم باللون البني إذا كان الطفل بارا في هذا اليوم أو أسود إن لم يكن كذلك. في صلة الرحم : نستطيع أن نلوّن الغصن الرئيسي الذي يحدد الأسبوع باللون البني إذا قام الطفل مع أهله أو عبر الهاتف بصلة رحم في ذلك الأسبوع و أسود إن لم يفعل . في صلاة السنّة: هناك سنن مع كل صلاة مفروضة لا يجب إهمالها عند اليافعين و الشباب عند ذلك نلوّن الورقة التي صلى فيها اليافع الفرض و السنة كما وردت مظللة بالأخضر (أي نصف الورقة أغمق من النصف الآخر) اقترحت أخت أن تُستخدم الثمرة لبر الوالدين لأنها أهم أما رأيي فمن خلال تجربتي مع الأطفال دون العاشرة رأيت أن عندهم الصلاة و الصدقة وكل الأمور الدينية مندمجة مع البر بشكل وثيق لأنها طاعة للوالدين رغم التوجيه الدائم لهم أنها طاعة لله تعالى و تنفصل العبادة عن البر بعد فترة من الزمن و بتقدم العمر لنجد عندها أناسا بارين غير عابدين و آخرين عابدين غير بارين نعوذ بالله من النوعين لذلك أقترح أن يتم استخدام الثمرة بحسب رؤية الأهل لحاجة الطفل في كل مرحلة عمرية وخاصة أن الأطفال في السنين العشرة الأولى يخطئون كثيرا و يعتذرون كثيرا و لا يعون البر بمعناه العميق.