التلقيح الاصطناعي عبارة عن إدخال حيوانات منوية مستخرجة من الزوج في المسالك التناسلية للزوجة بهدف الإخصاب والإنجاب ولا يتم ذلك عن طريق الممارسة الجنسية المباشرة بين الزوج والزوجة وإنما بحقن السائل المنوي بطريقة اصطناعية بواسطة المخصص لذلك وقد يلجأ إليه الطبيب في حالة الفشل في معالجة العقم وكتدبير لمساعدة الزوجين للحصول على طفل .
يكون التلقيح الاصطناعي بمني الزوج في الحالات التالية :
للتلقيح الاصطناعي " الخارجي " أي من متبرع مجهول الهوية، موانع اجتماعية وقانونية ونفسية وأخلاقية . والزوجان اللذان يقدمان طوعا على إجراء مثل هذه العمليات يعيان تماما أنهما يتحملان أكبر مسؤولية اجتماعية إلى جانب المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تدوم مدى الحياة ومدى الأجيال التي ستلي . وكذلك الطبيب الذي يقدم على إجراء هذا النوع من التلقيح في الدول التي يسمح به فيها يتحمل هو الآخر جزءا من هذه المسؤولية لأن مهمته لا تنتهي عند وضع النطف " الغربية " في الرحم الزوجة، بل إنها تبتدئ منذ اللحظة التي يتكون فيها هذا المخلوق الجديد، أي منذ اللحظة التي تنشأ فيها العلاقات العائلية والعاطفية الجديدة بين الأم والأب والطفل المرتجى . لذا، فإن هذه العملية لا تتم بلا قيود يلتزم بها كل من الطبيب والزوج والزوجة .
على الطبيب قبل أن يوافق على إجراء التلقيح الاصطناعي بواسطة نطف رجل آخر أن يتأكد بكامل إمكانياته من جدارة الزوج وكذلك الزوجة واستعدادهما لاستقبال هذا المخلوق الجديد وتأهبها لإعطائه كل الحقوق العائلية والمدنية المترتبة على ذلك . وقد يتطلب هذا القرار عقد عدة جلسات ومحادثات مع الزوجين وإعطاءهما الوقت الكافي لدراسة وضعهما بعمق وتفكير غير مشوب بالمواقف الضاغطة الآنية والمصالح العابرة . وعلى الزوج الذي يرضي بكامل موافقته وإرادته ووعيه، أن تنجب زوجته طفلا بواسطة مني من متبرع مجهول الهوية، الإقرار بأنه هو الأب الشرعي لهذا الطفل منذ لحظة ولادته ما يترتب، من جراء ذلك، من مسؤوليات خاصة إذا أدرك بأنه المسؤول عن عقم زوجته ! ثم ماذا عن صاحب المني ؟
مع كل هذه القيود تبقى المغالطات واضحة بمجرد إقرار رجل بأبوته الشرعية لطفل يدري تماما أنه ليس من صلبه وامرأة ترضى بأن تلقح بمني رجل لا تربطها به رابطة، وهي على ذمة رجل آخر.
لعل أهم الصعوبات التي تعترض الأطباء في هذا المجال هي التالية :
هذا مع العلم أن عملية التلقيح في أنبوب المختبر ( طفل الأنابيب) لم تعد مقتصرة على النساء اللواتي بعانين من انسداد في الأنابيب الرحمية فقط، كما كان الحال في السابق، بل أصبح إجراؤها موصى به عندما تكون المرأة مصابة بمرض الأندوميتريوز، أي مرض الخلايا المفرزة للدم الشهري، أو عندما يكون عدد النطف المنوية عند الزوج منخفضا للغاية، أو عندما تكون أسباب العقم مجهولة وغير مفهومة .
وفي صدد الحديث عن الطرق المتبعة اليوم في التلقيح الاصطناعي والتطور الهائل الحاصل في هذا المجال، لا بد من الإشارة السريعة لطريقة الاستنساخ المبتكرة حديثا في التخصيب الاصطناعي ولو باقتضاب قدر الإمكان وذلك تعميما للمعرفة، نظرا لما تحمله هذه الطريقة من أهمية بالغة في مجال الهندسة الوراثية والتناسل وتطوير علم الأجنة في المستقبل القريب والبعيد .