توجيه حول الوصية المكذوبة المنسوبة إلى الشيخ أحمد حامل مفاتيح الحرم

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 


بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

بين كل فترة وأخرى، وبين كل آونة وآونة تعود إلينا هذه الوصية المزعومة، والتي تصدر دائماً تحت اسم الشيخ أحمد، حامل مفاتيح حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الوصية تنتشر -كما قلت- وكلما غابت عادت، يقول في بدايتها هذه المرة: إنه كان في ليلة يقرأ القرآن في


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد : فهذه الوصية قد علمناها من دهرٍ طويل، وإذا كان ما ذكرتم في السؤال كل ما ذهبت عادت، وكل ما نسيت بعثت، ولها مروجون من الناس في سائر أقطار الدنيا، باسم خادم الحجرة النبوية، وتارةً باسم حامل مفاتيح الحجرة النبوية أو المسجد النبوي، وله فيها عبارات وألفاظ متنوعة ويقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاه وقال له كذا وكذا، أنه مات أربعون ألفاً ميتة جاهلية، ويقول بأنه يطلع نجم حول الشمس وأنه متى طلع هذا النجم ترونه ولا تقبل الصلوات والعبادات بعد ذلك، ويقول أن من جاءته هذه الوصية فأهملها وأضاعها يأثم إثماً كثيراً، ومن بلغته ولم ينشرها يخرج من رحمة الله! ويقول: من وزع منها خمساً وعشرين نسخة حصل له كذا وكذا وكذا، إلى غير هذا من الخرافات، وهذه الوصية باطلة لا أساس لها، وليس هناك أحمد خادم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، كل هذا كذب، ليس هناك شخص يقال له أحمد، وليس هناك وصية، وإنما هذه من كذب الكذابين، أناس يفترون الكذب ويكتبون مثل هذه الوصايا الباطلة، وينسبونها إلى من شاءوا من الناس، وكل ذلك لا أصل له، وقد سبق أن كتبنا في إبطال هذه الوصية كتابة من أكثر من عشر سنوات، ووزعناها في الداخل والخارج بعدة لغات، ليفهم المسلمون بطلانها وأنها لا أساس لها، وأن الواجب على من وقعت في يده أن يمزقها ويتلفها وينبه الناس على بطلانها. المصحف الذي هو كلام الله -عز وجل-، لو أن الإنسان ما كتبه ما عليه شيء، ولا بأس عليه، وهذا يقول: من بلغته ولم ينشرها يخرج من رحمة الله!! هذا من أبطل الباطل، ويقول: من كتب منها خمساً وعشرين نسخة ووزعها يحصل له كذا وكذا، وفوائد كذا وكذا، ومن أعرض عنها يفقد فوائد، ويموت ولده، ولَّا يموت كذا ولا يموت كذا أو كذا، أو تصيبه كارثة، كل هذا باطل. القرآن نفسه لو وزع منه مائة نسخة أو كذا أو كذا فهو مأجور، لكن لا يحصل له هذا الذي قال هذا الكذاب، ولا يكون عليه خطر لو لم يوزع، لو عاش الدهر كله ولم يوزع المصحف لا بأس عليه، للمصحف من يوزعه ومن يبيعه، ومن ينشره بين الناس، ولو أنه اشتراه من السوق وقرأ فيه ولم يوزعه فلا حرج عليه، ولو كتبه وقرأ فيه ولم يوزعه فلا حرج عليه، كيف بهذه الوصية المكذوبة الباطلة، من لم يوزعها يكون عليه كذا وكذا؟. فالمقصود أن هذه الوصية باطلة ومكذوبة ولا أساس لها، ولا يجوز اعتقاد هذا الكلام، ولا يجوز توزيعها ولا نشرها بين الناس، بل يجب إتلافها، والتنفيذ على بطلانها، رزق الله الجميع العافية والهدى. المقدِّم: الواقع سماحة الشيخ مصداقاً لما تفضلتم به أذكر أنني عرضت هذه الرسالة في نفس الفترة التي تفضلتم بتحديدها وهي ما يقرب من عشر سنوات، وقبل فترة أيضاً ناقشناها، ونحن هنا في هذا البرنامج نحاربها فضلاً عن توزيعنا لها، وها نحن بحمد الله بصحةٍ جيدة ونذهب ونعود إلى أعمالنا ونحن وأولادنا وأقاربنا وأموالنا بخير وعلى خير. الشيخ: وهذا مثل ما تفضلتم، كله واقع، ونحن نحاربها من عشرات السنين ولا رأينا إلا خيراً، كل هذا شيء باطل لا ينبغي التعلق به. المقدم: لعله من المناسب سماحة الشيخ أن تتفضلوا بالتنبيه إلى خطر المطبوعات على العقيدة وعلى الأمن وعلى أيضاً ما يخص أفكار الناس؟ الشيخ: ينبغي لمن وجد مطبوعات تلصق بالجدران أو توزع بين الناس أن يسأل عنها أهل العلم وأن لا يعتمد عليها إلا عن بصيرة، إن كان من أهل العلم عرفها بحمد الله، ونبه على بطلان الباطل وعلى صحة الصحيح، أما إن كان من العامة فلا ينبغي له أن يتقبل كل ما يوزع بين الناس، بل الواجب أن يسأل أهل العلم في بلاده أو في غير بلاده الذين يثق بهم ويعرف علمهم وفضلهم يسألهم عما قد يقع في يده، وقد بلغني أن الرسالة التي توزع التي باسمي فيما يتعلق بالأذكار عقب الصلاة بلغني أن بعض الناس كتب عليها من وزع منها كذا وكذا فله كذا ومن نشر منها كذا وكذا فله كذا، وهذا كله باطل ولا أصل له، ولم أكتب هذا وإنما كتبت بيان الذكر المحفوظ عن النبي عليه الصلاة والسلام بعد الصلوات، أما الزيادة على هذا من فعل كذا أو من نشرها أو من كتب منها كذا وكذا، فهذا إن كان وقع فهو باطل، ولا أساس له، ولم أكتبه ولم آمر به، بل هذا من كذب الكذابين، ومن بهتان أهل الباطل، نسأل الله العافية. والحاصل أن هذه المسائل التي أشرتَ إليها وهي الملصقات والموزعات من الرسائل والكتب يجب الحذر منها، فلا يقبل منها إلا ما كان ثابتاً صحيحاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام مما يبينه أهل العلم العارفون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والله المستعـان.