نقص الحديد هو أمر شائع ولكن يمكن تجنبه كي لا يؤثر على صحة الأطفال. إليكم بعض الإرشادات عن عوارض نقص الحديد وكيف يمكن تجنبه.
أكثر الأمراض شيوعاً والتي لها علاقة بنقص الحديد في الجسم هي الأنيميا أو فقر الدم، والتي يتم تحديدها من خلال انخفاض مستوى الهيموغلوبين أو الكريات الحمراء التي تسمح بنقل الأوكسيجين في الدم. إشارات أو عوارض الأنيميا تشمل شحوب البشرة، انخفاض مستوى الطاقة في الجسم، حدة الطبع، سرعة في نبضات القلب، وتأخر في النمو لدى بعض الأطفال. يستعمل جسم الإنسان الحديد لإنتاج الهيموغلوبين. وعندما ينخفض الحديد في الجسم، يفقد قدرته على إنتاج كمية كافية من الهيموغلوبين مما يسمح بتطوّر فقر الدم. قد لا تظهر عوارض نقص الحديد إلا في حالات الانيميا أو فقر الدم. وقد أشارت الدراسات التي جرت مؤخراً إلى أن انخفاض مستوى الحديد وحده قد يؤثر على نمو الدماغ حتى قبل حدوث الأنيميا. وبما أن إخضاع جميع الأطفال للفحوصات هو أمر غير عملي أو غير مستحب (يتطلّب فحصاً للدم)، فإن تجنب حدوث نقص الحديد من خلال حمية غذائية مناسبة هو أمر في غاية الأهمية.
ما عدا بعض الاستثناءات، ينشأ نقص الحديد بسبب سوء التغذية. الأطفال الذين ولدوا في موعدهم يتمتعون بمصدر جيد للحديد. سيحصل الأطفال على كمية كافية من الحديد من أمهاتهم خلال فترة الحمل، بغض النظر عما إذا كانت الأم مصابة بالأنيما أم لا.
الجنين الكامل النمو سيحصل على كمية من الحديد تكفيه لمدة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر من تاريخ ولادته. بعد هذه المدة، سيحتاج إلى مصدر جيد للحديد في غذائه، وأفضل هذه المصادر هي الحبوب المعزّزة بالحديد والتي يجب ان تقدّم إليه عندما يكون بين سن الأربعة والستة أشهر، ويجب ان تبقى أساساً في غذاء الأطفال حتى يبلغ على الأقل السنة من عمره. سيستمر الأطفال بالحصول على بعض الحديد من الرضاعة الطبيعية ولكنهم يحتاجون إلى كمية إضافية لتلبية احتياجاتهم.
بعد عمر السنة، قد يستمر الأطفال بالرضاعة الطبيعية أو قد يبدأوا بتناول حليب البقر. الإفراط في تناول الحليب في هذه المرحلة قد يسبب انخفاضاً في مستوى الحديد لعدة أسباب ومنها أن الطفل سيشبع من الحليب وسيمتنع عن تناول المأكولات الأخرى، وهذا أمر شائع بين الأطفال الذين يتناولون الحليب بالزجاجة لأنه أمر مريح بالنسبة إليهم. أما انتقالهم إلى تناول الحليب بالكوب فيجب أن يكون سبباً لخفض كمية الحليب التي يتناولونها، لأنهم في هذه المرحلة لا يجب ان يتناولوا أكثر من 16 إلى 24 أونصة من الحليب في اليوم. تناول الكثير من حليب البقر قد يسبب تهيجاً في الامعاء مما قد ينتج عنه خسارة كمية صغيرة من الدم في البراز وهذا قد يسبب أيضاً الأنيميا او فقر الدم.
بالنسبة للأطفال الصغار، فإن اللحوم والدجاج والمأكولات البحرية هي أفضل المصادر للحديد. وهناك مصادر أخرى ومنها الحبوب المعزّزة بالحديد، والفاصولياء والسبانخ. بما أن الحديد في اللحوم يتم امتصاصه بسهولة أكبر، فإن الأطفال النباتيون يحتاجون إلى كمية إضافية من الحديد.
إذا كان لديكم أدنى شك بأن طفلكم يعاني من الأنيميا أو من نقص في الحديد، يمكنكم بكل سهولة إجراء فحوصات خاصة لهذا الأمر بالإضافة إلى فحص الدم. إذا كان مستوى الحديد منخفضاً لدى طفلكم، سيتم إعطاؤه كمية إضافية منه ويمكنكم إجراء فحوصات جديدة له بعد بضعة أشهر للتحقق من النتائج. في هذا الوقت قد يتم أيضاً تغيير النظام الغذائي. من المهم تناول كميات إضافية من الحديد فقط من خلال وصفة طبيب لأن تناول جرعة مفرطة من الحديد قد يسبب تسمماً. هناك أسباب أخرى للأنيميا ولكنها أقل شيوعاً وحده الطبيب يمكنه اكتشافها في حال لم يساعد الحديد طفلكم. تذكروا أن الوقاية هي خير علاج