نصيحة لطالبة تقيم عند أخيها الذي لا يصلي
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
بسبب دراسة الطب تركت عائلتي -والدي- وقدمت إلى الرياض، وأنا الآن أعيش في بيت أخي، وهذا الأخ -هداه الله- لا يحرص على أداء الصلاة، ولا أقول إنه لا يصلي فإنني أراه أحياناً يؤديها، ولكن الملاحظ عليه بصفة عامة هو عدم الاهتمام بهذا الركن العظيم، علماً بأنني لا أ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الواجب عليك أن تنصحيه، وإن كنت أصغر منه، فإن الله -جل وعلا- يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[التوبة: 71] هذا واجب الجميع المؤمنين والمؤمنات، وليس في هذا فرق بين الكبير والصغير، فعليك أن تنصحي أخاك، وأن تخوفيه من الله -عز وجل-؛ لأن الصلاة عمود الإسلام ومن تركها كفر، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقال أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) خرجه الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح عن معاذ -رضي الله عنه-، والأحاديث في هذا كثيرة، والقرآن الكريم فيه من ذلك الآيات الكثيرة كقوله -سبحانه-: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى[البقرة: 238] وقوله -عز وجل-: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[البقرة: 43] وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[النور: 56] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة: 5]، فعليكِ أن تنصحيه وأن تبيني له إنكارك عليه هذا العمل؛ لعله يهتدي بأسبابك، فيكون لك مثل أجوره، والرجل ينصح المرأة والمرأة تنصح الرجل، وإن اختلفا في السن، ولاسيما هو أخوك فله حقٌ عليكِ من جهة واجب الدين ومن جهة واجب الرحم، فإن استقام فالحمد لله، وإلا فنصيحتي لكِ أن لا تبقين عنده، لئلا يضرك، ولئلا تبتلي بالتأسي به، فيقسوا قلبك، فنصيحتي لكِ أن تنتقلي إلى السكن الجامعي إذا تيسر ذلك، وإلا فترك الدراسة، ولا تبقي عند رجلٍ يتهاون بالصلاة ولا يرفع بها رأٍساً، فإن هذا يضرك في دينك وربما يسبب لك شراً عظيماً وعاقبة وخيمة، نسأل الله لك التوفيق وحسن العاقبة، ولأخيك الهداية.